تُعدّ الرحلات الجوية الطويلة متعبة جدًا وعادةً ما تصاحبها اضطرابات في نمط النوم الطبيعي، وقد تستمر لبضعة أيام، مما يُسبّب تعب وإرهاق شديد خلال اليوم. [1]
تعرّف أكثر على اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، بما في ذلك العوامل المؤثرة عليه، وأعراضه، وكيفية التعامل معه.
محتويات المقال
ما هو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
اضطراب الرحلات الجوية الطويلة (بالإنجليزية: Jet lag)، هو أحد اضطرابات النوم الشائعة المؤقتة، والتي تصيب الأشخاص المسافرين أثناء سفرهم عبر مناطق زمنية متعددة، وتكون ناتجة عن خلل في ساعة الجسم البيولوجية بسبب السفر شرقًا أو غربًآ عبر 3 مناطق زمنية أو أكثر. [1][2]
تُعرّف الساعة البيولوجية على أنها نمط النوم والاستيقاظ على مدار 24 ساعة في دماغ الإنسان، بحيث يؤثر الضوء والظلام بشكل كبير عليها، بالإضافة إلى عوامل أُخرى، مثل: تناول الطعام، والتوتر، والنشاط البدني، والبيئة المحيطة ودرجات الحرارة. [3][4]
فلذلك عند السفر بين فترات زمنية مختلفة، فإنّ الساعة البيولوجية تكون متوافقة مع المكان الذي تمت مغادرته وتحتاج الى التأقلم مرة أخرى على المكان الجديد. لهذا السبب فقد يستغرق الأمر يومًا أو ما يصل إلى أسبوع للتأقلم مع المنطقة الزمنية الجديدة. [3][4]
ما هي العوامل المؤثرة على اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
يُعدّ السبب الرئيسي لاضطراب الرحلات الجوية الطويلة هو السفر عبر مناطق زمنية مختلفة. ومع ذلك، قد تؤدي بعض العوامل الأخرى إلى استمرار أعراض هذا الاضطراب لفترة أطول، والتي تتضمن ما يلي: [5][6]
- السفر عبر ثلاث مناطق زمنية أو أكثر قد يسبب أعراضًا أكثر وضوحًا مقارنةً مع السفر عبر منطقة زمنية واحدة أو اثنتين.
- كبار السّن هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب الرحلات الجوية، كما أن الأعراض تستمر لديهم لفترة أطول وعادة ما تكون هناك صعوبة أكبر في التكيّف على المنطقة الجديدة.
- السفر المتكرر والمستمر، فعادةً ما يكون الطيارين ومضيفي الطيران أكثر عرضةً للإصابة باضطرابات النوم.
- الأشخاص الذين يعانون مسبقاً من مشاكل في النوم أو القلق المستمر قد تتفاقم لديهم الأعراض أكثر.
- الإفراط في شُرب الكحول أثناء الرحلات الجوية الطويلة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الأعراض.
- ارتباط بعض الظروف أثناء السفر بزيادة الأعراض. فمثًلا إذا كانت نسبة الرطوبة عالية أو أن وضعية الجلوس على متن الطائرة غير مريحة، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض اضطراب الرحلات الجوية الطويلة لديهم.
كيف يؤثر اتجاه السفر على اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
إن الأشخاص المسافرين نحو الشمال أو الجنوب في نفس المنطقة الزمنية لا يتأثرون باضطراب الرحلات الجوية الطويلة لأن الوقت الزمني يبقى كما هو. [5]
بينما قد يواجه الأشخاص المسافرين نحو الشرق مشاكل واضطرابات في النوم لأنهم يخسرون الوقت. أما الأشخاص المسافرين نحو الغرب فيكسبون الوقت، لذلك فإنّ تأثير المنطقة الزمنية على اضطراب الرحلات الجوية الطويلة يكون أقل وأسهل للتأقلم. [5]
ما هي أعراض اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
تعتمد المدة التي يستمر فيها اضطراب الرحلات الجوية الطويلة على فارق التوقيت بين نقطة المغادرة والمنطقة المُتَّجه عليها. فمثلًا تستغرق الأعراض يومًا واحدًا تقريبًا للتكيف مع كل 1 إلى 1.5 ساعة من تغيير الوقت، والتي تتضمن ما يلي: [1][2][6][7]
- التعب والإرهاق وذلك لعدم القدرة على النوم في الليل أو بسبب الاستيقاظ باكرًا.
- الشعور بالنعاس طوال الوقت.
- النوم خلال فترة النهار.
- عدم القدرة على التركيز أو الانتباه، بالإضافة إلى بطئ التفكير.
- الشعور العام بعدم الراحة أو المرض.
- مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل: انخفاض الشهية على الأكل والشعور بالغثيان أو حتى الإمساك.
اقرأ المزيد: 6 أنواع لاضطرابات النوم، تعرف عليها
كيفية التعامل مع اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
يُعدّ اضطراب الرحلات الجوية الطويلة أمرًا شائعًا ومؤقتًا، وهناك عدّة طرق يمكن اتباعها للتأقلم أسرع على المنطقة الزمنية الجديدة:
قبل السفر
من المهم الاستعداد قبل السفر والأخذ ببعض الخطوات البسيطة من أجل تقليل أعراض اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، والتي تتضمن ما يلي: [1][9]
- إذا كان السفر نحو الغرب، فيفضل الذهاب إلى الفراش من ساعة إلى ساعتين متأخرًا عن المعتاد.
- إذا كان السفر نحو الشرق، فيفضل الذهاب إلى الفراش من ساعة إلى ساعتين أبكر من المعتاد.
- تناول كميات قليلة من الطعام لتفادي اضطرابات الجهاز الهضمي.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم قبل موعد السفر.
خلال السفر
من المهم اتِّباع الخطوات التالية خلال السفر لتقليل أعراض اضطراب الرحلات الجوية الطويلة: [6][9]
- شُرب الكثير من الماء والحدّ من شرب الكحول خلال السفر.
- يُمكن شُرب القهوة أثناء السفر في حالة النهار للبقاء مستيقظًا، وتجنّبها خلال الليل لتستطيع القدرة على النوم.
- النوم على متن الطائرة في حال كان الوقت في المكان المتجه إليه ليلًا ، والامتناع عنه في حال كان الوقت نهارًا في الوجهة التي تسافر إليها.
- المحافظة على النشاط أثناء السفر، مثل: المشي في الطائرة، إن أمكن.
- استخدام السماعات العازلة للصوت، أو أقنعة العين، أو سدادات الأذن للمساعدة على النوم خلال السفر عند الإتجاه نحو منطقة يسودها الليل.
- تناول كميات قليلة من الطعام لتفادي اضطرابات الجهاز الهضمي.
بعد السفر
من المهم اتِّباع الخطوات التالية بعد السفر لتقليل أعراض اضطراب الرحلات الجوية الطويلة: [7][8]
- تجنّب القيلولة أثناء النهار، وذلك للقدرة على النوم مساءً.
- أخذ حبوب الميلاتونين، وهو هرمون يفرزه الجسم ويساعد على الشعور بالنعاس والتحكم في الساعة البيولوجية لجسم الإنسان.
- التحكم بالتعرض لأشعة الشمس، وذلك لأن أشعة الشمس تقلل من إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم. لذلك في حالات السفر باتجاه الغرب، ينصح بالتعرض لضوء المساء، أمّا في حالات السفر باتجاه الشرق، فينصح بالتعرّض لضوء الصباح.
نصيحة الطبي
يُعدّ السفر أمرًا ممتعًا وجميل، إلا أن السفر لفترات طويلة عبر 3 مناطق زمنية وأكثر قد يؤثر على الساعة البيولوجية للشخص، مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض، مثل: الإرهاق والتعب وغيرها، والتي قد تستمر لفترة زمنية معينة اعتمادًا على فارق التوقيت بين المنطقتين وذلك نتيجة إصابة الفرد بما يسمى باضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
وبإمكانك الآن استشارة طبيب معتمد عن بعد عبر منصة الطبي للحصول على المزيد من المعلومات حول كل ما يتعلق باضطراب الرحلات الجوية الطويلة.