طور مهندسون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بالتعاون مع العلماء في معهد أبحاث السرطان بالمملكة المتحدة في مانشستر، طريقة جديدة لزراعة عضيات صغيرة من البنكرياس باستخدام خلايا البنكرياس السليمة أو السرطانية، باستخدام هلام متخصص يحاكي البيئة خارج الخلية المحيطة بالبنكرياس، وهو جل اصطناعي بالكامل، وسهل التجميع، ويمكن إنتاجه بتركيبة متسقة في كل مرة.
وقد بدأ معهد مانشستر منذ حوالي 10 سنوات في العمل على تصميم هذه المادة الهلامية الاصطناعية التي يمكن استخدامها لتنمية الخلايا الظهارية، والتي تشكل الصفائح التي تبطن معظم الأعضاء، جنباً إلى جنب مع الخلايا الداعمة الأخرى.
ويعتمد الجل الذي طوره الباحثون على مادة البولي إيثيلين جلايكول، وهو بوليمر يستخدم غالباً في التطبيقات الطبية لأنه لا يتفاعل مع الخلايا الحية. ومن خلال دراسة الخصائص البيوكيميائية والفيزيائية الحيوية للمصفوفة خارج الخلية، والتي تحيط بالأعضاء في الجسم، تمكن الباحثون من تحديد الميزات التي يمكن دمجها في هلام البولي إيثيلين جلايكول لمساعدة الخلايا على النمو فيه.
وتتمثل إحدى السمات الرئيسية للهلام في وجود جزيئات تسمى روابط الببتيد، والتي تتفاعل مع بروتينات سطح الخلية التي تسمى الإنتغرينات. ويسمح الارتباط اللاصق بين روابط الببتيد والإنتغرينات بالالتصاق بالهلام وتشكيل أشباه عضويات. ووجد الباحثون أن دمج الببتيدات الاصطناعية الصغيرة المشتقة من الفبرونيكتين والكولاجين في المواد الهلامية سمح لهم بتنمية مجموعة متنوعة من الأنسجة الظهارية، بما في ذلك الأنسجة المعوية.
ويمكن أن تساعد هذه النماذج الجديدة الباحثين على تطوير واختبار الأدوية المحتملة لعلاج سرطان البنكرياس، والذي يعد حالياً أحد أصعب أنواع السرطان في العلاج. وبين الباحثون أيضاً أنه يمكن استخدام الهلام الجديد في زراعة أنواع أخرى من الأنسجة، بما في ذلك الأنسجة المعوية وبطانة الرحم.
وقد كانت المختبرات سابقاً تستخدم الجل المشتق من الأنسجة المتوفرة تجارياً لتنمية العضيات في المختبر. ومع ذلك، ونظراً لأن الجل التجاري الأكثر استخداماً هو مزيج معقد من البروتينات، والبروتيوغليكان، وعوامل النمو المشتقة من ورم نما في الفئران، فهو يختلف من دفعة إلى أخرى ويحتوي على مكونات غير مرغوب فيها. كما أن هذا الهلام لا يسمح دائماً بنمو أنواع متعددة من الخلايا.
أظهر الباحثون أيضاً أنه يمكنهم استخدام مادة الهلام الجديدة لتنمية عضويات من خلايا سرطان البنكرياس من المرضى. ويعتقدون أنه قد يكون مفيداً أيضاً في دراسة سرطانات الرئة، والقولون، والمستقيم، وأنواع أخرى من السرطان. كما يمكن استخدام هذه الأنظمة لتحليل كيفية تأثير عقاقير السرطان المحتملة على الأورام وبيئتها.
كما يخطط الباحثون أيضاً لاستخدام الجل لتنمية ودراسة أنسجة مرضى الانتباذ البطاني الرحمي، وهي حالة تؤدي إلى نمو الأنسجة المبطنة للرحم خارج الرحم، مما يمكن أن يؤدي إلى الألم والعقم في بعض الأحيان.
للمزيد: عقار دوائي جديد لعلاج سرطان البنكرياس