تحذر اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية من تفشي الحصبة بين الأطفال، ففي شهر يناير وفبراير من عام 2022، تم تسجيل حوالي 17 ألف طفل مصاب بالحصبة، مقارنة بحوالي 9 آلاف طفل مصاب بالحصبة في نفس الشهرين من عام 2021. 

هناك العديد من الأمراض التي يمكن الوقاية منها عن طريق اللقاحات، من ضمنها مرض الحصبة، لكن عند انتشار جائحة كوفيد 19 على مستوى العالم، هذا أثر على المنظومة الصحية بشكل كبير جداً، مما أدي إلى قلة الخدمات الطبية وخاصة للأطفال، فالعديد من الأطفال فوتوا اللقاحات المجدولة لهم ومن ضمنها لقاح الحصبة، فطبقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن حوالي  23 مليون طفل فوتوا اللقاحات المجدولة لهم في عام 2020، وهذا يعتبر أكبر رقم منذ عام 2009.

 

يعتبر مرض الحصبة من الأمراض الخطيرة التي تؤثر على الجسم، حيث يؤثر فيروس الحصبة على الجهاز المناعي للشخص، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة، وبسبب أن انتقال عدوى الحصبة سريعة، فظهرت هذه الحالات الكثيرة بشكل سريع، لكن هذا قد يدل أيضاً على تفشي العديد من الأمراض الأخرى، ولكنها بطيئة في الانتقال بين الأشخاص.

أكثر الدول التي ظهر فيها تفشي الحصبة هي الدول المتضررة بشدة من كوفيد 19، والدول التي تعاني من حروب وأزمات سياسية، حيث جاء في المركز الأول الصومال، وأغلب الدول المتضررة كانت من أفريقيا وآسيا، بالإضافة لعدم التوزيع العادل للقاحات، فالدول الغنية والقوية تحصل على اللقاحات أولاً، في حين أن الدول الضعيفة الفقيرة يجب عليها الانتظار حتى ينتهي الأغنياء، وهذا يؤدي إلى تفشي العديد من الأمراض في هذه الدول.

  

للمزيد: المطاعيم الروتينية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية للاطفال

في بداية شهر إبريل من عام 2022، بدأت منظمة الصحة العالمية بإعادة حملات اللقاحات المجدولة للعديد من الدول، والتي تم تأجيلها منذ عام 2019. من ضمن 57 حملة عالمية، توجد 19 حملة خاصة بتطعيم الحصبة، وهذا سوف يحمي حوالي 73 مليون طفل من الإصابة بالحصبة بسبب تفويتهم للقاحات.

لقاح الحصبة عبارة عن جرعتين، وهما آمنين وفعاليين بشكل كبير ضد الحصبة في الأطفال. لذا لا بد من إعطاء الأطفال اللقاحات الخاصة بالأمراض المختلفة في مواعيدها المحددة، لأنه عند تفويت بعض اللقاحات، هذا يؤدي إلى إصابة العديد من الأطفال بالعديد من الأمراض، مما يؤدي إلى انتشار هذا المرض بين الكثير من الأطفال، وقد يتحول الأمر مرة أخرى إلى جائحة عالمية.