أخبار الطبي. لعقود من الزمن فهم العلماء أن هناك مكونات وراثية وجينات لها علاقة بالذكاء، إلا أن دراسة جديدة من جامعة هارفارد وجدت أن معظم الجينات التي كان يعتقد سابقا أن لها علاقة بالذكاء هي على الأغلب ليست كذلك، وأن اكتشاف الأصول الوراثية المحددة للذكاء ما زال بعيدا جدا.
درس فريق من الباحثين عشرات من الجينات باستخدام مجموعات كبيرة من البيانات التي احتوت على كلا من اختبار الذكاء والبيانات الجينية. ووجد الباحثون أنه في كل حالة كانت الجينات المفترضة تفشل في تكرار نفس النتيجة، وبعبارة أخرى، لا يمكن أن يكون هناك علاقة بين الذكاء والجينات المحددة التي تم اختبارها سابقا.
وقال الباحثون أنه فقط في السنوات العشر أو الخمسة عشر الماضية تم ايجاد آليات تمكن العلماء من انتقاء جينات واختلافات جينية معينة بين الناس لدراستها، والقيام بدراسة علاقة هذه الاختلافات الجينية بالذكاء، وفيما إذا كان الأشخاص الذين سجلوا أعلى مستويات ذكاء لديهم هذه الجينات. ووجد العلماء أن جينا واحدا فقط يرتبط بالذكاء، ويبدو أنه تأثير صغير جدا. وهذا لا يعني أن الذكاء ليس له علاقة بالوراثة والجينات، بل يعني أنه من الصعب إيجاد الجينات المعينة والاختلافات الجينية المحددة التي ترتبط بالذكاء، وتؤثر على اختلافه بين الناس.
وللحصول على إجابة هذا السؤال فإن العلماء بحاجة إلى كمية هائلة من البيانات والمعلومات والاختبارات. وكجزء من هذه الدراسة الجديدة اعتمد الباحثون على عدة مجموعات من البيانات الموجودة من قبل لأبحاث سابقة - دراسة لعدد هائل من الخريجين في مدرسة ويسكونسن الثانوية التي بدأت في الخمسينيات، ودراسة فرامنغهام للقلب، والمسح المستمر لجميع التوائم يولدون في السويد – وذلك لتوسيع دائرة الدراسة لتشمل عدة آلاف بدلا من بعض المئات من المشتركين.
اعتمدت الأبحاث السابقة على دراسة جينات لها وظيفة حيوية معروفة ومحاولة ربطها بالذكاء. مثل الجين المسؤول عن مرض الزهايمر أو الجين المسؤول عن انتاج ناقل عصبي معين، فإذا امتلك أشخاص هذا الجين فإنهم يخضعوهم لاختبار ذكاء، فإذا سجلوا نتائج عالية ربطوا هذا الجين بالذكاء. وكانت هذه الفرضيات معقولة، ولكن في وقت لاحق ظهر أنه إما أن النتائج كانت إيجابية خاطئة أو أن الجين المحدد له تأثير أقل بكثير جدا مما كان يتوقع.
وقال الباحثون في الدراسة الجديدة أنه ليس كل الجينات التي تم تحديدها سابقا ليس لها علاقة بالذكاء، ولكن من الممكن أن يكون الذكاء مرتبط بأعداد كبيرة من الجينات وطريقة تفاعلها مع بعضها. وكما هو الحال بالنسبة لبعض صفات وخصائص الانسان مثل الطول فإنه مرتبط بآلاف الجينات. كما يمكن أن يتعدى الأمر تأثير الجين الواحد، إلى تفاعل عدد من الجينات مع بعضها، وتفاعل الجينات مع البيئة. لذا يجب أن تستخدم تقنيات وطرق جديدة لاكتشاف هذه الجينات مختلفة عن الطرق التي استخدمت سابقا والتي يمكن أن تعطي نتائج خاطئة.
المصدر:Medical News Today