من العوامل التي تزيد من تطور الأعراض الخطرة وتتسبب في الوفاة لدى مرضى كورونا (كوفيد-19)؛ التقدم في السن (لا سيما لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً) بالإضافة إلى ضعف المناعة، ولكن يشير بعض الأطباء إلى أن مرضاهم الذين تقل أعمارهم عن الستين عاماً ويعانون من السمنة تظهر لديهم أعراض شديدة نتيجة للإصابة بعدوى فيروس كورونا.

يصنف مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الإصابة السمنة من الحالات التي قد تزيد من خطر تطوير الأعراض الشديدة عند الإصابة بعدوى فيروس كورونا، لذا بدأ بعض الأطباء بتتبع مؤشر كتلة الجسم لدى المرضى. (لحساب مؤشر كتلة الجسم لديك، اضغط هنا)

وقد أشارت إحدى التقارير إلى أنه من بين 180 مريضاً تم إدخالهم إلى المستشفى في الفترة ما بين 1-30 مارس كانت السمنة هي المشكلة الأكثر شيوعاً لدى المرضى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-49 عاماً.

وتشير جينفر لايتر عالمة الأوبئة في جامعة نيويورك إلى أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لدى المرضى الأمريكيين  يمكن أن يكون العامل الرئيسي في ارتفاع نسبة الوفيات خاصة لدى المرضى الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً، فإذا كان التدخين والتلوث في الصين، وارتفاع عدد السكان من كبار السن في إيطاليا هي الأسباب الكامنة خلف ارتفاع عدد الوفيات في تلك الدول، فإن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم هو سبب المشكلة في الولايات المتحدة الأمريكية.

يعاني 42% من البالغين في الولايات المتحدة من ارتفاع مؤشر كتلة الجسم إلى أكثر من 30 (بداية السمنة) ويصنف أكثر من 9% من الأمريكيين على أنهم يعانون من السمنة المفرطة إذ يزداد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 40 وفقاً لما ذكره مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

ويمكن أن يعاني المصابين بالسمنة من حالات صحية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري، ولكن يشير بعض الأطباء أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يعد أحد عوامل الخطورة بحد ذاته، وقد وجدت لايتر وفريقها بان المرضى الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً ويعانون من مؤشر كتلة جسم يزيد عن 35 من المرجح أن يحتاجوا إلى دخول وحدة العناية المركزة أكثر بمرتين من الأشخاص الذين يكون لديهم مؤشر كتلة جسم صحي، ويعد المرضى الذين يعانون من السمنة أكثر عُرضة للوفاة نتيجة للعدوى بثلاث مرات من الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم منخفض.

 ولكن لدى المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً لا يعد زيادة الوزن من العوامل التي تزيد من احتمال حاجة المريض للدخول على المستشفى أو الحاجة للعناية المركزة.

وقد وجد مستشفى في مدينة ليل الفرنسية أنه كلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم كلما ازدادت حاجة المريض للتنفس الصناعي، إذا أنه من بين  124 مريضاً تم وضعهم في قسم العناية المركزة نتيجة للإصابة بعدوى فيروس كورونا كان نصفهم يعانون من السمنة المفرطة أو السمنة الشديدة، وتشير البيانات إلى أنه من بين 85 مريض تم تنبيبهم كان ما يقارب 90% منهم لديهم مؤشر جسم يزيد عن 35.

ويميل الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مؤشر كتلة الجسم إلى تطوير مشاكل التنفس، بسبب وجود وزن أكبر لديهم في منطقة الصدر مما يسبب الضغط على الرئة، ويصاب الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة بانخفاض مستويات الأكسجين، ويكونوا أكثر عرضة للإصابة بخلل وظيفي رئوي وتنخفض لديهم وظائف الصدر بسبب زيادة الوزن في منطقة الصدر، ويعاني الكثير منهم من توقف التنفس أثناء النوم.

 ويشير مسؤولي الصحة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة لا يجب ان يشعروا بالعار وأن لا يتجنبوا الحصول على الرعاية الطبية عند الإصابة بعدوى فيروس كورونا لأنه يشكل تهديد على حياتهم، كما يجب عليهم توخي المزيد من الحذر.

ويقول ريكا كومار أخصائي السمنة في كلية طب وايل كورنيل إن الأطباء يتخذون إجراءات محددة عند علاج المرضى المصابين بعدوى فيروس كورونا الذين يعانون من السمنة، وقد تشمل هذه الإجراءات إعطائهم الأكسجين في وقت مبكر أو إبقائهم في المستشفى لمدة أطول.

اقرأ أيضاً: السمنة تزيد من خطر السرطان، ولكن لماذا؟