يعاني كبار السن من العديد من المشاكل على مستوى الرؤية، فيستخدم العديد منهم نظارات للقراءة، أو مشاهدة التلفاز، وبدون هذه النظارات يجدون صعوبة في رؤية الأشياء القريبة منهم، وتكون الصورة مشوشة بالنسبة لهم، وهذا يسبب لهم صداع شديد، وتسمى هذه الحالة باسم قصر النظر الشيخوخي.
يستطيع الشخص رؤية الأشياء عن طريق سقوط الضوء عليها، ثم انعكاسه على عين الشخص، ويمر الضوء أولاً من خلال قرنية العين، ثم بؤبؤ العين، ثم عدسة العين، وكل هذه الأجزاء تعمل على كسر الضوء قليلاً، حتى يتجمع على شبكية العين، ثم يصل إلى المخ عن طريق عصب الرؤية.
عندما يحاول الشخص رؤية الأجسام القريبة منه، فإن عدسة العين تصبح أكثر سماكة، عن طريق انقباض عضلة موجودة داخل العين، ثم يضيق اتساع بؤبؤ العين، ليمنع دخول مزيد من الضوء للتركيز على الأجسام القريبة، عندما يحدث خلل في هذه الآلية يصاب الشخص بقصر النظر، ومعناه أنه يستطيع رؤية الأجسام البعيدة، ولا يستطيع رؤية الأجسام القريبة بوضوح.
يوجد بعض الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بقصر النظر الشيخوخي مثل ضعف عضلات العين، أو زيادة وزن العدسات فلا تستطيع أن تغير شكلها، أو كلاهما معاً. يبدأ الشخص بالإصابة بهذه الحالة في بداية عمر الأربعين، وتزداد سوءاً حتى وصوله لعمر الـ 60 عاماً، ويصاب بها أكثر من مليار شخص على مستوى العالم.
للمزيد: هل يسبب ارتداء النظارات تراجع حدة البصر؟
وافقت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية على قطرة يمكن أن تعالج هذه الحالة، تحتوي القطر على مادة بيلوكاربين، تعمل هذه المادة على انقباض بؤبؤ العين، فيقلل من الضوء الداخل للعين، فيمكن الشخص من رؤية الأشياء بوضوح، تبدأ هذه المادة في العمل بعد 15 دقيقة من وضع القطرة، وتستمر لمدة 6 ساعات، يمكن استخدام هذه القطرة في النهار، حيث يكون ضوء الشمس موجود، لكن لا ينصح باستخدامها في الليل، لأنها ستقلل من كمية الضوء الداخل للعين، فلا يستطيع الشخص الرؤية، كما أنها تسبب الصداع، واحمرار العين.
يوجد في المستقبل عدة طرق لعلاج قصر النظر الشيخوخي، مازالت حالياً في نطاق الدراسة، مثل استخدام الأدوية المضادة للالتهاب الخالية من الستيرويد، لتساعد على انقباض بؤبؤ العين، بالإضافة إلى تقليل وزن العدسة، لتتمكن من تغيير شكلها، أو استخدام التحفيز الكهربائي لعضلات العين، ليزيد من قوتها.