تُعد المعالجة بتعويض السوائل عن طريق الفم من أسهل الطرق المستخدمة للتعامل مع الجفاف الذي قد ينشأ بسبب الإصابة بالإسهال الحاد، وهو أكثر هذه الطرق نجاحاً، حيث ساعدت حملات توعية قامت بها منظمة الصحة العالمية حول الدور المهم لهذا العلاج البسيط على وقاية عدد كبير من الأطفال من الوفاة بسبب الجفاف الناجم عن أمراض مسببة للإسهال الحاد في مختلف مناطق العالم. تم تطوير هذا العلاج في ستينيات القرن العشرين، بعد اكتشاف وتأكيد أن محلولاً يتكون من الماء والجلوكوز والأملاح يمكن أن يرتشح عبر الغشاء المخاطي للأمعاء الدقيقة عند المصابين بالكوليرا بالرغم من تأثيرات ذيفان الكوليرا، وهي المادة التي تنتجها بكتيريا الضَّمَّة الكولورية، والتي تسبب الإسهال الحاد. يتمثل هذا العلاج بشرب محلول يُمكن تحضيره في المنزل يُسهم في تعويض السوائل والأملاح التي يفقدها الشخص المُصاب بسبب الإسهال الحاد. يحتوي المحلول المستخدم في هذا العلاج على الماء والجلوكوز وأملاح ضرورية مثل الصوديوم والبوتاسيوم للحفاظ على وظائف الجسم. توجد هذه العناصر في المحلول بنسب ملائمة ليتمكن الجسم من امتصاصها بسهولة. يُمكن شراء المحلول على شكل سائل جاهز أو بودرة تُخلط بالماء، ولكن في حال عدم توفر ذلك، يمكن تحضير المحلول بإضافة 6 ملاعق صغيرة مستوية من السكر، ونصف ملعقة صغيرة مستوية من الملح إلى 1 لتر من الماء النقي، ويجب الحرص على الالتزام بكمية السكر والملح المحددة، فزيادة السكر قد يزيد من سوء الإسهال، وزيادة الملح يؤثر سلباً على صحة المريض، ويحد من فاعلية المحلول، ولا مانع من زيادة كمية الماء قليلاً لتخفيف المحلول أكثر، ولكن لا يُنصح بتحضيره في المنزل إلا إن لم يجد المريض أي خيار آخر، والأفضل في هذه الحالة مراجعة الطبيب. يُعطى المحلول للمريض في البداية بكميات قليلة، وبشكل متكرر حتى يعتاد عليه ولا يسبب له التقيؤ، ثم يبدأ بأخذ الجرعات الموصى بها، وهي عادة ما تكون من ربع إلى نصف كوب من المحلول بعد كل نوبة إسهال للأطفال الذين يبلغ عمرهم أقل من سنتين، ونصف كوب إلى كوب كامل للأطفال بين عمر سنتين وتسع سنوات. أما بالنسبة للأشخاص فوق سن العاشرة، فيمكن شرب أي كمية من المحلول على أن لا يتجاوز ذلك اللترين في اليوم الواحد. تُستخدم هذه الطريقة للوقاية من أو معالجة حالات الجفاف الخفيفة والمتوسطة التي قد تُعرّض المريض للخطر خاصةً الأطفال، والتي تنجم بسبب الإسهال الحاد، علماً أن هذه الطريقة لا تُشفي المرض أو الإسهال، وإنما فقط تقي من الجفاف إلى حين يتعافى المريض تلقائياً. ينجم الإسهال الحاد المسبب للفقدان السريع للسوائل عادةً عن أمراض تؤثر في الجهاز الهضمي مثل التهاب المعدة الذي يُعد من أكثر الأمراض التي تُصيب الأطفال حول العالم. من مميزات المعالجة بتعويض السوائل عن طريق الفم هي سهولة تقديمها للمريض وفاعليتها العالية. وهي تُعد بديلة عن منح المريض السوائل والأملاح عبر الوريد، والذي قد يُسبب إزعاجاً للمريض وخصوصاً الأطفال. الجدير بالذكر أن هذا العلاج قد لا ينجح مع كل حالات الإسهال الشديد، ولذلك لا بد من مراجعة الطبيب فوراً لتفادي الجفاف الشديد، ومضاعفاته.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.