توصلت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين ولدوا خلال العام الأول لوباء كورونا سجلوا درجات أقل في اختبار فحص النمو مقارنة بمن ولدوا قبله مباشرة.
وقال علماء في جامعة كولومبيا في نيويورك إن نمو الأطفال وتطور مهاراتهم الاجتماعية والحركية تأثر بالوباء، بغض النظر عما إذا كانت الأم أصيبت أثناء حملها بالفيروس أم لا.
وعلى الرغم من أن الأطفال الذين ولدوا خلال هذه الفترة سجلوا درجات أقل في فحص النمو من أقرانهم، إلا أن الباحثين يحذرون من أنه حتى التأثيرات الصغيرة يمكن أن يكون لها تأثيرات صحية عامة كبيرة عند النظر إليها على المستوى العام.
وقد اقتصرت الدراسة التي نشرت في مجلة JAMA Paediatrics على 225 طفلاً ولدوا في نيويورك بين مارس وديسمبر من عام 2020.
وقد أصيب ما يقرب من نصف الأمهات في الدراسة بالفيروس في مرحلة ما أثناء الحمل، على الرغم من أن معظم الحالات كانت بلا أعراض أو مصحوبة بأعراض خفيفة.
وعلى الرغم من أن دراسة سابقة بينت أن مثل هذه الحالات لا يبدو أن لها أي تأثير على دماغ الجنين النامي، إلا أنه وبشكل عام يكون الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بعدوى فيروسية أثناء الحمل أكثر عرضة للإصابة بنقص النمو العصبي.
وقد فوجىء الباحثون بعدم وجود أي إشارة على الإطلاق تشير إلى أن التعرض لفيروس كورونا أثناء وجود الطفل في الرحم مرتبط بنقص النمو العصبي. ولكن، كان التواجد في رحم الأم المصابة بالفيروس مرتبطاً بدرجات أقل قليلاً في مجالات مثل المهارات الحركية والاجتماعية، ولكن ليس في مجالات أخرى مثل مهارات الاتصال أو حل المشكلات.
وعلى الرغم من أن الاختلافات لم تكن كبيرة، بل مجرد تحولات صغيرة في متوسط الدرجات لدى بعض الأطفال، إلا أن هذه التحولات الصغيرة تتطلب اهتماماً دقيقاً لأنه يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الصحة العامة.
وقد تساعد قلة مواعيد اللعب والتفاعل في تفسير سبب ضعف المهارات الاجتماعية والحركية للأطفال الذين يولدون أثناء الوباء مقارنة بالأطفال الذين ولدوا قبل الوباء.
وتشير هذه النتائج إلى أن القدر الهائل من التوتر الذي تشعر به الأمهات الحوامل خلال فترة الوباء كان له دور كبير. ولا تعني هذه النتائج التي تستند إلى استبيان أكمله الآباء أن هذا الجيل سيتضرر لاحقاً في الحياة بالضرورة.