بعد مرور أكثر من خمسين عاماً على حادثة خليج ميناماتا، والتي أدت لموجة من الوفيات ثبت لاحقاً بأنها ناتجة عن التسمم بالزئبق، وما زالت هذه الحادثة تعتبر أكبر كارثة تسمم بالزئبق عرفها العالم عبر تاريخه، وما زالت اليابان تعاني من آثارها حتى اليوم.
دعي المرض بداء ميناماتا نسبة للمدينة التي حدثت بها الإصابات.
في أيار من عام 1956، تم إدخال أربعة مرضى من مدينة ميناماتا على الساحل الغربي لجزيرة كيوشو اليابانية الجنوبية إلى المستشفى وهم يعانون من مجموعة من الأعراض الشديدة والمتشابهة. عانى المرضى الأربعة من حمى شديدة، وتشنجات، وذهان، وفقدان للوعي، أدى فيما بعد للدخول بحالة غيبوبة وتوفي المرضى الأربعة دون معرفة السبب.
بعد فترة بسيطة، عانى 13 مريضاً آخرين يعملون بالصيد بالقرب من ميناماتا من نفس الأعراض وتوفوا أيضاً. مع مرور الوقت، تزايدت أعداد المرضى الذين تم إدخالهم إلى المشفى بأعراض مشابهة، وتوفي العديد منهم. لقد كانت الأعراض غريبة ومحيرة للأطباء، ولم يتمكنوا من معرفة السبب وعلاجه في البداية، لكن لاحقاً تم وضع التشخيص على أنه التسمم الحاد بالزئبق.
بدأ باحثون جامعيون بدراسة المرض الغريب، ومحاولة معرفة السبب، ووجدوا أن الضحايا، وهم في الغالب أفراد من نفس العائلة، كانوا متجمعين في قرى صغيرة على طول شاطئ خليج ميناماتا. وكان الغذاء الأساسي للضحايا من الأسماك والمحار من خليج ميناماتا. لم تسلم القطط التي تأكل من فتات الموائد من الإصابة والوفاة. وقد دفع هذا الباحثين إلى الاعتقاد بأن سبب تفشي المرض هو نوع من التسمم الغذائي، واشتبهوا بالأسماك الملوثة والمحار كمصدر لهذا التسمم. نص الإعلان الرسمي للباحثين أن داء ميناماتا هو تسمم بمعدن ثقيل دخل إلى جسم الضحايا من خلال الأسماك والمحار، وعند إجراء التحاليل المخبرية للمياه تبين وجود نسب عالية من معادن ثقيلة مختلفة منها: الزئبق، والرصاص، والمنغنيز، والزرنيخ، والنحاس وغيرها، ولم يكن تحديد المعدن المسبب أمراً يسيراً. لكن دراسات لاحقة اعتمدت على قياس تركيز الزئبق في شعر المرضى حددت بشكل أكثر دقة العامل المسبب. كشفت التحريات قيام أحد مصانع المواد الكيماوية برمي مادة ميثيل الزئبق في مياه الصرف الصناعي، ومن ثم انتقلت المادة إلى مياه الخليج مما أدى لتلوث المياه. تراكم ميثيل الزئبق في المحاريات والأسماك بمرور الوقت، وهو ما أدى إلى التسمم بالزئبق عند تناول المأكولات البحرية الملوثة من قبل السكان المحليين وكذلك الحيوانات. استمر حدوث الإصابات عند القطط، والكلاب، والخنازير، كما استمرت الوفيات البشرية على مدى أكثر من 30 عاماً. مما جعل حادثة ميناماتا واحدة من أسوأ كوارث التسمم في اليابان.
داء ميناماتا هو متلازمة عصبية ناجمة عن التسمم الشديد بالزئبق. تشمل الأعراض الترنح، والخدر في اليدين والقدمين، والتنمل في الشفتين، وضعف العضلات، وتضيق مجال الرؤية، واضطراب في السمع، وعدم القدرة على الكلام. يضطرب الوعي في الحالات الشديدة فيصاب المريض بالذهان، وقد يبدأ بصراخ هستيري دون أي سبب، وعند تدهور الحالة يحدث الشلل، فيليه حدوث الغيبوبة فالموت، يمكن للمرض في حالات التسمم الشديدة أن يكون قاتلاً في غضون أسابيع من ظهور الأعراض. في الحالات الخفيفة من التسمم، يترك التسمم آثاره على الجسم فيبقى المصاب يعاني من الشلل، أو العمى، أو اضطرابات في السمع، أو اضطرابات عصبية مختلفة. تناولت العديد من السيدات الحوامل السمك المحتوي على الزئبق، مما أدى لأعراض تسمم لديهن وعند أجنتهن. ولد العديد من الأطفال مصابين بتشوهات شديدة، وشلل، وصمم، وتخلف عقلي، وعمى.اعراض داء ميناماتا
الآثار الحالية لكارثة ميناماتا:
http://www.bu.edu/sustainability/minamata-disease/
https://www.theregister.co.uk/2006/07/14/the_odd_body_minimata_disaster/
https://www.sciencedirect.com/topics/biochemistry-genetics-and-molecular-biology/minamata-disease
https://www.verywellhealth.com/minamata-disease-2860856
https://www.medicinenet.com/script/main/art.asp?articlekey=14083
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.