لوحظ أن حالة النساء اللواتي يدخلن المستشفى بسبب الإصابة بأعراض شديدة لمرض فيروس كورونا الجديد (بالإنجليزية: Coronavirus) تكون بشكل عام أفضل من الرجال، مما أدى إلى التفكير إلى دراسة إمكانية علاج الرجال الذين يدخلون إلى المستشفى بالهرمونات الأنثوية.
تفاصيل الدراسة
أظهرت هذه الفكرة نتائج مشجعة للغاية في دراسة تجريبية أمريكية، قام فيها الباحثون بتوزيع 42 رجلاً مصاباً بأعراض شديدة لمرض الكورونا في المستشفى بشكل عشوائي إلى:
- 20 رجلاً تلقوا البروجسترون.
- 22 رجلاً تلقوا العلاج الوهمي كمجموعة ضابطة.
وقد درس الباحثون التغير في الحالة السريرية للمرضى كمقياس رئيسي، حيث تم تقييمها باستخدام مقياس ترتيبي من 7 نقاط.
أما بالنسبة للمقاييس الثانوية فكانت:
- طول فترة الإقامة في المستشفى.
- الأيام التي احتاج فيها المرضى إلى استخدام الأكسجين الإضافي.
- الحاجة إلى التنفس الصناعي.
وكان متوسط عمر المرضى في الدراسة 55 عاماً، وكان 78 ٪ منهم من البيض، وكان معظمهم من أصل إسباني. وبشكل عام، كان 85 ٪ من المرضى على الأكسجين الإضافي عند الدخول. وكان 48٪ منهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و 45٪ يعانون من السمنة ، و 25٪ يعانون من مرض السكري.
للمزيد: هل يمكن للهرمونات الأنثوية أن تساعد الرجال في التغلب على كورونا؟
نتائج الدراسة
أفاد الباحثون أن أولئك الذين تلقوا ما يصل إلى 5 أيام من العلاج بحقن البروجسترون حققوا نتائج أفضل بكثير من أولئك الذين تلقوا الرعاية القياسية.
وتشير النتائج الجديدة إلى أن إعطاء هرمون البروجسترون بجرعة 100 ملغ مرتين يومياً عن طريق الحقن تحت الجلد قد يمثل طريقة آمنة وفعالة لعلاج مرضى فيروس كورونا؛ من خلال تحسين الحالة السريرية للرجال المصابين بأعراض متوسطة إلى شديدة.
وقد لوحظ تحسن 14 رجلاً في مجموعة البروجسترون (70٪) خلال الأيام السبعة الأولى، مقارنة ب 7 رجال (32٪) في المجموعة الضابطة.
بالإضافة إلى ذلك، فقد كان الاحتمال التراكمي للتحسن السريري بين الرجال العشرين الذين تلقوا البروجسترون 0.76، مقارنة بـ 0.55 بين الرجال الذين تلقوا العلاج الوهمي، وهو فرق كبير إحصائياً.
كما شهدت مجموعة البروجسترون أيضاً انخفاضاً في متوسط الوقت الذي احتاجوا فيه للأكسجين الإضافي مدته 3 أيام، وانخفاضاً مدته 2.5 يوم في متوسط طول الإقامة في المستشفى.
وكانت الحاجة إلى التهوية الميكانيكية أقل أيضاً في مجموعة البروجسترون مقابل مجموعة التحكم (0 مقابل 4 مرضى).
هل ظهرت آثار جانبية للعلاج بالبروجسترون؟
لم يحدث لدى أي مريض أي آثار جانبية خطيرة تعزى إلى هرمون البروجسترون، ولم تحدث أي آثار سلبية تتطلب وقف هرمون البروجسترون.
رأي الباحثين حول نتائج الدراسة
تنبع الحاجة للهرمون في علاج الرجال (أو النساء بعد سن اليأس) الذين يعانون من أعراض فيروس كوفيد-19 الأكثر شدة من كون النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث المصابات بفيروس كورونا لوحظ أن لديهن فرص أقل لدخول المستشفيات، ويقضون مدة أقصر في المستشفى، ولديهن حاجة أقل لأجهزة التنفس الصناعي من الرجال أو النساء بعد انقطاع الطمث.
كما يقترح الباحثون أن المستويات المرتفعة من البروجسترون قد يكون لها دور في تعديل الجهاز المناعي؛ حيث يثبط فرط الاستجابة المناعية المرتبطة بالأعراض الأكثر شدة لمرض فيروس كورونا.
للمزيد: هل الجهاز المناعي عند الرجال هو السبب في زيادة نسبة الوفيات لديهم مقارنةً مع النساء ؟
الاستنتاجات والخلاصة
دعا الباحثون إلى استخدام حقن البروجسترون بجرعة 100 ملغ مرتين يومياً لمدة تصل إلى 5 أيام، ولكن يمكن للمرضى التوقف عن العلاج مبكراً إذا تحسنوا بما يكفي للخروج من المستشفى.
وعلى الرغم من النتائج المشجعة لهذه الدراسة، فقد حذر الباحثون من أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات بأعداد أكبر ونطاق أكثر تنوعاً من المشاركين، بما في ذلك النساء بعد سن اليأس.
ويجدر بالذكر أن البروجسترون هو هرمون ستيرويدي طبيعي ينتجه المبيض في سن الإنجاب قبل انقطاع الطمث.
للمزيد: اسباب تاثر الرجال بعدوى فيروس كورونا الجديد بشكل كبير