يعدّ العلاج بالفن أحد أساليب العلاج التي تستخدم لعلاج بعض الاضطرابات النفسية، وهو يشجّع الفرد على إظهار إبداعه والتعبير عنه بمساعدة من المعالج النفسي، ذلك لاستكشاف مشاعره وفهم الصراعات أو المشاكل التي تسبب له الضغط النفسي. [1][2]

تعرّف أكثر على العلاج بالفن من خلال هذا المقال

العلاج بالفن

العلاج بالفن هو أحد أساليب العلاج القديم الذي بدأ بالظهور في عام 1940، وانتشر على نطاق أوسع في عام 1970، وهو نوع من العلاج يستخدمه المعالجون المرخصون والمتخصصون في نطاق العلاج والفن معًا، وذلك لمساعدة المرضى على تفسير أفكارهم والتعبير عنها، وفهم مشاعرهم، والتعامل مع الضغوط النفسية بشكل أفضل.

يعدّ العلاج بالفن من العلاجات المناسبة للأشخاص من جميع الأعمار، ومن الممكن أيضًا تضمينه في الجلسات الفردية، والعلاج الجماعي، والاستشارة الأسرية أو الزوجية. [1][2]

أهداف العلاج بالفن

يسعى العلاج بالفن إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تُساعد على تحسين الصحة النفسية والاجتماعية، من أبرزها ما يلي: [1][3]

  • تشجيع الفرد على التعبير عن المشاعر والأفكار التي يواجهها، وخاصةً ما يصعب التعبير عنه بالكلمات.
  • تعزيز قدرة الفرد على التحدّث عن التجارب الصعبة والمشاعر المعقدّة.
  • مساعدة الفرد على فهم ذاته بشكل أفضل.
  • تعزيز الثقة والراحة في البيئة المحيطة، وتعزيز الشعور بالأمان مع الطبيب المعالج.
  • تطوير مهارات التفكير الإبداعي لإيجاد طرق جديدة للتعامل مع المشكلات والمواقف الصعبة.
  • إتاحة الفرصة للتواصل مع الآخرين وبناء علاقات اجتماعية.

الحالات الأكثر استفادة من العلاج بالفن

يمكن استخدام العلاج بالفن مع بعض تقنيات العلاج النفسي، مثل: العلاج السلوكي المعرفي لعلاج العديد من الاضطرابات النفسية وبعض الحالات، ومنها ما يلي: [1][3][4]

الأشخاص الأكثر استفادة من العلاج بالفن

يُعتبر العلاج بالفن وسيلة علاجية فعّالة ومناسبة للأفراد من مختلف الفئات العمرية، إذ يُساعد على الآتي: [1][4][6]

  • الأطفال: يساعد الأطفال في التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بطرق غير لفظية، خصوصًا في المراحل المبكرة من عمرهم، حيث يصعب عليهم التعبير وإيصال أفكارهم بالكلمات، وبذلك يستطيع المعالج النفسي فهم مشاعرهم بطرق جديدة وغير مباشرة. كما يمكن أن يساعد الأطفال الذين يواجهون العديد من الظروف الصعبة والصدمات، مثل:
    • الإعاقات والاحتياجات الخاصة، وصعوبات التعلّم.
    • الربو المزمن.
    • مشاكل سلوكية أو اجتماعية في المدرسة أو المنزل، والإدانة الجنائية.
  • المراهقون: يعدّ العلاج بالفن لهذه الفئة العمرية فعّالًا، إذ يساعدهم في التعبير عن مشاعرهم، والتخفيف من التوتر، والتعافي من الصدمات خلال الجلسات.
  • البالغون: يساعدهم في إعادة توجيههم نحو طريقة تفكير أكثر إيجابية ومرونة، مما يعزز من فرص الشفاء من الصدمات السابقة. ومع ذلك قد يكون البالغون هم الفئة الأكثر تحفظًا تجاه العلاج بالفن، حيث قد يعتبرونه طريقة علاج طفولية أو غير جدية.
  • الكبار بالسّن: يساعد في تنشيط أجزاء الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والوقاية من الفقدان التدريجي للذاكرة والقدرات العقلية.

التقنيات المستخدمة في العلاج بالفن

قد يقوم الشخص في جلسة العلاج بالفن ببعض التقنيات والتمارين تحت إشراف المعالج المختص، وتشمل هذه ما يلي: [1][4]

  • الرسم.
  • التلوين.
  • الرسم بالأصابع.
  • العمل بالطين.
  • النحت.
  • النقش.
  • الخربشة والتخطيط.
  • صنع الكولاج.
  • التصوير الفوتوغرافي.

للمزيد: استخدام الرسم لمحاربة القلق والتوتر

كيف تتم جلسات العلاج بالفن؟

يقوم الطبيب المختص خلال الجلسة بالتحدث مع المريض لفهم مشاكله وما يسبب له الضيق، ثم يوجهه لاستخدام الفن كوسيلة للتعبير عن هذه المشاعر ومعالجتها، وتتم الجلسة على النحو التالي: [2]

  1. شرح هدف العلاج بالفن للمريض قبل البدء.
  2. التأكيد على المريض أنه لا يحتاج إلى أي مهارات فنية للاستفادة من العلاج بالفن.
  3. مساعدة المريض في اختيار الوسيلة الفنية الأنسب لبدء العلاج، مثل: الرسم، أو النحت، أو الكولاج، أو التلوين.
  4. طرح بعض الأسئلة على المريض لتوجيهه حول كيفية التعبير عن نفسه من خلال الفن.
  5. مناقشة النتائج النهائية مع المريض، سواء كان خلال العمل الفني أو بما شعر به المريض أثناء القيام به.
  6. تحديد موعد لجلسة أخرى أو معرفة إذا كان المريض يفضل العمل على لوحاته الفنية بشكل مستقل دون مساعدة الطبيب

متى تظهر نتائج العلاج بالفن؟

لا يوجد مدة محددة لظهور نتائج العلاج بالفن، حيث إنّه يقدم فرصة للتعبير الإبداعي الذي يمكن أن يستفيد منه الشخص طوال حياته، ويرى الأطباء أنّ الاستفادة منه تظهر بجميع الفترات، ولكن تشير بعض الأدلة أن الفوائد قد تبدأ بعد حوالي 8 أسابيع. [6]

عيوب العلاج بالفن

بالرغم من الفوائد العديدة للعلاج بالفن، إلّا أنّه قد يكون هناك بعض العيوب والسلبيات له، وتتضمن ما يلي: [2][5]

  • عدم وجود أدلة كافية حول فوائد العلاج بالفن.
  • قلّة التحدث مع الآخرين، حيث يعد الحديث أكثر أساليب العلاج النفسي فعالية.
  • عدم استفادة بعض الأشخاص من العمل الجماعي، وذلك لأنّهم يعانون من مشاكل اجتماعية أو رهاب اجتماعي.
  • لا يعدّ من العلاجات المكثّفة، حيث أنه يحتاج مدة تتراوح ما بين أسابيع إلى أشهر لتظهر نتائجه.
  • قد يزيد من مستويات التوتر أو القلق لبعض الحالات.
  • إظهار المشاعر دون معالجتها بفعالية.
  • صعوبة في التأقلم في حال تم إنهاء العلاج بشكل مفاجئ.
  • لا يصلح لعلاج جميع الاضطرابات النفسية، مثل: أعراض الفصام الإيجابية والسلبية.

نصيحة الطبي

يعدّ العلاج بالفن من الطرق الفعالة التي تستخدم من قبل أطباء مختصين لعلاج بعض الاضطرابات النفسية لجميع الفئات العمرية، ويستطيع الفرد من خلالها التعبير عن مشاعره وأفكاره بطرق إبداعية.

بإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد عبر منصة الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.