إصابة العمل

إصابات العمل (بالانجليزية: Occupational accident): هي إصابات مفاجأة وغير متوقعة تحدث نتيجة عوامل خارجية في مكان العمل، والتي يعاني خلالها أحد الموظفين من الإصابة سواءً في مكان العمل، أو خلال ذهابه أو عودته من مكان العمل، أو أثناء قيامه برحلة عمل، أو قيامه بمهمة للعمل.

تشمل إصابات العمل جميع الحوادث التي تؤدي إلى إلحاق الضرر بالعّمال، والتي قد ينتج عنها إصابة جسدية، أو الإصابة بمرض، أو الوفاة.

تشمل إصابات العمل الإصابات الناتجة عن أحداث العنف، والتعرض لهجوم من الحيوانات، والتسمم، ولسعات الحشرات، والتزحلق، والسقوط، وسقوط الأجسام الثقيلة، وحوادث السير، وغيرها.

أنواع إصابات العمل

يكن تقسيم إصابات العمل إلى النوعين التاليين:

• إصابات العمل الدائمة، وهي الإصابات التي تؤدي إلى عدم مقدرة العامل المصاب على القيام بالمهمات المطلوبة منه بشكل طبيعي في العمل بشكل دائم.
• إصابات العمل المؤقتة، وهي الإصابات التي تؤدي إلى عدم مقدرة العامل المصاب على القيام بالمهمات المطلوبة منه بشكل طبيعي في العمل وقت حدوث الإصابة، لكن مع القدرة على العودة إلى العمل خلال مدة سنة من حدوث الإصابة.

تلزم بعض القوانين أصحاب العمل على الإبلاغ عن إصابات العمل الشديدة للشرطة، والجهات الرسمية المعنية خلال فترة زمنية معينة، وترتب على عدم القيام بذلك مخالفات جزائية. تعرف الإصابات الشديدة بأنّها الإصابات التي تؤدي إلى الوفاة، أو التي تؤدي إلى معاناة العامل من ضرر دائم أو شديد، وتشمل ما يلي:

• كسور العظام الطويلة، أو الكسور التي قد تحتاج إلى إجراء عمليات جراحية، وكسور الأضلاع المتعددة ونزيف الصدر، وكسور الجمجمة الشديدة، وكسور الرقبة أو العمود الفقري الشديدة.
• حدوث خلع شديد في أحد أعضاء الجسم ينتج عنه ضرر دائم.
• خسارة أحد الأطراف، أو جزء منها.
• حدوث ضرر في أحد أعضاء التجويف البطني بصورة تتطلب إجراء عمليات جراحية.
• الإصابات التي تؤثر على الدماغ.
• فقدان البصر، أو السمع، أو القدرة على الكلام، أو حدوث ضعف فيها بشكل دائم.
• الإصابات التي تؤثر على الجلد، والتي قد تحتاج إلى عمليات ترقيع الجلد، مثل الحروق الشديدة، أو التثليج (بالانجليزية: Frostbite).
• التشوهات الجسدية الشديدة، مثل خسارة الأذن أو الأنف، أو أجزاء منها.
• الإصابة بمرض شديد يؤثر على الصحة بشكل دائم، أو الإصابة بأمراض أو أورام مهددة للحياة.

ينبغي أيضاً الإبلاغ عن إصابات العمل التي لا يُعرف درجة شدتها، حيث يمكن أن يتم تحديد مدى شدة مثل هذه الإصابات فقط بعد إجراء الفحوصات اللازمة.

تُشرك معظم الشركات عُمالها في عقود تأمينية تغطي حالات إصابات العمل، حيث يتم إبلاغ شركات التأمين بالحالة بشكل عاجل لكي يتسنى للعامل المصاب الحصول على العلاج والأدوية مجاناً، بالإضافة إلى إرسال الطبيب المعالج تقريراً للشركة التأمين بالحالة الصحية للعامل كما يمكن للعامل المصاب أن يُطالب شركة التأمين لاحقاً بتكاليف العلاج والأدوية، في حال لم تكن الشركة قد بُلغت بعد عن حالته، عن طريق إحضار فواتير مفصلة عن التكاليف التي تكبدها نتيجة لإصابة العمل.

توجب بعض القوانين على الشركات أن تقوم بإجراء تحقيق حول إصابات العمل، والظروف المحيطة بها، مع الاحتفاظ بسجل يحتوي على جميع الحوادث التي أدت إلى وقوع إصابات عمل فيها، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي لباقي العمال الذين قد يكونون تأثروا سلباً، للمساعدة على التقليل من الضغط النفسي الواقع عليهم، وهو أمر تساهم فيه جهات حكومية مختصة في بعض الدول.

الدعوى التعويضية لحالات إصابات العمل

الدعوى التعويضية في حالات إصابات العمل هي إجراء قانوني مخصص لمساعدة ضحايا إصابات العمل التي يمكن الوقاية منها على الحصول على تعويض مادي مقابل إصاباتهم، والتي قد تشمل بالإضافة إلى تكاليف العلاج الأضرار الأخرى المترتبة عن خسارة العامل لدخله، والأضرار النفسية، وغيرها من التكاليف المرتبطة بالإصابات.

يتم رفع الدعاوى التعويضية ضد أصحاب العمل الذين يثبت إهمالهم في توفير بيئة عمل آمنة، والتي تلزمهم بتقديم تعويض مادي للعامل المصاب، ويعتمد مقدار هذا التعويض على نوع الإصابة، ومدى الضرر اللاحق بالعامل جرائها.

يمكن للعامل أن يطالب بتعويض مادي للعديد من إصابات العمل، ويعتبر ما يلي أكثر هذه الإصابات شيوعاً:

• حوادث مواقع البناء، مثل الإصابات الناتجة عن السقوط، أو التعامل مع معدات البناء، أو التعرض لمواد أو مركبات كيميائية خطيرة، أو عدم توفير معدات سلامة، أو عدم كفاءة هذه المعدات، أو إهمال التأكد من سلامة المعدات، أو الحوادث الناتجة عن التعامل مع آلات خطرة.
• حوادث المصانع والمستودعات، مثل الإصابات الناتجة عن السقوط، أو الإنزلاقات، أو التعامل مع آلات خطرة، أو التعامل مع المواد والبضائع الثقيلة، أو تساقط الأجسام، أو الأضرار الناتجة عن المواد الكيميائية مثل داء الاسبست (بالانجليزية: Asbestosis)، والتسمم بغاز ثاني أكسيد الكربون.
• الإصابات المرتبطة بالخدمة العسكرية.
• إصابات الأماكن الزراعية، مثل الإصابات الناتجة السقوط، أو الإنزلاقات، أو الإجهاد البدني، أو الرضوض والالتواءات، أو الأمراض التي قد تنتج عن العمل في الأماكن الزراعية مثل رئة المزارعين (بالانجليزية: Farmer's lung)، وداء الاسبست، وغيرها.

إنّ توفير بيئة عمل آمنة هي مسؤولية أصحاب العمل الذين يتوقعون من الموظفين لديهم تقديم أقصى ما بوسعهم لتطوير أدائهم الوظيفي، والرقي بالعمل، لذلك فإنّ الحفاظ والتحقق من سلامة بيئة العمل بشكل مستمر هو أمر إلزامي قانونياً وأخلاقياً، وعلى الرغم من أنّه لا يمكن توقع ومنع جميع الحوادث، إلا أنّ تقييم المخاطر الصحية المحتملة، وإتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع وقوعها هو أمر ضروري لتجنب إصابات العمل، وتأثيرها على الفرد والمجتمع.