أشار بحث جديد تم إجراؤه بالتعاون بين جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس، ومعهد سكريبس للأبحاث في لا جولا، كاليفورنيا، وجامعة ناغويا في اليابان إلى الآلية رئيسية التي تربط عدم مراعاة النظام السليم للساعة البيولوجية للإنسان مع زيادة التعرض للأمراض المزمنة.
كشف البحث عن وجود ارتباط وثيق بين أنماط الحياة الحديثة والساعة البيولوجية للإنسان، حيث يمكن أن تؤدي عدم مراعاة النظام السليم للساعة البيولوجية إلى ظهور أمراض مثل البدانة وسرطان الثدي.
مع تزايد متطلبات الحياة، بات الإنسان يمارس حياته اليومية بشكل مصطنع، وأصبح بحاجة إلى العمل في مناوباتٍ ليلية، أو البقاء مستيقظاً طوال الليل، أو السفر من قارة إلى أخرى.
هذا العبث بإيقاعات الحياة اليومية -التي أودعها الخالق في أجسامنا لتنظيم جميع العمليات الحيوية التي تحدث داخل الجسم- يعني العبث بالصحة، وتشويش النظام الطبيعي للجسم، وعدم تمكن أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة من العمل بشكلٍ صحيح.
من الجدير بالذكر أن هذه الدراسة تتجاوز الاستنتاجات التي تم الحصول عليها في دراسات مشابهة لاستكشاف آليات الاضطراب اليومي كعامل خطر لأمراض معينة.
حددت الدراسة الجديدة، بروتيناً يلعب دوراً مزدوجاً في تنظيم الإيقاعات اليومية، وهو ما يفسر كيف يمكن أن يؤدي تعطيل الساعة البيولوجية للجسم إلى حدوث الأمراض المختلفة.
تعطيل التوازن الدقيق
ركز البحث على HNF4A، وهو بروتين موجود في نواة الخلية، والذي اقترح بحث سابق أنه يمكن أن يسهم في تكوين الكبد والكلى والأمعاء الغليظة في المراحل الجنينية.
عندما قام الباحثون بتحليل خلايا الكبد والقولون المأخوذة من أنسجة فئران وأنسجة بشرية ، وجدوا أن HNF4A يتفاعل مع الساعة البيولوجية لهذه الخلايا بطرق معقدة. وبدقة أكثر، يمكن لبروتين HNF4A حظر بروتينين آخرين هما CLOCK وBMAL1 اللذان يساعدان في تنظيم الإيقاعات اليومية في الثدييات.
وقد تبين أن بروتين HNF4A يستجيب للإشارات الكيميائية داخل الخلية ويعمل على بروتينات أخرى وفقاً لذلك. وهذا يعني أن العبث بهذا البروتين يمكن أن يعطل عمليات الأيض العادية أيضاً، فتصبح أعضاء الجسم أكثر عرضة للأمراض.
يشير الاكتشاف الجديد إلى أن تعطيل الساعة البيولوجية يمكن أن يفسر إحدى الآليات المحتملة للإصابة بالأمراض، ويتيح بالتالي وضع مبادئ توجيهية معينة لتنظيم الحياة اليومية وزيادة مقاومة الجسم للأمراض المختلفة.