إذا كنت شاهدت فيلم ديزني الشهير "مزرعة في خطر" (Home on the Range) فلا بد أنك تذكر مشهد اللص "ألاميدا سليم" وهو يعزف الموسيقي لتتراقص الأبقار على أنغامه وتتبعه إلى حيث يريد، لكن "جريس" الذي لم يتأثر بالموسيقى أفسد خطته، وأخذ ينبه الأبقار حتى أنقذها منه!
"جريس" كان مصابًا بما يسمى عمه الموسيقى أو صمم النغمات.
عمه الموسيقى (Amusia) أو صمم النغمات (Tune deafness) مصطلحان يشيران إلى اضطراب سمعي يفقد فيه المرء القدرة على تمييز النغمات الموسيقية أو إصدارها، فالمصاب بهذا الاضطراب يسمع المقطوعة الموسيقية كضوضاء مزعجة دون القدرة على تمييز النغمات، كما إنه لا يستطيع العزف ولا الغناء ولا الصفير ولا قراءة نوتة موسيقية.
يوجد نوعان رئيسان من العمه الموسيقي: هو حدوث هذا الاضطراب منذ الولادة نتيجة لخلل في تكوين المخ أثناء المرحلة الجنينية، والمفاجأة أن نسبة حدوث هذا الخلل منذ الولادة تمثل 4% من عدد المواليد، فيكون الفرد غير قادر على تمييز النغمات الموسيقية، ويستمر هذا طيلة حياته، لكن في الوقت نفسه يمكنه تمييز الكلام جيدًا ودرجة الصوت وحدته، كما أن ذاكرته للأصوات غير الموسيقية لا تتأثر. هو حدوث هذا الاضطراب في أي وقت من عمر الإنسان نتيجة إصابة للمخ مثل الوقوع على الرأس أو سكتة دماغية (stroke) وما شابه، وهذا النوع أشهر من العمه الموسيقي الخلقي. أيضًا قد يستمر لفترة بعد الإصابة ويتحسن مع تحسن حالة المخ، وقد يستمر طوال العمر.عمه الموسيقى الخلقي (congenital amusia):
عمه الموسيقى المكتسب (acquired amusia):
في حالة عمه الموسيقى الخلقي (Congenital amusia) فإن القدرات العقلية كالكلام والذاكرة والفهم لا تتأثر مطلقًا، بل يتمتع الفرد بقدرات عقلية طبيعية مثل بقية أقرانه. أما في حالة عمه الموسيقى المكتسب نتيجة إصابة في المخ فمن المحتمل أن يكون عمه الموسيقى مصحوبا باضطرابات أخرى، مثل عدم القدرة على الكلام، أو تأثر الذاكرة، وذلك حسب مكان ودرجة الإصابة، أي إنه يكون مصاحبًا لعمه الموسيقى وليس ناتجًا عنه. يتمثل تأثيره فقط في عدم القدرة على تمييز النغمات الموسيقية، وفي بعض الأحيان تكون الموسيقى مصدر إزعاج أيضًا. كما أنك لو كنت من سكان الصين أو تدرس اللغة الصينية ستجد صعوبة في تعلم تمييز الكلام حيث إن عدد كلمات اللغة الصينية كبير جدًا ويعتمد بشكل كبير على اختلاف النغمات. عدا ذلك، فليس ثمة تأثير على حياة الفرد، وأيضًا إلى الآن ليس ثمة علاج!هل يؤثر عمه الموسيقى على بقية القدرات العقلية؟
ما تأثير عمه الموسيقى على حياة الفرد؟
1. Henry, M.J., Mcauley, J.D. On the Prevalence of Congenital Amusia. Music Perception: An Interdisciplinary Journal, Vol. 27 No. 5, June 2010; (pp. 413-418) DOI: 10.1525/mp.2010.27.5.413. http://mp.ucpress.edu/content/27/5/413
2. Bella S. D., Giguere J. F., Peretz I. (2009). "Singing in congenital amusia". Journal of the Acoustical Society of America. 126 (1): 414–24. doi:10.1121/1.3132504.
3. Sarkamo T., Tervaniemi M., Soinila S., Autti T., Silvennoinen H. M., Laine M.; et al. (2009). "Cognitive deficits associated with acquired amusia after stroke: A neuropsychological follow-up study." [Article]". Neuropsychologia. 47 (12): 2642–2651. doi:10.1016/j.neuropsychologia.2009.05.01 https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0028393209002292?via%3Dihub
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.