ارتفع معدل الإصابة بعدوى فيروس جدري القرود بشكل ملحوظ خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهو ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى رفع مستوى خطورة المرض عالمياً إلى فئة حالات طوارئ الصحة العامة ذات الاهتمام الدولي.
نتيجة ارتفاع معدلات عدوى فيروس جدري القرود زاد الإقبال بشكل كبير من قبل العديد من الأشخاص لتلقي اللقاح المضاد للعدوى والمعروف بلقاح جينايوس (بالإنجليزية: Jynneos vaccine)، وقد حصل اللقاح على موافقة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية أول مرة عام 2019م للوقاية من مرض الجدري ومرض جدري القرود للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالعدوى.
مع الإقبال المفاجئ على تلقي اللقاح مؤخراً تنبهت المنظمات الصحية إلى أن مخزون اللقاح المتوفرة لا يكفي معدل الطلب عليه، وهو ما قد يؤدي إلى الدخول في أزمة جديد نتيجة شح اللقاحات المتوفرة، مما دفع منظمة الغذاء والدواء الأمريكية إلى الموافقة الطارئة على تغيير طريقة إعطاء اللقاح.
لتوضيح هدف تغيير طريقة إعطاء اللقاح لا بد من الإشارة إلى أن لقاح جينايوس يتم إعطائه عن طريق حقنة تحت الجلد، وعلى جرعتين يفصل بينهما 4 أسابيع تقريباً، والطريقة الجديدة تتمثل بإعطاء اللقاح عن طريق حقنة في أدمة الجلد، وهي طبقة أعلى من الجلد.
تساهم طريقة حقن اللقاح عبر أدمة الجلد عوضاً عن منطقة تحت الجلد في خفض الجرعة المطلوبة لتحفيز الجهاز المناعي بشكل كبير، وباتباع طريقة الحقن عبر الأدمة سوف تكفي عبوة اللقاح المخصصة لجرعة واحدة من اللقاح لتطعيم 5 أشخاص.
بمعنى آخر اتباع هذه الطريقة ساهم في مضاعفة مخزون اللقاح المتوفر حالياً 5 أضعاف بشكل غير مباشر، فالعبوة الواحدة من اللقاح سوف تكفي 5 أشخاص عوضاً عن شخص واحد.
يجدر الذكر أن هذه الطريقة تم اتباعها في السابق عدة مرات بهدف زيادة عدد المستفيدين من اللقاحات المتوفرة لأنواع أخرى من اللقاح، وذلك عندما يكون هناك نقص في مخزون هذه اللقاحات، مثل لقاح الإنفلونزا، ولقاح السعار.
تحتاج هذه الطريقة في تقديم اللقاح لجرعة أقل من الجرعة المعتادة لأن خلايا الجلد تساهم في تحفيز ردة فعل مناعية أكبر من الخلايا تحت الجلد، وبالتالي فإن جرعة أقل من اللقاح تكون كفيلة بتحفيز ردة الفعل المطلوبة.
للمزيد، اقرأ: