يُعاني بعض الأطفال المصابين بالتوحد من مشكلات في تناول الطعام، وهي تتمثل بانتقاء أطباق محددة ورفض تناول معظم الأطعمة، وهذا قد يمنعهم من الحصول على الغذاء المتنوع والصحي، مما قد يؤثر على نموهم وصحتهم الجسدية والنفسية. تعرف في هذا المقال على إجابة سؤال "لماذا يرفض أطفال التوحد تناول الطعام؟"، وبعض النصائح لتشجيعهم على تجربة أطباق جديدة.
محتويات المقال
لماذا يرفض أطفال التوحد تناول الطعام؟
يُعاني الأطفال المصابون بالتوحد من مشكلات في تناول الطعام، مما قد يثير الكثير من الصراع بين الطفل وأهله حول أثناء تناول الطعام، والأهم أنه قد يؤثر بشكل سلبي على نمو الطفل وصحته الجسدية والنفسية. [1]
يقوم أطفال التوحد بتناول وجبات محددة، ويعود السبب في ذلك غالبًا إلى نوعين من المشكلات، وهما: المشكلات السلوكية والمشكلات الجسدية، وهي تعد إجابة سؤال "لماذا يرفض أطفال التوحد تناول الطعام؟"، التفاصيل أكثر في الآتي: [1]
اقرأ أيضًا الغذاء ومرض التوحد
المشكلات السلوكية
يمكن أن تسبب سلوكيات تناول الطعام بعض المشكلات للأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم، ويشمل ذلك ما يأتي: [1]
- المشكلات الحسية المتعلقة بالطعام
يميل غالبًا الأطفال المصابون بالتوحد إلى تفضيل قوي لبعض أنواع الأطعمة؛ ذلك لأنها تجعلهم يشعرون بطريقة معينة في أفواههم.
على سبيل المثال يفضل بعض أطفال التوحد الأطعمة الطرية أو الكريمية، مثل: الزبادي، أو الحساء، أو الآيس كريم، في حين يفضل البعض الآخر تناول الأطعمة المقرمشة، مثل الجزر أو المكسرات.
ومن الجدير ذكره أن بعض المصابين بالتوحد قد يُعانون من ضعف في تطور عضلات الفم، مما يجعلهم يفضلون الأطعمة اللينة، إذ قد يفتقرون إلى نمو العضلات الذي يتطلب مضغ الأطعمة القاسية، مثل: شرائح اللحم. [1]
- المشكلات السلوكية على مائدة الطعام
لا يستطيع الكثير من الآباء إقناع أطفالهم المصابين بالتوحد بالجلوس على مائدة الطعام لفترة كافية لإنهاء الوجبة، وهذا قد يشعرهم بالإحباط. لكن في الحقيقة لا يقتصر الأمر على بقاء الطفل على مائدة الطعام أو في المكان الذي يرغب الأهل أن يتناول طفلهم طعامه فيه، إذ إن إجبار الطفل المصاب بالتوحد على البقاء في مكان محدد قد يثير انفعاله، ويجعله يرمي الأدوات والأواني، وقد يؤذي نفسه أو الآخرين، لذلك يجب على الأهل التعامل بمرونة مع مكان تناول الطعام، ووقته، ومدته، وجعل كل هذه العوامل حسب رغبات الطفل المصاب بالتوحد. [1]
اقرأ أيضًا التوحد عند الكبار
المشكلات الجسدية
قد تكون بعض المشكلات الجسدية جزءًا من إجابة سؤال "لماذا يرفض أطفال التوحد تناول الطعام؟"، إذ يتعرض الأطفال المصابون بالتوحد لاحتمالية أعلى للإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي التي يمكن أن تجعل تناول الطعام مؤلمًا بالنسبة لهم، وتشمل هذه الاضطرابات على الآتي: [1][2]
- الارتجاع الحمضي: إذ تسبب الأحماض الهضمية التي تصل إلى الحلق تهيجًا يجعل تناول الطعام مؤلمًا لدى مرضى التوحد.
- التهاب المريء اليوزيني: وهي حالة حساسية تؤدي إلى التهاب المريء، مما يسبب صعوبة البلع والألم.
- الإمساك: إذ تؤدي الأنظمة الغذائية غير المتنوعة إلى الإمساك، مما قد يجعل الأطفال يشعرون بالانتفاخ وعدم الرغبة بتناول الطعام.
للمزيد: الفرق بين اضطراب القلق الاجتماعي والتوحد
ونتيجة لهذه المشكلات الهضمية قد تصبح أوقات الطعام مصدرًا للقلق لدى الأطفال المصابين بالتوحد، وعندما يُطلب منهم تجربة طعام فإنهم قد يتصرفون بطريقة انفعالية، مثل: القيام برمي الأواني. [2]
للمزيد: علاج التوحد
التعامل مع مشكلات الأكل عند مرضى التوحد
يتطلب التعامل مع مشكلات الأكل التي وضحناها في إجابة سؤال "لماذا يرفض أطفال التوحد تناول الطعام؟" العثور على أطعمة جديدة تناسب الطفل المصاب للتوحد، وقد يكون الطفل أكثر استعدادًا لتجربة أطعمة مختلفة مع مرور الوقت، وفيما يلي بعض الطرق لتشجيع الطفل على تجربة الأطعمة الجديدة:
مشاركة الوجبات
تؤدي مشاركة تناول الطعام من قبل الأهل مع أطفالهم المصابين بالتوحد إلى تشجيعهم على تناول أطعمة متنوعة، بالإضافة إلى ذلك يفضل تقديم الوجبات الجديدة إلى جانب الوجبات التي يأكلها الطفل المصاب بالتوحد عادةً، حيث يساعد ذلك في منحهم حرية الاختيار لتجربة الأطباق الجديدة. [3]
اقرأ أيضًا: التوحد المكتسب
تقديم أطعمة جديدة بطريقة مشابهة للأطعمة المألوفة
يعاني أطفال التوحد غالبًا من التعلق بالروتين وعدم الرغبة في التغيير، وينطبق ذلك أيضًا على تعلقهم بروتين محدد لتناول الطعام واختيارهم أطباق محددة. يمكن مساعدة الطفل على قبول الأطعمة الجديدة عن طريق تقديم الأطعمة بطريقة مماثلة للأطعمة التي يستمتع بها طفل التوحد عادةً، كأن يكون لها نفس الرائحة، أو اللون، أو الملمس. [3]
يمكن أيضًا تشجيع الطفل المصاب بالتوحد على تجريب طعام جديد من خلال وضع هذا الطعام بالقرب من الطعام الذي يحبه، على سبيل المثال إذا لم يرغب الطفل بأكل البروكلي يمكن تجربة وضع البروكلي بالقرب من القرنبيط، ويمكن أيضًا السماح للطفل بشم البروكلي أو تذوقه ليعتاد عليه. وقد يتطلب الأمر تقديم وجبة جديدة لا يأكلها عادةً عدة مرات قبل أن يجرب أكلها، فالأمر يتطلب الصبر من الأهل وإعطاء الطفل الوقت الكافي ليعتاد على تناول أطعمة مختلفة. [3]
اقرأ أيضًا: أنواع التوحد
الحفاظ على الروتين
يتميز أطفال التوحد بتعلقهم الشديد بالروتين وانزعاجهم الانفعالي عند أي تغيير صغير فيه، لذلك يفضل تقديم الوجبات لطفل التوحد بأوقات منتظمة، إذ إن تقديم الوجبات الرئيسة والخفيفة في أوقات محددة يمكن أن يجعل الطفل يعتاد على تناول الطعام الصحي ويزيد شهية الطفل في أوقات الوجبات. [3]
للمزيد أعراض التوحد البسيط
تغيير طريقة تقديم الطعام
يمكن إجراء تغييرات صغيرة في طريقة تقديم الطعام تنعكس بتشجيع الطفل المصاب بالتوحد على تجربة أطعمة جديدة مع مرور الوقت. يمكن مثلًا وضع الطعام في طبق بلون مختلف، أو وضع وجبة صحية خفيفة في حافظة الطعام المفضلة لدى الطفل. [3]
تقديم أطعمة جديدة بعيدًا عن مائدة الطعام
قد يؤدي تقديم أطعمة جديدة بعيدًا عن المطبخ أو مائدة الطعام إلى تقليل الضغط الذي يشعر به الطفل المصاب بالتوحد عند تجربة أطعمة جديدة، على سبيل المثال يمكن تجربة ما يلي: [3]
- اصطحاب الطفل إلى محل البقالة للبحث عن الأطعمة الجديدة.
- مشاركة الطفل في البحث عن وصفات جديدة وإعداد الطعام.
- مشاهدة صور الأطعمة الجديدة أو مقاطع فيديو لطريقة تحضيرها.
- استكشاف أطعمة جديدة من خلال اللعب.
ومن خلال هذه الأمور يمكن أن يصبح الطفل المصاب بالتوحد أكثر ارتياحًا مع الأطعمة الجديدة، وهذا يشجعه على البدء بتجريبها. [3]
نصيحة الطبي
قد يُعاني الأطفال المصابون بالتوحد من مشكلات جسدية في المعدة والجهاز الهضمي تجعل تناول الطعام مؤلمًا، أو من مشكلات سلوكية تجعلهم يفضلون أطعمة محددة. وفي كل الأحوال يجب على الأهل تحري الأسباب الحقيقية وراء رفض ابنهم المصاب بالتوحد للأطعمة المتنوعة لمحاولة مواجهتها والتعامل معها.