الذاكرة الكاذبة أو الذاكرة الخاطئة (بالإنجليزية: False Memory) هي ذكريات ملفقة أو مشوهة لحدث ما. قد تكون هذه الذكريات كاذبة وخيالية تماماً، وفي حالات أخرى قد تحتوي على عناصر من الواقع ولكن تم تشويهها عن طريق تداخل المعلومات أو تشوهات أخرى في الذاكرة.
يمكن أن تتراوح أمثلة هذه الظاهرة من أمر بسيط مثل تذكر الشخص بشكل خاطىء بأنه أغلق باب المنزل إلى أمر أكثر خطورة بكثير مثل التذكر الخاطىء لتفاصيل حادث كان شاهداً عليه.
يتم تمييز الذاكرة الكاذبة عن الأشكال الأخرى من مشاكل الذاكرة عن طريق المميزات التالية:
إقرأ أيضاً: أسباب كثرة النسيان والعلاجات المتاحة
الذاكرة ليست دائمة، بل إنها مرنة وتتغير بشكل مستمر. بعض العوامل من أشخاص أو أحداث قد تجعل الإنسان أكثر عرضة لتكوين ذاكرة كاذبة، وتشمل هذه العوامل:
الذكريات معقدة، حيث قد يعتقد الناس أن الذاكرة هي عنصر أبيض أو أسود، إلا أن الحقيقة هي أن الذكريات قابلة للتغيير ومرنة وغير موثوقة في أغلب الأحيان. أثناء نوم الشخص يتم نقل الأحداث من الذاكرة المؤقتة للعقل إلى التخزين الدائم. ومع ذلك فإن هذا الانتقال ليس مطلقاً، حيث أن بعض عناصر الذاكرة قد تضيع؛ ومن هنا قد تبدأ الذكريات الخاطئة أو الكاذبة. تنشأ الذاكرة الكاذبة بعدة طرق، وتؤثر كل طريقة على التغييرات التي تطرأ على الذاكرة أو كيفية تخزينها. قد يكون من الصعب معرفة أي من هذه المشكلات قد تسببت في الذكريات الخاطئة، لكن المعرفة بها يمكن أن تساعد في النهاية على فهم سبب شيوع الذكريات الخاطئة.كيف تتكون الذكريات الكاذبة؟
تُستخدم تقنيات العلاج النفسي مثل التنويم المغناطيسي والتأمل المُوَجه كوسيلة لاستعادة الذكريات المكبوتة، وغالباً ما تكون هذه الذكريات أليمة مثل الاعتداء الجنسي في سن الطفولة. وترتبط هذه الذكريات مباشرة بالسلوك الحالي للأشخاص، حيث قد يقومون بالإبلاغ عن هويتهم وعلاقاتهم. وهذا ما يسمى بمتلازمة الذاكرة الكاذبة أو إنشاء حقيقة حول ذاكرة غير صحيحة. لا توجد تقنيات يمكن أن تحدد صحة هذه الذكريات، ولم يتوصل العلم بعد إلى طريقة لإثبات أن الذاكرة المستردة صحيحة أو خاطئة في حال عدم وجود أدلة مستقلة. وتعد استعادة الذاكرة العلاجية من الممارسات المثيرة للجدل حتى وقتنا الحالي. يعتبر وجود أدلة مستقلة تدعم أو تدحض الذكريات هو الحل الوحيد للذاكرة الكاذبة. حيث أن الذاكرة الكاذبة هي عنصر بشري يدل على أن أدمغة البشر ليست مضمونة.
كشفت العديد من القصص في السنوات الأخيرة عن التأثير المدمر الذي قد تحدثه الذاكرة الكاذبة في بعض الأحيان. مثلاً يمكن أن يكون للذكريات الخاطئة عن الجرائم أو الاعتداء الجنسي عواقب وخيمة على كل من المُتهَم والمتهِم. ولكن معظم حالات الذاكرة الكاذبة أقل خطورة وتتكرر بشكل كبير. ولقد وجد الباحثون أن معظم الأشخاص يحملون ذكريات كاذبة لكثير من الأشياء، بدءاً من تفضيلاتهم الشخصية وخياراتهم، وانتهاءً بذكريات الأحداث التي حصلت في وقت مبكر من حياتهم. فما هو تأثير الذاكرة الكاذبة على تصرفاتنا؟ في تجربة حول تأثير الذاكرة الكاذبة على السلوك، ابتكر الباحثون ذاكرة كاذبة من خلال الإشارة للمشاركين بأنهم قد أصيبوا بالمرض بعد تناول سلطة البيض وهم أطفال. بعد ذلك تم تقديم أنواع مختلفة من الشطائر للمشاركين بما في ذلك شطيرة تحتوي على سلطة البيض. من المثير للدهشة أن المشاركين الذين اقتنعوا بهذه الذاكرة الكاذبة أظهروا تغييراً في السلوك والموقف تجاه خيار سلطة البيض، حيث أنهم تجنبوها وأعطوها تقييماً أقل من تقييم المشاركين الآخرين الذين لم تتكون لديهم ذاكرة كاذبة. وحتى بعد مرور أربعة أشهر على التجربة تجنب المشاركون خيار سلطة البيض. يمكن أن يكون للذكريات الكاذبة تأثيراً على القرارات التي يتخذها الناس في أواخر أعمارهم، مثل نوع العلاج الذي يريدونه، ونوع الرعاية التي يرغبون بالحصول عليها. لذا فقد يلجأ الشخص إلى الوصية الحية، حيث تكون مصممة لضمان احترام رغباته في حال إصابته بمرض خطير وفقدان قدرته على التواصل، وتتضمن معلومات محددة حول نوع العلاج والرعاية والإجراءات العلاجية التي يرغب أو لا يرغب بها هذا الشخص في حال إصابته بمرض عضال. ولكن وفقاً لإحدى الدراسات فإن هذه التوجيهات قد لا تكون فعالة لأن تفضيلات الشخص قد تتغير مع مرور الوقت دون أن يدرك الفرد ذلك. وفي دراسة أجريت على مشاركين فوق ٦٥ عاماً تم سؤالهم عن العلاج الذي يودون تلقيه في حال إصابتهم بمرض عضال، وبعد مرور عام طُلب منهم تذكر الإختيارات التي قاموا بها في المقابلة الأولى. لوحظ أن ثلث المشاركين قامت بتغيير رغباتهم، و٧٥٪ من هؤلاء الأفراد تذكروا وجهة نظرهم الأصلية بشكل خاطىء. حيث كان للذاكرة الكاذبة تأثير كبير ومقلق على حياة الأشخاص. كما أن الذاكرة الكاذبة قد أدت إلى اتهامات وإدانات خاطئة بمجموعة متنوعة من الجرائم بما في ذلك الاعتداء الجنسي. كما ويمكن أن يكون للذاكرة الخاطئة أيضاً عواقب مميتة على بعض الأشخاص (كحادثة نسيان أم لطفلها في السيارة لفترة طويلة في يوم حار بسبب ذاكرتها الخاطئة التي جعلتها توقن أنها قد أوصلته إلى جليسة الأطفال مما أدى إلى وفاته). كما ويجب الانتباه إلى أنه حتى أولئك الذين لديهم ذاكرة ممتازة قد يكونون عرضة للذاكرة الكاذبة.أولاً: الذاكرة الكاذبة قد تؤثر على عادات الأكل الخاصة بالشخص
ثانياً: الذاكرة الكاذبة تعقد عملية اتخاذ قرارات نهايات العمر
ثالثاً: الذاكرة الكاذبة يمكن أن يكون لها عواقب مميتة ومغيّرة للحياة
Kendra Cherry. False Memories. Retrieved on the 29th of January, 2020, from: https://www.verywellmind.com/what-is-a-false-memory-2795193 Kimberly Holland. False Memory: what you need to know. Retrieved on the 29th of January, 2020, from: https://www.healthline.com/health/false-memory Kendra Cherry.The Consequences of False Memories. Retrieved on the 29th of January, 2020, from: https://www.verywellmind.com/the-consequences-of-false-memories-2795350
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.