أشار بحث جديد إلى أنه قد يكون للجرعة المنخفضة من الأسبرين بعض الفوائد الوقائية ضد التدهور المعرفي، شريطة أن يبدأ الشخص بتناوله قبل بدء الأعراض بوقت طويل. وقد كان ارتباط الخرف بجميع الأسباب ضعيفاً، ولكنه كان أكثر وضوحاً في الأشخاص المصابين بأمراض القلب التاجية.

وتؤكد النتائج أن الأفراد الذين يعانون من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية يجب إعطاؤهم جرعة منخفضة من الأسبرين، ويجب تشجيعهم على الالتزام بتناولها. 

ما الذي يميز هذه الدراسة عن غيرها؟

اختلفت هذه الدراسة عن التجارب السابقة التي أسفرت عن نتائج مختلطة، حيث ركزت الكثير منها على الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً. أما هذه الدراسة فقد أشارت إلى حدوث التغيرات المرضية المرتبطة بالخرف لمدة تصل إلى عقدين قبل ظهور الأعراض، وأن الأسبرين أو حمض الأسيتيل ساليسيليك لا يمكنه مواجهة التدهور المعرفي بعد إجراء التشخيص. 

كما تضمنت الدراسات السابقة الأفراد الذين يستخدمون الأسبرين بجرعة منخفضة للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، مع عدم تثبيت عوامل الخطر الأخرى. أما الدراسة الحالية فقد استخدمت قاعدتي بيانات كبيرتين للمرضى، مع فترة متابعة تزيد عن 10 سنوات لكليهما. وتمكن الباحثون من موازنة توزيع المتغيرات الأساسية لتكون متشابهة بين مستخدمي الأسبرين وغير المستخدمين. وبالتالي، تمكنوا من التحكم بعوامل الخطر الأخرى بشكل أكثر شمولاً.

محددات الدراسة

على الرغم من أن نتائج هذه الدراسة واعدة، إلا أننا بحاجة لمزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج، خاصة وأنها لم تدرس أسباب الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر. وتعد الطريقة الوحيدة للإجابة على ذلك هي إجراء تجارب سريرية مع 10 سنوات على الأقل من المتابعة. 

ويخطط الباحثون لإجراء دراسات مماثلة على الأعراق الأخرى غير البيض، وكذلك لفحص ما إذا كانت الجرعة المنخفضة من الأسبرين يمكن أن تساعد في الحفاظ على الوظيفة الإدراكية لدى البالغين في منتصف العمر.

تفاصيل الدراسة ونتائجها

قام الباحثون بفحص دراستي أتراب (بالإنجليزية: Cohort Study) ودمجهما في تحليل تلوي. وقد تضمنت الدراسة قاعدة بيانات دراسة ESTHER من ألمانيا وتضم 5258 فرداً و 14.3 عاماً من المتابعة، ومجموعة Biobank في المملكة المتحدة وتضم 305،394 فرداً و 11.6 عاماً من المتابعة. وقد بلغ عمر الأفراد 55 عاماً أو أكثر.

وقد أظهر التحليل التلوي عدم وجود ارتباط كبير بين استخدام الجرعة المنخفضة من الأسبرين وتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر، ولكن كان هناك ارتباط بين استخدامه وتقليل خطر الإصابة بالخرف لجميع الأسباب.

كما لم تكن هناك فروق بين الجنسين فيما يتعلق بمرض الخرف الناتج عن الزهايمر، ولكن ارتبط استخدام الجرعة المنخفضة من الأسبرين بانخفاض خطر الإصابة بالخرف الوعائي عند الذكور، والخرف لجميع الأسباب. 

ومع ذلك، فقد تم ربط الجرعة المنخفضة من الأسبرين بمخاطر أكبر لكل من الخرف الوعائي، والخرف لجميع الأسباب في الإناث.

كما تم العثور على أقوى ارتباط بين استخدام الجرعة المنخفضة من الأسبرين وانخفاض مخاطر الخرف في الأشخاص المصابين بأمراض القلب التاجية.

واستخدم الباحثون أيضاً بيانات الرعاية الأولية لمجموعة Biobank في المملكة المتحدة لتحليل الارتباطات بين الاستخدام الأطول للجرعة المنخفضة من الأسبرين وتقليل مخاطر الإصابة بالخرف

وقد كان الذين استخدموا الجرعة المنخفضة من الأسبرين لمدة 0-5 سنوات في خطر أعلى من المتوسط ​​للإصابة بالخرف لجميع الأسباب، ومرض الزهايمر، والخرف الوعائي

كما كان مستخدمو الأسبرين على المدى الطويل (لمدة 10 سنوات أو أكثر) أقل عرضة للإصابة بالخرف لجميع الأسباب، ومرض الزهايمر، والخرف الوعائي.