تحليل سكر الحمل

تحليل سكر الحمل (بالإنجليزية: Gestational Diabetes Test) هو فحوصاتٌ تقيّم كيف يتعامل الجسم مع السكر؛ للكشف عن سكري الحمل أو تشخيصه، وهو حالة شائعة تُصيب النساء أثناء الحمل وتُسبب ارتفاع مستوى سكر الجلوكوز في الدم. [1]

ويحدث سكري الحمل لأنّ الجسم لا يُنتج كمياتٍ كافية من هرمون الإنسولين خلال الحمل، مما يُسبب ارتفاع السكر في الدم، ويُمكن أن يُسبب مضاعفاتٍ مثل زيادة وزن الجنين والولادة المبكرة. [6]

أنواع تحليل سكري الحمل

تتضمن فحوصات سكري الحمل التي يطلبها الطبيب: [1][2]

اختبار تحدي الجلوكوز الفموي

يُعتبر فحص تحدي الجلوكوز (بالإنجليزية: Glucose Challenge Test) ورمزه (GCT) فحصًا أوليًا للكشف عن سكري الحمل، ويطلب الطبيب إجراءه عادةً خلال الأسبوع 24- 28 من الحمل، خاصةً أن سكري الحمل يكون أكثر شيوعًا في الثلث الثاني والثالث من الحمل. [1][6]

لكن يُمكن إجراء الفحص في بداية الحمل إذا كانت فرص إصابة الحامل بسكري الحمل مرتفعة، وذلك في الحالات الآتية: [1][2]

• أصيبت الحامل بالسكري الحملي خلال الأحمال السابقة.
• كان أحد أفراد عائلتها (والدها أو شقيقتها) مصابًا بالسكري.
• أشارت الفحوصات التي أجرتها قبل الحمل إلى وجود سكرٍ في البول.
• تعاني من ارتفاع ضغط الدم.
• تُعاني من السمنة ومؤشر كتلة جسمها يبلغ 30 أو أعلى.
• يزيد عمرها على 30 عامًا.
• تُعاني من حالات تزيد فرص الإصابة بالسكري، مثل تكيس المبايض.

لكن لا يعتمد الطبيب على نتائج فحص تحدي الجلوكوز لتشخيص سكري الحمل، بل يلجأ إلى فحصٍ أدق لتأكيد أو نفي الإصابة. [1][2]

اختبار تحمل الجلوكوز الفموي

يلجأ الطبيب لاختبار تحمل الجلوكوز (الإنجليزية: Oral Glucose Tolerance Test) ورمزه (OGTT) لتشخيص سكري الحمل، وذلك إذا أظهرت نتائج الفحص السابق ارتفاع سكر الدم. [1][2]

التحضير لفحص سكري الحمل

يضمن التحضير لتحليل سكر الحمل الحصول على نتائج دقيقة، وتختلف تعليمات التحضير حسب نوع الفحص كالآتي:

التحضير لفحص تحدي الجلوكوز الفموي

لا يتطلب هذا الفحص تحضيرات مسبقة عادةً، كما لا تحتاج الحامل للصيام قبل إجراء الفحص، لكن يُوصى بأن تتجنب تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكريات، مثل البان كيك، والدونات وعصير الفواكه. [2]

كما من الضروري إبلاغ الطبيب بجميع الأدوية والمكملات التي تتناولها الحامل، إذ ربما يطلب منها التوقف عن تناولها قبل الفحص. [2]

التحضير لفحص تحمل الجلوكوز الفموي

يجب اتباع التعليمات الآتية للتحضير اختبار تحمل الجلوكوز الفموي: [2][3]

• تناول ما لا يقل عن 150 غرام من الكربوهيدرات خلال الأيام الثلاثة التي تسبق الفحص، أو ما يُعادل 5 أكواب من المعكرونة المسلوقة.
• الصيام عن الطعام والشراب لمدة 8- 12 ساعة الأقل قبل الفحص، لكن عادةً ما يسمح الطبيب بشرب القليل من الماء قبل الفحص.
• تجنب ممارسة أي أنشطة بدنية مرهقة أثناء فترة الصيام للفحص.
• تحديد موعد الفحص في الصباح الباكر؛ كي لا تشعر الحامل بالإرهاق أثناء الصيام.
• إبلاغ الطبيب بجميع الأدوية التي تتناولها الحامل، فقد يطلب التوقف عن استخدام بعضها قبل الفحص، مثل الستيرويدات القشرية.

طريقة إجراء فحص سكري الحمل

تختلف طريقة إجراء تحليل سكر الحمل حسب نوعه كالآتي: [3][4]

طريقة إجراء فحص تحدي الجلوكوز

تتضمن خطوات هذا الفحص الآتي: [4]

1. يُقدم الأخصائي محلولًا يحتوي على 50 غرامًا من سكر الجلوكوز.
2. يجب أن تتناول الحامل هذا المحلول خلال 5 دقائق.
3. يطلب الأخصائي منها أن تنتظر لمدة ساعة كاملة في المختبر، وخلال هذه الفترة لن يسمح بتناول لها أي طعام أو شراب باستثناء الماء.
4. يسحب عينة دم بعد مرور ساعة؛ حيث يتم فحصها لتحديد نسبة السكر في الدم.

ويُفضل أن تحضر الحامل وجبة خفيفة لتتناولها في حال شعرت بالجوع بعد انتهاء الفحص. [4]

طريقة إجراء فحص تحمل الجلوكوز

يُجرى فحص تحمل الجلوكوز كالآتي: [3]

1. يأخذ الأخصائي عينة دم قبل أن تتناول أي شيء؛ لتقييم مستوى السكر أثناء الصيام.
2. يُقدم لها محلولًا يحتوي على كمية محددة من الجلوكوز (50 أو 75 أو 100 غرام حسب ما يُحدده الطبيب).
3. يطلب منها الانتظار لمدة 3 ساعات تقريبًا، وخلال هذه الفترة يأخذ الأخصائي عينة دم كل ساعة؛ لتقييم التغيرات التي تطرأ على مستوى السكر.
4. لا يسمح الطبيب خلال فترة الانتظار بتناول أي طعام أو شراب باستثناء الماء، كما يطلب منها الجلوس بهدوء لأن النشاط البدني يُؤثر على مستوى السكر.

المخاطر المحتملة لتحليل سكري الحمل

لا ينطوي تحليل سكري الحمل عادةً على أي مخاطر، باستثناء الشعور بألمٍ بسيط أثناء سحب الدم، وقد تظهر كدمة بسيطة مكان الإبرة، لكنها عادةً ما تزول خلال أسبوع أو أسبوعين. [2][3]

وفي حالاتٍ نادرة قد يُسبب فحص سكري الحمل: [3][5]

• الغثيان والتقيؤ بعد تناول محلول الجلوكوز، وفي هذه الحالة قد يُؤجل الطبيب الفحص.
• الإغماء، خاصةً إذا كانت الحامل تُعاني من رهاب الدم.
• العدوى إذا تم إجراء الفحص في مختبر غير موثوق.
• نزيف في مكان الإبرة.

ويُفضل أن يحضر مرافقٌ مع الحامل أثناء إجراء الفحص؛ ليُساعدها خاصةً أنها قد تُعاني من هبوط سكر الدم أثناء الفحص أو بعده، وفي هذه الحالة يُمكن أن تظهر عليها الأعراض الآتية: [5]

• الجوع الزائد.
• التوتر.
• الدوخة.
• التعب.
• تسارع ضربات القلب.
• العصبية.
• الخفقان.

قراءة نتائج تحليل سكر الحمل

تظهر نتائج الفحص خلال يوم أو يومين تقريبًا في العادة، ويُمكن تحديد متى يكون سكر الدم مرتفعًا أو طبيعيًا كالآتي: [2]

نتائج فحص تحدّي الجلوكوز

يُوضح الجدول الآتي كيفية قراءة نتائج فحص تحمل الجلوكوز: [7]

نتائج فحص تحمل الجلوكوز

يُقارن الطبيب قراءات هذا الفحص لدى الحامل بالقيم المرجعية الطبيعية لفحص تحمل الجلوكوز، والتي يُوضحها الجدول الآتي: [2]

وإذا كان مستوى السكر مرتفعًا في قيمتين أو أكثر تُشخص الحامل بسكري الحمل، أمّا إذا كان سكر الدم مرتفعًا في قيمة واحدة فقط من قيم الفحص فإن الطبيب يطلب إعادة الفحص بعد عدة أسابيع. [2]

للمزيد: العلاقة بين سكري الحمل وجنس الجنين.

ما بعد نتائج تحليل سكر الحمل: المتابعة والعلاج

يُوصي الطبيب بقياس السكري المنزلي قبل الفطور وبعد الوجبات إذا كانت تُعاني من سكري الحمل، كما يطلب منها بإجراء التغييرات الآتية على نظامها الغذائي: [2][8]

• تناول المزيد من الخضروات والفواكه الطازجة.
• التركيز على تناول الحبوب الكاملة، مثل الأرز البني وخبز نخالة القمح.
• تناول مصادر البروتين قليلة الدهون، مثل صدر الدجاج منزوع الجلد.
• التقليل من الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكريات قدر الإمكان، مثل عصائر الفواكه الجاهزة والحلويات.

لكن إذا لم يتحسّن مستوى السكر لديها فقد يصف الطبيب أدوية لتقليل السكري أو الإنسولين، حيث إن سكري الحمل قد يُسبب المضاعفات الآتية عند إهمال علاجه: [2]

• الإصابة بما قبل تسمم الحمل، وهي حالة تُسبب ارتفاعًا خطيرًا في ضغط الدم لدى الحامل.
• زيادة حجم الجنين ووزنه بشكلٍ كبير، وهذا قد يُسبب مضاعفاتٍ خلال الولادة، وربما يضطر الطبيب لإجراء العملية القيصرية.
• انخفاض سكر الدم لدى الطفل بعد الولادة.
• زيادة خطر إصابة الطفل والأم بالسكري من النوع الثاني مستقبلًا.