الجهاز العصبي (كما يحب أن يشبهه أطباء الأعصاب) عبارة عن شبكة اتصال داخلية في جسم الكائن الحي، وهو يتكون من الدماغ والنخاع الشوكي والأعصاب، حيث يمثل الدماغ النصفين الكرويين (أو المخ) والمخيخ وجذع المخ، وتتكون الأعصاب من وحدات عصبية صغيرة تسمى العصبونات.
للأعصاب في جسم الإنسان الحي عوامل تساعدها على النمو والبقاء والتطور تسمى بعوامل التغذية العصبية (neurotrophins)، وهي عبارة عن جزيئات صغيرة تشبه في تركيبها البروتين، ومن ضمن هذه العوامل ما يعرف بعامل نمو الأعصاب (nerve growth factor)، والذي تم اكتشافه في خمسينات القرن العشرين ويلعب دوراً هاماً في الوظيفة المعرفية للإنسان وتخفيف الاكتئاب والالتهابات وأمراض الجهاز المناعي الذاتية، كما أنه يدخل ضمن فسيولوجيا الألم والسرطان والكثير غيرهم.
يدخل هذا العامل الجسم في صورة غير نشطة حيوياً، حيث تقوم النهاية الفرعية جاما له بتحويله إلى الصورة النشطة حيوياً حتى يقوم بوظيفته داخل الجسم.
لإدراك أهمية عامل نمو الأعصاب، لابد أن نعلم أن الخلايا العصبية تخضع لموت الخلايا المبرمج في حالة غيابه، فهو يقوم بالحفاظ على نموها وصيانتها، كما وجد أنه يحافظ أيضاً على نمو الخلايا بيتا الموجودة في البنكرياس.
أما بالنسبة لدوره في حالة حدوث التهاب بالجسم، فقد أثبتت الدراسات أن عامل نمو الأعصاب له دور هام وحيوي في استشعار الألم في المنطقة الملتهبة، حيث يتم إفرازه من الخلايا البدينة (mast cells) بتركيزات عالية للمساعدة في التخلص من الالتهابات سواء كان ذلك من خلال المناعة الفطرية أو المكتسبة.
وقد وجد هذا العامل في السائل المنوي بكثرة، ويعتقد أن له دوراً في تحفيز عملية التبويض في الحيوانات وإن لم يثبت ذلك بشكل قاطع في البشر، كما أن له دوراً حيوياً في الحفاظ على توازن الدورة الدموية للجسم بشكل عام.
أما عن آلية عمل هذا العامل فهو يرتبط بنوعين من المستقبلات: النوع الأول يدعى التروبوميوزين كينيز أ ويرمز له بالرمز (TrkA)، والثاني يدعى مستقبل عامل النمو العصبي منخفض الألفة ويرمز له بالرمز (LNGFR)، ومن خلالهما يقوم بدوره الحيوي.
ومن التطبيقات الطبية لهذا العامل استخدامه في علاج مرض التصلب المتعدد، وبعض الأمراض النفسية مثل التوحد والاكتئاب وانفصام الشخصية والاضطراب ثنائي القطبية.
وعلى ذلك فإن نقص هذا العامل في بعض الأمراض يمكن أن يستخدم كدلالة على تطور المرض، حيث يعني ذلك تدهور الحالة، بينما زيادة تركيزه تعني سيرها في اتجاه التحسن.
وبعيداً عن الأمراض العصبية والنفسية، فإن عامل نمو الأعصاب يسهم بشكل كبير في الحالات المرضية التي لها علاقة بالقلب والأوعية الدموية مثل تصلب الشرايين والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني، كما أنه يساعد على التئام الجروح وقروح الجلد وقرنية العين.
وعلى الجانب الآخر، فإن وجود عامل نمو الأعصاب بشكل زائد قد يكون له تأثير سلبي على جسم الإنسان، فهو -كما ذكرنا- يزيد من استشعار الألم في حالات الالتهاب، كما قد يسبب عدم تحمل الأثر الناتج عن إفراز مادة الهستامين، كما قد يساعد على نمو واستمرار خلايا الأورام (وبخاصة سرطان المعدة) من خلال المساعدة على تكوين الأوعية الدموية المغذية لها.
ويمكن زيادة هذا العامل في الجسم بالطرق الطبيعية مثل ممارسة الرياضة والتعرض لأشعة الشمس وتجنب الضغوط والتوتر، وتناول الشاي الأخضر وبعض أنواع الفطر (عيش الغراب) وغذاء ملكات النحل.
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/m/pubmed/11520933/
https://www.sciencedirect.com/topics/neuroscience/nerve-growth-factor
http://www.dana.org/News/The_Discovery_and_Potential_of_Nerve_Growth_Factor/
https://mybiohack.com/blog/nerve-growth-factor-ngf-how-to-increase-it-or-decrease
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.