تعد تحلية ماء البحر أحيانًا الحل الوحيد للبقاء على قيد الحياة في حال غياب مصادر مياه الشرب النظيفة في المنطقة التي يتواجد فيها الفرد. ومن الممكن أن يبحث الكثير من الأفراد عن طريقة بسيطة ومنزلية يمكن من خلالها جعل ماء البحر صالحًا للشرب وذو طعم مستساغ. [1،2]
ولهذا، سنذكر في المقال التالي كل ما يخص تحلية مياه البحر.
محتويات المقال
هل يمكن شرب ماء البحر؟
نظرًا لمختلف الأسباب، يمكن أن يواجه البعض مشكلة في الحصول على ماء الشرب العذب ويصبح الحل الوحيد الذي أمامه هو القيام بشرب ماء البحر المالح. لكن، يعد ماء البحر المالح غير صالح أبدًا للشرب، وذلك ليس فقط لطعمه المالح وغير المستساغ، بل لأن ماء البحر يحتوي على نسبة عالية من الملح تجعله خيارًا غير آمنًا للشرب، فشربه سيجعل من الفرد أكثر عطشًا وسيتسبب بزيادة خطر الإصابة بالجفاف وهذا ما يمكن أن يؤدي إلى أضرار عديدة على صحة الجسم وعافيته. [1،2]
ولهذا، لا بد من القيام بتحلية مياه البحر وهي عملية تتضمن إزالة الملح من مياه البحر وجعلها صالحة للشرب. [1]
هل غلي ماء البحر كافي لجعله صالحًا للشرب؟
إن القيام بغلي ماء البحر المالح لوحده لا يعد كافيًا لجعله صالحًا للشرب، وذلك لأن الملح سيبقى حتى بعد القيام بغلي ماء البحر. ومن أجل تحلية مياه البحر وجعلها صالحة للشرب لا بد من إجراء خطوات معينة، إلى جانب غلي ماء البحر، والتي ستعمل على إزالة الملح من الماء. [3،4]
ويمكن أن تشمل التقنيات التي تساعد على تحلية ماء البحر ما يلي:
- التقطير
يعد التقطير (بالإنجليزية: Distillation) من أكثر الطرق المعروفة للحصول على مياه الشرب النظيفة، والتي تتضمن غلي الماء وإنتاج بخار الماء ومن ثم القيام بتكثيفه، حيث يعتبر بخار الماء خاليًا من الملح، وبالتالي تعتبر المياه الناجمة عن تكثيفه صالحة للشرب. [3،4]
- التناضح العكسي
تتضمن عملية التناضح العكسي (بالإنجليزية: Reverse Osmosis) دفع مياه البحر تحت ضغط عالٍ من خلال غشاء رقيق جدًا يحتوي على ثقوب صغيرة جدًا تسمح لجزيئات الماء بالمرور من خلالها ولكنها تمنع الملح، والمواد الكيميائية، والملوثات الأخرى الذائبة في الماء من العبور إلى الجانب الآخر. [3،4]
ومن التقنيات الأخرى أيضًا التحليل الكهربائي (بالإنجليزية: Electrodialysis) والتجميد تحت ظروف يتم تفريغ الهواء فيها، أو ما يعرف بالتجميد الفراغي (بالإنجليزية: Vacuum Freezing). [4]
اقرأ أيضًا: الماء هو أساس الصحة
طرق سهلة لتحلية ماء البحر
يمكن أن يبحث العديد من الأفراد عن طريقة لجعل ماء البحر صالحًا للشرب والتي غالبًا ما يجب أن تتسم بسهولتها وبساطتها ويمكن الاستعانة بها في غياب المعدات والأدوات المخصصة لتحلية ماء البحر. [1،2]
وفيما يلي نذكر طرقًا بسيطة يمكن الاستعانة بها لتحلية ماء البحر في مختلف الظروف والأوقات:
تحلية الماء باستخدام القدر والموقد
تعد هذه الطريقة من الطرق السهلة من أجل تحلية ماء البحر في المنزل، فكل ما هو مطلوب إحضار قدر واسع وغطاؤه، وموقد نار، وكأس أو كوب زجاجي قادر على تحمل الحرارة وذو ارتفاع أقل من ارتفاع القدر. وتتضمن خطوات هذه الطريقة ما يلي: [1،2،4]
- وضع القدر على النار.
- وضع الكأس أو الكوب في منتصف القدر.
- صب كمية من ماء البحر المالح في القدر مع الحرص على عدم ملئه بالكامل وعدم تجاوز مستوى الماء لمستوى فوهة الكوب.
- وضع غطاء القدر رأسًا على عقب على الوعاء، الأمر الذي سيسمح لبخار الماء بالتنقيط في كوب الشرب أثناء تكثيفه.
- التأكد من أن غطاء القدر محكم الغلق منعًا لتسرب الكثير من البخار، الأمر الذي يقلل من كمية بخار الماء وهو ما سينعكس على كمية الماء العذب الذي سيتم الحصول عليه.
- وضع القدر على نار هادئة وجعل الماء المالح يغلي ببطء.
- الانتظار قليلًا لحين أن يبدأ الماء بالغليان، ويبدأ بخار الماء بالتصاعد ليصل إلى سطح غطاء القدر وهذا بدوره يؤدي إلى تكاثف بخار الماء وتحوله إلى قطرات من الماء العذب، والتي ستبدأ بالتساقط نحو الأسفل باتجاه الكوب أو الكأس الموضوع داخل القدر.
من المحتمل أن تستغرق هذه الطريقة لتحلية كوب من الماء ما يقارب 20 دقيقة أو أكثر. [1]
تحلية الماء بالطاقة الشمسية
من الممكن أن لا تكون جميع الظروف مناسبة عند الحاجة إلى تحلية ماء البحر، فمن الممكن أن يتواجد الفرد في منطقة نائية خالية من المواقد وأي مصدر للحرارة، وهنا يأتي التفكير بالطاقة الشمسية وكيفية استخدامها من أجل جعل ماء البحر صالحًا للشرب. [1،4]
لا تختلف طريقة تحلية ماء البحر بالطاقة الشمسية عن الطريقة السابقة بشكل كبير ومن الممكن أن تتشابها ببعض الخطوات، وفيما يلي نذكر خطوات استخدام الطاقة الشمسية لتحلية مياه البحر: [1،4]
- إحضار وعاء كبير، وكوب أو كأس، وقطعة من البلاستيك، وحصى صغيرة أو صخرة.
- وضع الكوب أو الكأس في منتصف الوعاء الكبير.
- صب ماء البحر المالح في الوعاء الكبير والتأكد من عدم ملئه بالكامل وعدم وصول مستوى الماء إلى مستوى فوهة الكوب أو الكأس.
- تغطية الوعاء بالغلاف البلاستيكي، والتأكد من أن الغلاف ليس فضفاضًا جدًا أو ضيقًا جدًا، فضلًا عن التأكد من أن الغلاف البلاستيكي محكم الغلق على حافة وعاء المياه المالحة.
- وضع الحصى أو الصخرة في وسط الغلاف البلاستيكي، وذلك فوق الكوب أو الكأس الموجود في منتصف الوعاء مباشرةً. مع التأكد من أن وزن الحصى أو الصخرة ليس ثقيلًا جدًا بحيث لا يتسبب بتمزق الغلاف البلاستيكي.
- وضع وعاء المياه المالحة في ضوء الشمس المباشر، هذا ما سيؤدي إلى تسخين الماء والتسبب في تكثيفه على الغلاف البلاستيكي. ومع تكثف الماء، ستتساقط قطرات الماء العذب من الغلاف البلاستيكي إلى داخل الكوب.
أيضًا، يمكن في حال لم يتوفر وعاء كبير لدى الفرد القيام بحفر حفرة في الأرض، ووضع وعاء صغير بداخلها من أجل جمع الماء العذب بداخله، ثم يتم تغطية الحفرة باستخدام قطعة من البلاستيك، كما يمكن الاستعانة بالحجارة أو غيرها من الأشياء الثقيلة لتثبيت قطعة البلاستيك في مكانها فوق الحفرة. [2،4]
اقرأ أيضًا: ما كمية الماء التي يحتاجها الجسم يوميًا
نهاية، لا يعد ماء البحر صالحًا للشرب ولا بد من القيام بتحليته من خلال عدة تقنيات والتي تهدف إلى إزالة الملح من الماء، أهمها تقنية التقطير. وهناك عدة طرق سهلة وبسيطة يمكن الاستعانة بها من أجل تحلية ماء البحر، لكن تحتاج هذه الطرق للانتظار والصبر، فهي تستغرق فترة زمنية طويلة نسبيًا من أجل الحصول على كمية مناسبة من الماء العذب.
اقرأ أيضًا: فوائد شرب الماء