تعرف الفرفرية (أو الطفح الجلدي النزفي) بأنّها بقع ذات لون أرجواني تتم ملاحظتها غالباً على سطح الجلد ولكنها تظهر أيضاً على أعضاء الجسم الأخرى، وعلى الأغشية المخاطية بما فيها الأغشية المبطنة للفم. تتشكل الفرفرية عند انفجار الأوعية الدموية الصغيرة مؤدية إلى تجمع الدم تحت الجلد وتكون بقع دموية على سطح الجلد تختلف في أحجامها. تسمى البقع التي يتراوح قطرها من 4 إلى 10 ملليمتر بالفرفرية، أما البقع المشابهة ذات الأحجام الأصغر والأكبر يطلق عليها مسميات أخرى. يختلف لون الفرفرية حسب المدة التي انقضت من بداية ظهورها، فتكون بدايةً ذات لون أحمر ثم تصبح أغمق مع مرور الوقت وتتحول إلى اللون البنفسجي، وأخيراً يصبح لونها بنياً مصفرّاً قبل أن تختفي. لا تشير الفرفرية عادةً إلى أمر خطير، لكنها قد تعود في بعض الأحيان إلى أمراض تجلط الدم.
قد يكون مستوى الصفائح في دم المصاب بالفرفرية طبيعياً، ويسمى هذا النوع بالفرفرية غير قليلة الصفيحات (Nonthrombocytopenic Purpura). أما النوع الثاني فتتدنى فيه الصفائح عن مستواها الطبيعي ويعرف بالفرفرية قليلة الصفيحات (Thrombocytopenic Purpura). يؤدي تدني مستوى الصفائح إلى ظهور هذه البقع الدموية بكثرة إضافة إلى النزيف. يعود تدني مستوى الصفائح عن المعدل الطبيعي إلى أسباب عديدة بعضها وراثي والبعض الآخر يتعلق بتعرض المريض إلى زراعة نخاع العظم أو الخلايا الجذعية، أو الإصابة بمرض السرطان، أو تناول العلاج الكيميائي، أو الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV) أو العلاج بالإستروجين والهرمونات الأخرى. تختلف الأسباب المؤدية إلى الفرفرية باختلاف نوعها (حسب مستوى الصفائح):أسباب الفرفرية غير قليلة الصفيحات:
أسباب الفرفرية قليلة الصفيحات:
يتم تشخيص الفرفرية أولاً بفحص البشرة وملاحظة ظهور البقع الدموية عليها. يتعرّف الأطباء أيضاً على تاريخ المريض الصحي والتاريخ الصحي لعائلته. بالإضافة إلى ذلك، يجري الأطباء فحص تعداد الدم والصفائح وقد يلجؤون أحياناً إلى أخذ خزعة من الجلد وفحصها. كما ويتم أحياناً إجراء فحوصات البول للتعرف على أسباب الفرفرية.
يصاب الأطفال والكبار بالفرفرية على حدٍ سواء، ولكن غالباً ما تتبع الفرفرية الالتهابات الفيروسية في الأطفال ويتم شفاؤها بدون أي تدخل علاجي، ولكنّهم قد يحتاجون في حال إصابتهم بالفرفرية قليلة الصفيحات إلى عدة أشهر حتى يتم شفاؤهم منها تماماً. وبالنسبة للبالغين فهم بحاجة إلى العلاج للتخفيف من حدة الأعراض وضبط مستوى الصفائح في الحد الطبيعي، حيث غالباً ما يكون المرض المسبب للفرفرية مرضاً مزمناً وليس عارضاً، إلا في حال إصابتهم بحالات بسيطة من الفرفرية قليلة الصفيحات التي من الممكن شفائها دون الحاجة إلى أية علاجات. يعتمد الأطباء عند وصف الطريقة العلاجية المناسبة لهؤلاء المرضى على التعرف على المسبب الرئيس للفرفرية، ووصف العلاج اللازم إذا كان هذا المسبب مزمناً ولا يمكن شفاؤه إلا بالتدخل العلاجي. وتشمل هذه الطرق تناول الأدوية المناسبة، والتوقف عن تناول الأدوية التي من شأنها زيادة حالة المريض سوءاً وإزالة الطحال. وبشكل عام، تهدف جميع هذه الطرق العلاجية إلى رفع مستوى الصفائح عند المريض، ويستمر الأطباء في قياس مستوى الصفائح خلال فترة العلاج للتأكد من فعاليته.يشمل علاج الفرفرية التدابير التالية:
قد تترك الفرفرية علامات على الجلد لا تزول تماماً حتى بعد تلقي العلاج اللازم والشفاء من المسبب الرئيس لها. لذلك ينصح المرضى بتجنب الأدوية التي من شأنها زيادة أثر هذه العلامات على الجلد، مثل الأسبرين والآيبوبروفين. كما وينصح هؤلاء المرضى بتجنب النشاطات التي تزيد من فرصة الوقوع والإصابات، وبالتالي إصابة الجلد بالكدمات.
يعتمد مآل الفرفرية على المرض المسبب لها وحدتها وسرعة تلقي المريض للعلاج. عادة ما يتم شفاء المريض تماماً في حال إصابته بدرجة بسيطة من الفرفرية أو إذا تلقى العلاج بدون تأخير، ولكن قد تصبح الفرفرية حالة مزمنة إذا كانت قد نتجت بسبب مرض شديد أو إذا تاخر المريض في أخذ العلاج اللازم، لذلك ينصح دائماً بمراجعة الطبيب عند ظهور علامات على الجلد تشبه الفرفرية. والجدير بالذكر أنّ الفرفرية من الممكن أن تؤدي إلى النزيف الحاد في أي مكان في الجسم بما في ذلك الدماغ إذا تهاون المريض وتركها بدون علاج.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.