أشار بحث جديد إلى أن النظام الغذائي الذي تتناوله الأم والذي يحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية الأساسية يمكن أن يقلل من تأثير مرض الزهايمر على الأجيال القادمة.
في هذه الدراسة، درس العلماء من جامعة ولاية أريزونا (ASU) في تيمبي ومعهد بحوث الجينوم المتعدية في فينيكس تأثير الغذاء على فئران تم تعديلها وراثياً لتطوير علامات مميزة لمرض الزهايمر من الإناث من خلال تضمين الكولين الإضافي في نظامهم الغذائي.
وقد أنجبت هؤلاء الإناث جيلاً بعدد أقل من التغييرات المرتبطة بالمرض في الدماغ، وتحسنت لديهم مهارات الذاكرة مقارنة مع الفئران التي لم تحصل أمهاتها على نظام غذائي مدعم بالكولين.
ووجد الباحثون أن التأثير الوقائي لـ "مكملات الكولين للأم" استمر عبر عدة أجيال، على الرغم من أن الأنظمة الغذائية للأجيال التالية لم تكن مدعمة بالكولين.
الكولين: مادة غذائية أساسية
يعد الكولين عنصراً غذائياً أساسياً يحتاجه الجسم لتأدية العديد من الوظائف، بما في ذلك تطور الدماغ في وقت مبكر والحفاظ على تركيب الخلية.
وعلى الرغم من أنه يمكن لجسم الإنسان أن يصنع بعض الكولين الذي يحتاج إليه، إلا أن عليه الحصول على الباقي من المصادر الغذائية.
في الولايات المتحدة، تعتبر المنتجات الحيوانية مثل اللحوم، والأسماك، والبيض، ومنتجات الألبان المصادر الرئيسية للكولين في النظام الغذائي. وتشمل المصادر الأخرى فول الصويا، والخضروات، والمكسرات، والحبوب الكاملة، والبذور.
يقول الدكتور رامون فيلازكويز من معهد Biodesign في جامعة ولاية أريزونا: "إن عدم الحصول على الكميات اللازمة من الكولين، يرتبط بالفشل في تطوير الأجنة بحيث تلبي بشكل كامل الأمور المتوقعة منها مثل المشي والهمهمة".
"لكننا أثبتنا أيضاً أنه حتى لو تم إعطاء فأر التجربة الكمية الموصى بها من الكولين، يبقى إعطاء المكمل ذو فائدة أكبر".
خصائص مرض الزهايمر وعوامل الخطر
مرض الزهايمر هو السبب الرئيسي للخرف، وهي حالة تدمر تدريجياً قدرة الشخص على التفكير، والتذكر، واتخاذ القرارات، والعناية بنفسه. ويؤدي مرض الزهايمر أيضاً إلى تغير الحالة المزاجية وتقليل التحكم في الدوافع.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يوجد حوالي 50 مليون شخص في العالم يعانون من الخرف، منهم حوالي 60-70 في المئة يعانون من مرض الزهايمر. ويتوقع الخبراء أن يزيد هذا العدد إلى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050.
في الولايات المتحدة، حيث يعاني حوالي 5.7 مليون شخص من مرض الزهايمر، تبلغ التكلفة السنوية الوطنية للتعامل مع الخرف حوالي 277 مليار دولار أمريكي. ويمكن أن تزداد هذه الأرقام إلى 14 مليون شخص و1.1 تريليون دولار بحلول عام 2050.
ومن الجدير بالذكر أنه من بين الأسباب العشرة الأولى للوفاة في الولايات المتحدة، لا يزال مرض الزهايمر هو المرض الوحيد الذي لا توجد حالياً وسائل لإبطائه، أو منعه، أو إيقافه.
وعلى الرغم من أن العمر هو عامل الخطر الأكثر أهمية لمرض الزهايمر، يوجد أدلة على أن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً في تطور المرض، مثل العوامل الوراثية، ونمط الحياة.
وبالتركيز على نمط الحياة، تشير الدراسات إلى أن النظام الغذائي يمكن أن يكون له تأثير كبير على خطر التدهور المعرفي. وتظهر الأبحاث أيضاً أن تأثير النظام الغذائي يمكن أن يستمر لأجيال، وهذا يعني أن هذا يحدث من خلال إسكات الجينات في الجنين.
تشمل السمات المميزة لمرض الزهايمر تدهور الأنسجة وتطوير لويحات البروتين بيتا اميلويد في الدماغ.
آثار الكولين على الدماغ
يشرح الباحثون في الدراسة الحالية أن خطر الإصابة بمرض الزهايمر يتضاعف عند وجود مستويات عالية من الحمض الأميني المسمى هوموسيستين في المخ، حيث تساهم هذه المادة في تدهور أنسجة المخ وتطور لويحات بيتا اميلويد.
لكن الكولين يمكن أن يبطئ هذا التراجع لأنه يحول الهوموسيستين إلى مادة مفيدة تسمى الميثيونين.
ومن التأثيرات المفيدة الأخرى المحتملة للكولين التقليل من نشاط الخلايا الدبقية الصغيرة، حيث تساعد هذه الخلايا على إزالة مخلفات الخلايا في الدماغ. ومع ذلك، عند الإصابة بمرض الزهايمر، يمكن أن يزداد نشاط هذه الخلايا بشكلٍ مفرط مسببةً الالتهابات التي تقتل خلايا الدماغ.
وتتميز هذه الدراسة بأنها الأولى من نوعها والتي قامت باختبار فائدة إضافة الكولين على النظام الغذائي للأم لتقليل احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر لدى الأجيال التالية.