لطالما ارتبط مصطلح العمل الجاد ولمدة طويلة بالنجاح والتقدم المهني، ولكن وجد العلماء أن العمل مدة طويلة له آثار جانبية كثيرة، بالإضافة أنه يزيد من فرصة الإصابة بالكثير من الأمراض، كما يزيد من فرص الوفاة.
وجد العلماء أنه في خلال عام 2020 وهو عام بداية الجائحة، حيث تحول العمل من المكاتب، إلى العمل من المنزل عن طريق الانترنت، أن عدد ساعات العمل قد زادت بشكل كبير، وفي استطلاع رأي وجدوا أن بعض الموظفين كانوا يعملون خلال الإجازات الأسبوعية، والبعض زادت عدد ساعات عملهم عن 8 ساعات يومياً، وبشكل عام وجدوا أن عدد ساعات العمل زادت حوالي 48 دقيقة.
ويعتبر العاملون في المجال الصحي هم الأكثر عرضة لهذا الأمر، بسبب زيادة عدد المصابين والمحتاجين إلى الرعاية الطبية، وهذا زاد من فرصة إصابتهم بالاجهاد والإرهاق، وفي عام 2019 اعتبرت منظمة الصحة العالمية الإرهاق الناتج عن العمل على أنه ظاهرة مهنية، ويمكن وصفها على أنها:
- الشعور بالإجهاد.
- الشعور بمشاعر سلبية تجاه العمل.
- قلة الكفاءة العملية.
تؤثر زيادة عدد ساعات العمل بشكل كبير على الصحة الجسدية والنفسية للشخص، فهي لا تترك الوقت الكافي بالنسبة للشخص للتعافي وتجديد الحيوية والنشاط، ومن أخطر الأمور التي تسببها زيادة عدد ساعات العمل هو التوتر.
حيث وجد العلماء أن التوتر الناتج عن ضغط العمل، يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل الجهاز الهضمي، كما يزيد من فرصة الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وآلام الظهر والرقبة، وتقلص العضلات.
كما أنه يؤثر على التغذية الصحية، حيث لا يجد الشخص الوقت الكافي لتحضير الطعام الصحي، مما يدفعه لتناول الطعام المجهز سريعاً، كما وجدوا أن التعرض للتوتر لفترة طويلة يؤثر على المستوى الجسدي للشخص، فقد يؤدي إلى تقلص العضلات، والشعور بآلام جسدية مختلفة.
وجد العلماء في عام 2016 أن حوالي 750 ألف شخص ماتوا بسبب السكتة الدماغية، أو النوبة القلبية الناتجة عن زيادة عدد ساعات العمل، وهذا يعتبر زيادة بنسبة 29% مقارنة بالتقارير من عام 2000، وتعتبر اليابان أكثر الدول في نسبة الوفاة بسبب زيادة عدد ساعات العمل.
للمزيد: في اليوم العالمي للتوعية بالضغط النفسي.. تعرف الى طرق التعامل معه
كما وجد العلماء أن التوتر الناتج عن زيادة عدد ساعات العمل مرتبط بالعديد من الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة الأشخاص، لذا يجب تجنب زيادة عدد ساعات العمل، للحفاظ على صحة الموظفين والعمال النفسية والجسدية، وخصوصاً النساء لأنهم هم الأكثر عرضة لتوتر العمل، بسبب أعمالهم التي يقومون بها في المنزل، فكل هذا يسبب لهم الكثير من المشاكل الصحية الخطيرة، ويجب على أصحاب العمل عدم الضغط على الموظفين بشكل مبالغ فيه، فهذا لن يؤدي إلى زيادة الإنتاج، ولكنه سيؤدي إلى وفاة العمال، أو إصابتهم بأمراض خطيرة.