ابتكر باحثون من جامعة تشالمرز للتكنولوجيا مؤخراً اختراعاً يمكن الناس من تناول حبوب تطلق المادة الفعالة من الدواء عن طريق التحكم عن بعد. ويقول الباحثون إن هذا الاختراع سيمكن الناس من استخدام كبسولات إلكترونية وغرسات دوائية تعتمد على إشارة تخبر الحبوب عندما يحين وقت إطلاق المادة الفعالة من هذه الأدوية.
والاختراع الجديد هو عبارة عن سطح بوليمر يتغير حالته باستخدام النبضات كهربائية، ويؤدي هذا إلى تحويل عمل البوليمر من التقاط البروتينات أو الجزيئات الحيوية إلى إطلاقها دون التأثير على بنية البروتين. وفي هذه الحالة، يمكن أن يساعد البوليمر الجديد في إعطاء الأدوية الحيوية (التي تنتجها الخلايا الحية) للمرضى بكفاءة أكبر.
وتتمثل إحدى مشكلات الأدوية الحيوية في أن إنتاج هذه الأدوية باهظ التكلفة، ويمكن أن يؤدي إنشاء مادة يمكنها فصل الدواء بشكل فعال عن الجزيئات الحيوية الأخرى إلى تسريع الإنتاج ومساعدة العلماء على إنتاج المزيد من الأدوية.
وتستخدم العملية التقليدية المستخدمة في صناعة الأدوية الحيوية تقنية تسمى كروماتوغرافيا، والتي تربط الجزيئات الحيوية بإحكام بسطح الخلايا. ويتطلب إطلاق هذه الأدوية مواد كيميائية قوية، والتي يمكن أن تقلل من كمية الأدوية الحيوية التي تنتجها هذه العملية؛ لأن العديد من الأدوية شديدة الحساسية عند ملامستها للمواد الكيميائية القوية.
أما بالنسبة لإنتاج البوليمر، فهو يعتمد بدرجة أقل على المواد الكيميائية وهو قابل لإعادة الاستخدام؛ حيث يمكن استخدام هذا البوليمر مئات المرات لفصل الأدوية الحيوية عن الخلايا الحية.
ويقول الباحثون أن نفس المادة يمكن أن تعمل أيضاً في السوائل البيولوجية، وتتحمل التغيرات في قيم الرقم الهيدروجيني لجسم الشخص. وهذا يجعل هذه المادة مفيدة في تطوير مجموعة جديدة من الحبوب التي تطلق الدواء فقط بعد تلقي إشارة تنشيط إلكترونية. وبعبارة أخرى، فإن النبض الكهربائي سيجعل الكبسولة تغير شكلها وتحرر الدواء، مما ينتج عنه دواء يتم التحكم فيه عن بعد.
وتعد ميزة هذا الاختراع الجديد أن المادة لا تحتاج إلى إشارة قوية لتنشيطها، والسبب في ذلك هو أن البوليمر نفسه رقيق للغاية، مما يسمح للمستخدمين بتنشيطه من خلال إشارات كهروكيميائية صغيرة.