خيط غير مصوص

يُعرف الخيط غير المصوص على أنّه خيط يقاوم جميع محاولات الأنسجة لإذابته وامتصاصه كالحرير والكتان والنايلون والحديد، ويمكن إزالة الخيوط الباقية في الجلد، أما الخيوط في داخل الأحشاء فتبقى.

لإغلاق جروح الجلد والأنسجة الأخرى، يستخدم الأطباء الإِبَر والخيوط الجراحية. ويعد إغلاق الجروح باستخدام مواد الخياطة فنًا بالغ القِدَم ألمحت إليه اللفائف المصرية القديمة. فقديمًا استُخدِم الحرير، والجلد، وشعر الحيوانات، وألياف الخضروات في تلك العملية بدرجات متفاوتة من النجاح.

الخيط الجراحي الأمثل هو ذلك الذي يسمح للجرح أن يلتئم بصورة كافية ويُبقي عليه ملتئمًا حتى بعد امتصاص الخيط أو إزالته. ويمكن تصنيف الخيوط الجراحية إلى تلك القابلة للامتصاص، وتلك غير القابلة للامتصاص. فالخيوط القابلة للامتصاص هي التي تستطيع أجسامنا تحليلها بصورة طبيعية عن طريق التفاعلات الإنزيمية أو التحلل المائي، وغالبًا ما تستخدم لخياطة الأنسجة العميقة والأنسجة سريعة الالتئام.

أما الخيوط الجراحية غير القابلة للامتصاص فيتم صناعتها من المواد التي تحتفظ بقوة شدتها في الأنسجة لمدة لا تقل عن ستين يومًا، ويزيلها الطبيب لاحقًا في ميعاد محدد، وقد تترك بصفة دائمة في بعض الأحيان. ولأن الجسم لا يستطيع القضاء عليها، تستخدم الخيوط غير القابلة للامتصاص لتوفير دعم طويل المدى للأنسجة. وبالتالي فهي تلائم الأنسجة بطيئة الالتئام كالأوتار والأنسجة الليفية والأنسجة الرخوة، وكثيرًا ما تستخدم في عمليات جراحة القلب والأوعية الدموية، وجدار البطن، والبشرة.

ويفضل الكثير من جرّاحي تجميل الوجه استخدام الخيوط غير القابلة للامتصاص لكونها سهلة التحكم والربط، ولصعوبة قطعها قبل الوقت المحدد، ولكونها نادرًا ما تستثير الجسم لإظهار رد فعل التهابي. ومن أمثلة تلك : النايلون، والبرولين، والحرير، والبوليستر.