الإفراط في ردة الفعل

كلنا نبالغ في ردود أفعالنا أحياناً من وقت لآخر، ولكنها ليست عادة جيدة، وعليك تنجب اتباعها في حياتك. إذا كنت تجد نفسك تغضب أو تستاء أو تكون دفاعياً بشكل غير متناسب تجاه مواقف وأشياء صغيرة لا تستحق فعلياً ردة الفعل هذه، فعليك السعي إلى محاولة التوقف عن ذلك.

أنواع الإفراط والمبالغة في ردة الفعل

هناك نوعان من الإفراط في ردة الفعل: الخارجية والداخلية.

• ردود الأفعال الخارجية: هي ردود الأفعال المرئية والتي يمكن للآخرين رؤيتها (على سبيل المثال، إظهار الغضب، والقيام بحركات اليدين الدالة على ذلك مثل رفع اليدين أو وضعهما على الرأس أو الوجه أو المشي والابتعاد عن الموقف المسبب للغضب).
• ردود الأفعال الداخلية: هي استجابات عاطفية تبقى في داخلك وقد يدركها أو قد لا يدركها الآخرون. ومن الأمثلة على ردود الأفعال الداخلية هي إعادة التفكير بموقف ما مراراً وتكراراً، والتساؤل المستمر فما إذا كنت قد قلت أو فعلت الشيء الصحيح، أو القيام بتحليل تعليق أو تصرف قام به شخص ما أو صديق أو قريب.

كيف تتوقف عن الإفراط في ردود أفعالك تجاه المواقف المختلفة؟

نذكر هنا مقترحات متعددة تساعدك على التخلص من هذه العادة التي تؤثر على حياتك بشكل سلبي:

• لا تتجاهل أساسيات حياتك: قلة النوم، والبقاء لفترة طويلة دون طعام أو ماء، كما أن حرمان نفسك من الترفيه واللعب يمكن أن يجعل عقلك وجسمك عرضة للاستجابات المبالغ فيها. بالنسبة للكثيرين من الأشخاص، يعد من السهل ترك أولوية الرعاية الذاتية الأساسية الخاصة وذلك من أجل الاهتمام ورعاية اهتمامات الآخرين، لكن هذا الأمر هو الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى ردود الفعل المبالغ فبها، لذا فمن الضروري وضع اهتماماتك أولاً وتقديرها وثم الاهتمام باحتياجات الآخرين.
• اعرف علامات بداية ردود أفعالك: يمكن أن تكون كل من الرقبة المتصلبة، وآلام المعدة، وسرعة نبضات القلب، وتشنج العضلات من العلامات الدالة على أنك في خطر من المبالغة في رد الفعل. في الواقع يساعدك التعرُّف على الإشارات الجسدية على البقاء في المقدمة والتحكم في استجابتك. إن تسمية شعورك ينشط كلا جانبي دماغك مما يسمح لك بالتأمل في موقفك بدلاً من مجرد القيام برد فعل عليه.
• تنفس قبل إبداء أي رد فعل: عندما تشعر بأنك بدأت تشعر بالغضب، خذ نفسًا عميقاً. يبطئ التنفس العميق من رغبتك في القيام برد فعل عنيف ويسمح لك بتهدئة نظامك العصبي واختيار استجابة أكثر عقلانية.
• حدد الأمور التي تحفز من ردود أفعال المبالغ فيها: في معظم الأوقات، يكون لدينا محفزات محددة تسبب لنا رد الفعل المبالغ فيه. التحضير الذاتي هو أفضل طريقة لمنع رد الفعل المبالغ فيه، لذا فكر في الأشياء التي توصلك إلى هذه الاستجابة، وإذا تعرفت على هذه المحفزات، يمكنك أن تتعلم أن تكون أكثر تحكماً في نفسك عندما تنشأ المواقف المرتبطة بها.
• احرص على التفكير بالنتائج: حاول أن تتوقف لحظة وأن تنظر إلى المستقبل، وتتوقع الأمور التي يمكن أن تنتج عند قيامك بردود الفعل المبالغ فيها. ستلاحظ أن أغلب الأمور الناتجة ستكون سلبية، فقد تخسرك ردود أفعالك المبالغ فيها أعز أصدقائك أحياناً، وفي بعض الأحيان قد يصل الأمر إلى ما هو أخطر من ذلك.
• انظر إلى نتائج ردود أفعالك في الماضي: فكر في المواقف التي قمت بإظهار ردة فعل مبالغ فيها في الماضي، وتعلم من أخطائك، من المؤكد أنك ستشعر بالندم على ما قمت به، بل وسوف تتمنى أن يعود الزمن إلى الوراء لمحاولة تجنب ردة فعلك المبالغ فيها.
• تجنب كبت مشاعرك: تنتج ردود الفعل المبالغ فيها أحياناً بسبب كبت المشاعر لفترات طويلة دون التعبير عنها بطريقة سليمة، لذا يتوجب عليك التعبير عن مشاعرك المختلفة بين الحين والآخر بطريقة سليمة لتجنب تراكمها وانفجارها في أوقات ومواقف غير مناسبة.