في التجربة البرازيلية كلوروكوفيد-19 (CloroCovid-19) لاختبار سلامة وفعالية الجرعات العالية من دواء كلوروكين لدى المرضى الذين يعانون من عدوى فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) الشديدة أظهرت التحاليل أن الدواء ارتبط بظهور آثار سامة والتسبب بوفاة المرضى، كما تبين أن الجرعات العالية من الكلوروكين تؤثر بشكل خاص على نظم القلب أكثر من الجرعات الخفيفة.
أجريت التجربة البرازيلية على 81 مريض مصاب بعدوى فيروس كورونا الجديد وقد تم اختيارهم عشوائيا.
أُعطي 41 مريض جرعات عالية تصل إلى 600 ملغ من الكلوروكين مرتين يومياً لمدة عشرة أيام، بينما تلقى 40 مريض جرعات منخفضة تصل إلى 450 ملغ مرتين يومياً لمدة يوم واحد، ثم جرعة واحدة كل يوم لمدة أربع أيام.
بعد 13 يوم من العلاج توفي 16 مريض من المرضى الذين تلقوا الجرعات العالية، وتوفي 6 مرضى من المرضى الذين تلقوا الجرعات المنخفضة، بالإضافة إلى ذلك عانى المرضى الذين تلقوا الجرعات العالية من أحد اضطرابات نظم القلب ( فترة QT الطويلة) وقد عانى 2 من المرضى من تسرع القلب البطيني، وتوفي 2 من أصل خمسة من المرضى الذين تلقوا الجرعات العالية بسبب أمراض القلب الكامنة.
وقد استُخدم دواء الأزيثروميسين أيضاً لجميع المرضى وفقاً لبروتوكول المستشفى، لذلك لم يتمكن الباحثون من تقييم الدور السام للكلوروكين بشكل مستقل، كما استخدم جميع المرضى أوسيلتاميفير للاشتباه بإصابتهم بالإنفلونزا، ويتسبب أوسيلتاميفير بفترة QT الطويلة أيضاً وقد يكون له آثار قلبية ضارة.
وأشارت النتائج الأولية من تجربة كلوروكوفيد-19 إلى أنه لا يجب إعطاء جرعة عالية من الكلوروكين لعلاج عدوى كوفيد-19 خاصة للمرضى الذين يتلقون العلاج بالأزيثروميسين وأوسيلتاميفير أيضًا بسبب مخاوف تتعلق بسلامة نظم القلب والوفاة.
في نفس اليوم حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من استخدام دواء هيروكسي كلوروكوين أو الكلوروكين لعلاج مرضى كوفيد-19 خارج المستشفيات أو إجراء التجارب السريرية عليها بسبب مشاكل نظم القلب التي تسببها هذه الأدوية، على الرغم من أن الكلوروكين من الأدوية الآمنة للاستخدام، وقد استخدم لمدة 70 عاماً لعلاج الملاريا.
وقد أظهرت الدراسات المخبرية أن الجرعات العالية من الكلوروكين فقط قادرة على قتل فيروس كورونا الجديد، وقد استخدمت أعلى جرعة ممكنة من الدواء في الدراسة على البشر، إلا أن آثار الدواء السامة تسببت في إيقاف الدراسة، وقد يتسبب الاستخدام المتزامن لدواء أوسيلتاميفير ودواء الأزيثروميسين مشكلة أيضاً، إلا أن الباحثين لم يتمكنوا من إجراء الدراسة دون هذه الأدوية وفقاً لمعايير الرعاية في المستشفى، أما بالنسبة للجرعات المنخفضة فإنها تبدو أكثر أماناً لكن نسبة فعاليتها لا تزال غير واضحة.
نستنتج من تجربة كلوروكوفيد-19 أنه يجب التشكيك في الادعاءات الحاسمة بشأن فعالية الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكوين في علاج عدوى فيروس كوفيد-19، وأنه يجب على الأطباء أن يناقشوا مع مرضاهم المخاطر المحتملة والفوائد الغير مثبتة لهذه الأدوية قبل البدء باستخدامها.
اقرأ أيضاً: تحذير: لا تستعمل دواء هيدروكسيكلوروكوين دون إشراف طبي