تعد التهابات المسالك البولية من أكثر أنواع العدوى البكتيرية شيوعاً، حيث يصاب ما لا يقل عن نصف النساء و 12٪ من الرجال بالتهاب المسالك البولية (بالإنجليزية: Urinary Tract Infection, UTI) مرة واحدة على الأقل في حياتهم.
وتحدث التهابات المسالك البولية عندما تدخل البكتيريا في المسالك البولية، وتعد بكتيريا الإشريكية القولونية أو الإي كولاي (بالإنجليزية: E.Coli) مسؤولة عن 80٪ من عدوى المسالك البولية المكتسبة.
ووفقاً للباحثين، فإن التهابات المسالك البولية ليست مرضاً مزعجاً فحسب، بل إن النساء المصابات بالتهاب المسالك البولية المتكررة أصبحن يضطررن إلى الاختيار بين الموت أو فقدان المثانة، حيث جعلت مقاومة المضادات الحيوية هذا المرض الفظيع غير قابل للشفاء إلى حد كبير.
ويعاني أكثر من 40٪ من الأفراد من عدوى متكررة. وقد أظهرت الدراسات أن 10-25٪ من الأشخاص المصابين بالتهابات المسالك البولية قد أصيبوا بعدوى بكتيريا مقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية الأكثر شيوعاً، وهو تريميثوبريم وسلفاميثوكسازول (بالإنجليزية: Trimethoprim and Sulfamethoxazole).
وتعني مقاومة العلاج بالمضادات الحيوية بقاء البكتيريا في المثانة، وإذا تركت دون علاج، فإنها يمكن أن تنتقل إلى الكلى وإلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى عدوى الكلى (التهاب الحويضة والكلية) وتسمم البول، وهو نوع من الإنتان يسبب معدل وفيات بنسبة 30-40٪.
للمزيد: طرق الوقاية من التهاب المسالك البولية
وقد بحث العلماء في طرق مختلفة لتطوير لقاح ضد العدوى البكتيرية؛ وأظهر ما يسمى بنهج الخلية الكاملة نتائج واعدة، حيث اعتمد العلماء بهذه الطريقة على استخدام بكتيريا كاملة معطلة.
ومع ذلك، فإن اللقاحات البكتيرية للخلايا الكاملة المعطلة تسبب فقط استجابة مناعية ضعيفة لأن الجسم يزيل الخلايا بسرعة. وقد بحثت دراسة حديثة في طريقة جديدة لإيصال الخلية البكتيرية المعطلة بالكامل إلى الجسم للتغلب على الحاجة إلى الجرعات العالية والمناعة قصيرة المدى المرتبطة بها.
وفي هذه الدراسة، حصر الباحثون بكتيريا الإشريكية القولونية المعطلة في غلاف قابل للتحلل الحيوي يتكون من هيكل معدني عضوي. وقام العلماء بحقن بكتيريا الإي كولاي المعطلة إما محاصرة في إطار معدني عضوي أو محلول ملحي تحت جلد الفئران وراقبوها لمدة 12 يوماً.
وقد وجد الباحثون أن بكتيريا الإي كولاي المحبوسة بقيت في موقع الحقن لمدة 4 أيام أطول من الإشريكية القولونية غير المحاصرة. كما أنتجت البكتيريا المحاصرة مستويات أعلى من الأجسام المضادة مقارنة بالأجسام المضادة للإشريكية القولونية في محلول ملحي.
بعد ذلك أعطى العلماء الفئران جرعة قاتلة من بكتيريا الإشريكية القولونية، ونجت الفئران الملقحة فقط. وقد افترض العلماء أن ذلك كان بسبب زيادة مستويات الأجسام المضادة IgG في هذه الفئران بمقدار 5 أضعاف.
كما أظهرت الفئران التي تلقت لقاحاً أيضاً زيادة في الأنسجة المسؤولة عن إنتاج خلايا طويلة العمر تفرز الأجسام المضادة، وهذه الخلايا لها ارتباطات مع الحماية ضد العدوى والمناعة طويلة الأمد القائمة على الأجسام المضادة.
وتعد هذه الدراسة التي أجريت على دليلاً على أن لقاحات الخلايا البكتيرية الكاملة أكثر فعالية في الحماية ضد الإنتان القاتل، ويعد إظهار أن هذا اللقاح يعمل ضد التهاب المسالك البولية المتكرر سيكون إنجازاً كبيراً.
للمزيد: التهابات المسالك البولية المتكررة