أفاد علماء هولنديون أنهم قاموا باختراع غدد دمعية مصغرة تبكي بشكل فعلي. ويقول العلماء إن هذه العضوانيات (وهي هياكل ثلاثية الأبعاد صغيرة تحاكي وظيفة الأعضاء البشرية الفعلية) يمكن أن تؤدي إلى ابتكار علاجات جديدة لأمراض جفاف العين، وانسداد الغدد الدمعية، واضطرابات الغدة الدمعية الأخرى.
ويأمل الباحثون أن يكون هذا النوع من العضوانيات (بالإنجليزية: Organoids) في المستقبل قابلاً للزراعة لمرضى مشاكل الغدد الدمعية.
ما اهمية هذا الاختراع؟
يقول الباحثون إن العضوانيات التي قاموا بإنشائها يمكن استخدامها لدراسة كيف تنتج خلايا معينة في الغدة الدمعية البشرية الدموع أو تفشل في القيام بذلك. وفي النهاية، قد يكون من الممكن حتى زرع مثل هذه العضوانيات في الأشخاص الذين لا تعمل الغدد الدمعية لديهم.
ما هي اهمية الدموع؟
تفرز الغدة الدمعية الموجودة في الجزء العلوي من محجر العين سائلاً يعمل على تليين القرنية وتغذيتها، كما أن للدموع خصائص مضادة للجراثيم أيضاً.
ويمكن أن تؤدي الأمراض التي تصيب الغدة الدمعية (كما في متلازمة سجوجرن) إلى عواقب وخيمة، بما في ذلك جفاف العين أو حتى تقرح القرنية، كما يمكن أن يؤدي في الحالات الشديدة إلى العمى.
للمزيد: ماذا تعرف عن أنواع الدموع وأهميتها؟
آلية اكتشاف الغدد الدمعية في الدراسة
على الرغم من أنه لم يكن معروفاً كيف تعمل الغدد الدمعية بالتحديد، ولم يكن هناك نموذج موثوق لدراستها. إلا أنه في هذه الدراسة، استخدم الباحثون تقنية العضوانيات لزراعة نسخ مصغرة من الغدد الدمعية من البشر والفئران في طبق باستخدام مزيج من العوامل المحفزة للنمو، ثم وجدوا طريقة لجعلها تبكي.
وقد وجد الباحثون أن المزيج الصحيح من عوامل النمو يمكن أن يحفز العضوانيات على البكاء.
وقال الباحثون إن هذه العضيات يمكن استخدامها لاختبار عقاقير جديدة للأشخاص الذين لا ينتجون ما يكفي من الدموع ودراسة كيفية تشكل سرطانات الغدة الدمعية وإمكانية علاجها.
كما كشفت تجارب أخرى أن الخلايا المختلفة في الغدة الدمعية تصنع مكونات مختلفة من الدموع، وتستجيب هذه الخلايا للمنبهات المسببة للدموع بشكل مختلف.
وقد شرت نتائج الدراسة في 16 مارس في مجلة Cell Stem Cell.