خلال العقد الماضي، أثبتت العديد من الدراسات أن مرحلة المراهقة هي مرحلة أساسية خلال تطور ونضوج الدماغ وانتقال الشخص من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب.
وتعتبر قشرة المخ من أجزاء الدماغ التي يكتمل نضوجها في مرحلة المراهقة، وهي الجزء المسؤول عن الانتباه والتنفيذ في الدماغ.
وبسبب اهمية مرحلة المراهقة على الجهاز العصبي، يتأثر الدماغ ويضطرب نتيجة التعرض للمواد المختلفة خلال هذه المرحلة أكثر من المراحل التي تكون بعدها.
حيث قامت العديد من الأبحاث بدراسة تأثير تعاطي المواد المختلفة على دماغ المراهقين، تشمل المواد التي تم بحثها خلال هذه السنين؛ الكحول، والنيكوتين، والمواد الأفيونية، والقنب، والعقاقير ذات التأثير النفسي، مثل الكوكايين والأمفيتامين.
وقد أظهرت هذه الدراسات أن تعاطي هذه المواد خلال مرحلة المراهقة يؤدي إلى عواقب سلوكية وبيولوجية طويلة الأمد. اقرأ أيضاً: العلاقة بين مشاكل الإدمان والأمراض النفسية في الإمارات
تؤثر هذه المواد بعمل قشرة المخ، ونظام المكافأة في الدماغ، وتسبب اضطرابات في الإدراك والتفكير العاطفي والاجتماعي، كما تؤثر هذه المواد أيضاً بعمل الناقل العصبي دوبامين المسؤول عن مشاعر السعادة والألم.
وتشمل الآثار الجانبية الأُخرى لتعاطي النيكوتين، أو الكحول، أو غيرها من المواد اضطرابات في الذاكرة على المدى الطويل، والإصابة بمشاكل القلق، وزيادة خطر تعاطي هذه المواد لاحقا. اقرأ أيضاً:هل يدمر الحشيش خلايا الدماغ
فعلى سبيل المثال، يعاني المدخنين من المراهقين من مشاكل في الانتباه، وكلما زاد عدد سنوات التدخين، كلما زادت هذه المشكلة، وقد يتطور ذلك إلى مشاكل إدراكية ونفسية في المستقبل.
يساعد معرفة تأثير هذه المواد في إطلاق الحملات التوعوية المختلفة وفي إيجاد طرق لعلاج الإدمان وآثاره على دماغ المراهقين.
اقرأ أيضاً:
فوائد الإقلاع عن التدخين وجهود الإمارات في ذلك
كيف يؤثر غياب الأبوين على إحتمالية إدمان الأطفال؟