نجى طفل يبلغ من العمر 13 عاماً في إمارة عجمان من الاختناق بأعجوبة، وذلك أثناء القيام بتحدي يعرف باسم "لعبة الإغماء"، والذي انتشر في المدارس الاماراتية عبر منصة التواصل الاحتماعي المعروفة "تيك توك". وفي هذه اللعبة، يقوم الطفل بربط حبل أو حزام حول عنق طفل آخر لمعرفة من الأقدر على الصمود لوقت أطول دون تنفس.
التحدي هذا ليس جديداً، فهو موجود منذ سنين وقد تسبب بالعديد من حالات الوفاة عالمياً، إلا أن منصة "تيك توك"، وهو تطبيق لتصوير ونشر مقاطع الفيديو القصيرة، أعادت إحياءه مؤخراً.
وفي الحادثة المذكورة، عانى راشد، الطفل الإماراتي البالغ من العمر 13 عاماً، من إصابات بالغة بعد أن قام أحد زملائه في الفصل بربط حبل حول عنقه، ثم قام بشده لمعرفة كم من الوقت يستطيع راشد الصمود دون تنفس، وذلك نقلاً عن والدته، حنان.
وقد كانت حنان قد تحدثت مع ابنها راشد قبل يومين من الحادثة عن مقطع فيديو يتناول حادثة وفاة فتاة حاولت خنق نفسها كجزء من التحدي، مما دفعها لتحذيره من هذا السلوك، وأمره بعدم القيام بهذه اللعبة الخطيرة، إذ أنها قد تؤدي إلى الوفاة.
وأضافت حنان: "عاد ابني من المدرسة ولم يحيّني كعادته، وعندما ذهبت للاطمئنان عليه، لاحظت أن وجهه كان مزرقّاً، ورأيت كدمات على عنقه"، وقالت أيضا: "تفاجأت حين علمت أن أحد زملائه في الفصل قام بخنقه من الخلف باستخدام حبل أخرجه من بنطاله، ولم يقم ابني بإبلاغ الإدارة في المدرسة، حيث قال للمدرّسين أنه سقط كتفسير للكدمات".
وقد قررت حنان عدم أخذ ولدها إلى المستشفى، لأن ذلك سيؤدي إلى فتح تحقيق ضد الصبي الآخر المتسبب بالحادثة.
وأصرت حنان على أنها لا تبتغي تدخل الشرطة أو حتى التعويض المادي، إلا أنها تأمل من العائلات الأخرى الاعتناء بشكل أفضل بأطفالهم، بالأخص فيما يتعلق بسلوكهم وما يتابعونه من محتوى على الإنترنت.
وعلى الصعيد الطبي، أوضح د.عبد الواحد الواحدي، مستشار الجراحة العامة ورئيس قسم الجراحة في مستشفى القاسمي، أن اللعبة خطيرة جداً، وأضاف بأن "أي شخص يقوم بحبس نفسه لدقيقتين، سيعاني من ضرر في الدماغ وفقدان للوعي، حيث أنها تقتل خلايا الدماغ وتؤدي إلى فقدان الذاكرة".
أما غيتا قائم مقامي، المدير الاقليمي للاتصالات في تيك توك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أوضحت بأن "تيك توك حريص على المحافظة على بيئة آمنة وإيجابية للمستخدمين، ولا يدعم نشر مقاطع الفيديو المخالفة للقيم المجتمعية". وأضافت أيضاً بأن "المسؤولين في تيك توك يقومون بالتحقيق في الحادثة المذكورة، وهم في صدد إزالة المحتوى الضار".