في جهد دولي شارك فيه علماء من جامعة كيلي وجامعة برمنغهام في المملكة المتحدة، ومعهد سان رافاييل العلمي في ميلانو، وجد العلماء أن دواء يستخدم في التحكم بمستويات الكوليسترول يمكن أن يكون علاجاً فعالاً ضد فيروس كوفيد-19.
وقد وجد الباحثون في التجارب المخبرية أن دواء الفينوفيبرات (بالإنجليزية: Fenofibrate) يزعزع استقرار بروتين سبايك في الخلية الفيروسية، ويمنع الارتباط ببروتين الغشاء ACE2، الذي يدخل الفيروس من خلاله إلى الخلايا.
هل يعتبر الدواء فعالاً ضد متغيرات فيروس كورونا؟
يعتبر الدواء فعالاً ضد متغيرات ألفا وبيتا، ويقوم فريق الباحثين الآن بالتحقيق في فعاليته ضد متغير دلتا.
ونظراً لأن الدواء يؤثر على أهداف متعددة، وليس فقط على بروتين سبايك، فسيكون من الصعب تطوير المقاومة ضد الدواء، لذلك فمن المحتمل ألا تتمكن المتغيرات الجديدة من الإفلات من تأثيره.
وبعد التجارب على بروتين سبايك، كرر باحثون آخرون في الفريق التجارب على الفيروس الحي، ووجدوا أن الفينوفيبرات كان فعالاً ضده بنفس القدر.
وقد يشير هذا إلى أن العقار يعمل بغض النظر عن الطفرات المفاجئة في الفيروس.
كما نظر الباحثون في كمية الخلايا المصابة بالفيروس التي تم إطلاقها بعد العلاج بالفينوفيبرات في المختبر، ووجدوا أن هناك انخفاضاً بنسبة 60٪ في إطلاق الفيروس مقارنة بالخلايا غير المعالجة بالدواء.
ونظراً لأن تكاثر الفيروس وانتشاره بين الخلايا هو ما يسبب الأعراض حيث يحاول الجسم السيطرة على الفيروس، بالتالي فإن الدواء ينبغي أن يقلل من هذا الإطلاق الفيروسي الحاد، ويقلل من خطر انتقال فيروس كورونا إلى الآخرين.
ما هي مميزات دواء فينوفيبرات؟
طور العلماء في الثمانينيات دواء فينوفيبرات واستخدمه الأطباء على نطاق واسع للسيطرة على مستويات الكوليسترول لدى الناس. وقد كان هذا الدواء شائعاً إلى أن تم اكتشاف عقاقير الستاتين المخفضة للكوليسترول، والتي لها فائدة إضافية تتمثل في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
ونظراً لأن الناس يمكن أن يأخذوا الدواء عن طريق الفم، ولأن جزيء الدواء رخيص جداً، فإنه إذا قام العلماء بتجربة الدواء في الدراسات السريرية، فقد يثبت أن الفينوفيبرات لا يقدر بثمن بالنسبة للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل التي لم تكن قادرة على المضي قدماً في توفير لقاح كورونا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن دواء الفينوفيبرات متوفر على نطاق واسع.
الخلاصة ورأي الخبراء
في الوقت الحالي، تعد كل هذه النتائج مجرد تخمين، لأن هذا الدواء لم ينتقل بعد من مرحلة الدراسات المختبرية إلى مرحلة الدراسات السريرية.
وينصح مؤلفو الدراسة بالحذر بشأن النتائج التي توصلوا إليها، حيث أن جميع النتائج مأخوذة من تجارب مخبرية. وهم حريصون الآن على بدء التجارب السريرية لتقييم الفينوفايبرات كعامل علاجي محتمل لفيروس كورونا.
كما يود الباحثين رؤية تجارب سريرية على الأشخاص المعرضين لخطر كبير في المجتمع الذين يعانون من أعراض، وبدء العلاج مبكراً لمعرفة ما إذا كان الدواء يمنع دخول المستشفى.
وستظهر نتائج الدراسة في مجلة Frontiers in Pharmacology.