الباحة الحركية

تقريباً يحتاج كل السلوك البشري من التحدث إلى الإيماء إلى المشي وغيرها من الممارسات اليومية إلى وظيفة الحركة. ولكن حتى الحركات التي قد تبدو بسيطة مثل الوصول إلى كوب من الماء يمكن أن تكون مهمة حركية معقدة؛ فالمخ لا يحتاج فقط إلى معرفة العضلات التي من المفترض أن تنقبض لأداء هذه الحركة المعينة وإلى أي اتجاه ستنقبض لتوجيه اليد إلى كوب الماء، بل يجب عليه أيضاً تقدير القوة اللازمة لالتقاط الكوب.

هناك عوامل أخرى قد يحتاجها المخ لتنفيذ هذه الحركة، مثل كمية الماء الموجودة في الكوب والمادة التي صنع منها، وغير ذلك من العوامل التي قد تؤثر أيضاً على حسابات المخ.

الباحة الحركية

• هي منطقة في قشرة المخ تقع أمام الثلم الرولاندي، وتختص بنشاط العضلات الإرادية.
• تتميز مجهرياً بوجود خلايا هرمية عريضة، وتسمى بالقشرة المخية الحركية أو منطقة برودمان.
• هناك العديد من المناطق التشريحية في المخ تشارك في وظيفة الحركة، وتنقسم إلى: القشرة المخية الحركية الأولية والقشرات الحركية الثانوية.

القشرة المخية الحركية الأولية

• القشرة المخية الحركية الأولية هي إحدى مناطق المخ الرئيسية التي تشارك في وظيفة الحركة، وتقع في الفص الجبهي من المخ. ي
• تمثّل دور القشرة الحركية الأولية في توليد نبضات عصبية تتحكم في تنفيذ الحركة، تعبر الإشارات من القشرة الحركية الأولية خط الوسط لتنشيط العضلات الهيكلية على الجانب الآخر من الجسم، وهذا يعني أن النصف الأيسر من المخ يتحكم في الجانب الأيمن من الجسم، ويسيطر النصف الأيمن من المخ على الجانب الأيسر من الجسم.
• يتم تمثيل كل جزء من الجسم في جزء من القشرة الحركية الأولية، ويتم ترتيب أجزاء الجسم فيها بشكل جسدي؛ أي أن القدم بجوار الساق الذي يقع بجوار الجذع الذي يقع بجوار الذراع واليد.
• تتطلب أجزاء الجسم ذات المحفزات المعقدة للحركة الدقيقة، مثل اليد، مساحة أكبر في القشرة المخية الحركية الأولية، في حين تتطلب أجزاء الجسم ذات الحركات البسيطة نسبياً، مثل الورك، مساحة أقل في القشرة؛ تمثل كمية الخلايا المخية الممثلة لأي جزء معين من الجسم مقدار التحكم الذي تمتلكه القشرة الحركية الأولية على هذا الجزء من الجسم.

على سبيل المثال، هناك حاجة إلى الكثير من المساحة القشرية للسيطرة على حركات اليد والأصابع المعقدة. ولأجزاء الجسم هذه تمثيلٌ أكبر من الجذع أو الساقين في القشرة المخية الحركية الأولية، والتي تكون أنماط عضلاتها بسيطة نسبياً؛ وبالتالي يكون تمثيل اليد والأصابع في مساحة أكبر من مساحة تمثيل الجذع لأن حركات اليد والأصابع أكثر تعقيداً من حركات الجذع.

القشرات الحركية الثانوية

ثمة مناطق أخرى من القشرة المخية تساعد في وظيفة الحركة تسمى "القشرات الحركية الثانوية". وتشمل هذه المناطق القشرة الجدارية الخلفية، والقشرة أَمام الحَرَكِيَّة، ومنطقة القشرة الحَرَكِيَّة الإِضافيَّة.

القشرة الجدارية الخلفية

تشارك القشرة الجدارية الخلفية في تحويل المعلومات البصرية إلى أوامر حركية. على سبيل المثال، تشارك القشرة الجدارية الخلفية في تحديد كيفية توجيه الذراع إلى كوب من الماء على أساس مكان الكوب في الفضاء. ترسل المناطق الجدارية الخلفية هذه المعلومات إلى القشرة المخية الرئيسية ومنطقة القشرة الحَرَكِيَّة الإِضافيَّة.

القشرة أَمام الحَرَكِيَّة

تقع القشرة أَمام الحَرَكِيَّة أمام القشرة الحركية الأولية. وتشارك في التوجيه الحسي للحركة، وتتحكم في العضلات الأقرب وعضلات الجذع في الجسم. في مثال عند توجيه الذراع إلى كوب الماء، تساعد القشرة المخية على توجيه الجسم قبل الوصول إلى كوب الماء.

القشرة الحَرَكِيَّة الإِضافيَّة

• تقع منطقة القشرة الحَرَكِيَّة الإِضافيَّة فوق أو بجانب منطقة القشرة أَمام الحَرَكِيَّة وأمام القشرة الحركية الأساسية. تشارك القشرة الحَرَكِيَّة الإِضافيَّة في التخطيط للحركات المعقدة وفي تنسيق الحركات ثنائية اليد.
• ترسل كل من منطقة القشرة الحَرَكِيَّة الإِضافيَّة والقشرة أَمام الحَرَكِيَّة المعلومات إلى القشرة الحركية الأساسية وكذلك لمناطق الحركة في جذع المخ.
• ترسل الخلايا العصبية في القشرة المخية الحركية المعلومات خلال ألياف من القشرة إلى العمود الفقري. تنحدر هذه الألياف عبر جذع المخ حيث تعبر غالبيتها إلى الجانب الآخر من الجسم.
• بعد العبور، تواصل الألياف النزول من خلال العمود الفقري، وتنتهي عند مستويات العمود الفقري المناسبة، ومنها إلى العضلات المراد تحريكها.