نقص الهيدروكلورية

من المهم فهم أسباب وعوامل الخطر المؤدية إلى نقص الهيدروكلورية لمحاولة تحسين صحة الجهاز الهضمي بشكل خاص، وجودة الحياة بشكل عام، وتشمل الأسباب المحتملة ما يأتي:

التقدم بالعمر

يحدث نقص الهيدروكلورية بشكل شائع مع التقدم بالعمر، خاصة لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، إذ يحدث نتيجة تراجع قدرة المعدة عن إنتاج كميات كافية من حمض الهيدروكلوريك. [3]

نمط الحياة غير الصحي

يُمكن لبعض العادات اليومية أن تضر بصحة المعدة وتقلل من قدرتها على إفراز الحمض، منها التالي: [3][5]

• التوتر المزمن، يُسبب التعرض للتوتر على فترات طويلة انخفاضًا في إنتاج حمض المعدة.
• بعض الأنماط الغذائية، مثل: اتباع نظام غذائي قليل البروتين.
• بعض العادات غير الصحية، حيث يُقلل التدخين والكحول من قدرة المعدة على امتصاص العناصر والفيتامينات المهمة للجسم.

اقرأ أيضًا: أضرار التوتر

نقص بعض العناصر والفيتامينات

يمكن أن يُسبب انخفاض مستويات بعض العناصر الغذائية والفيتامينات في الجسم انخفاضًا في مستويات حمض المعدة، خاصة فيتامينات ب (بالإنجليزية: B Vitamins)، والزنك، والحديد.
يُعد النظام الغذائي غير الصحي وبعض العادات اليومية الخاطئة، مثل: التدخين، وشرب الكحول، والتعرض للتوتر لفترات طويلة من العوامل المسببة لانخفاض مستويات بعض العناصر والفيتامينات في الجسم. [3]

بعض أنواع الأدوية

يُسبب الاستخدام طويل الأمد لأدوية علاج حموضة المعدة انخفاضًا في قدرة الخلايا المُفرزة لحمض الهيدروكلوريك، ومن أمثلتها: مضادات الحموضة، وحاصرات مستقبلات الهيستامين (بالإنجليزية: H2 Blockers)، ومثبطات مضخة البروتون (بالإنجليزية: Proton Pump Inhibitors)، وهي أدوية تُستخدم لعلاج حرقة المعدة، أو الارتجاع المعدي المريئي، أو بعض الحالات الأخرى.

ولا بد من التنويه إلى أنه بالرغم من تأثيرات هذه الأدوية إلا أنه لا يُنصح بالتوقف عن تناولها إلا بعد استشارة الطبيب مع الحرص على اتباع تعليماته. [6]

العدوى

يمكن أن تسبب جرثومة المعدة (البكتيريا الملوية البوابية) نقصًا في مستويات حمض المعدة، خاصة إذا لم تُعالج، حيث إنها ترفع من الرقم الهيدروجيني للمعدة وتجعلها بيئة مناسبة لنموها. 
يُمكن أن تُسهم أيضًا أنواع أخرى من البكتيريا في حدوث نقص الهيدروكلورية، منها: بكتيريا كامبيلوباكتر بيلوري (Campylobacter Pylori). [6][8]

الحالات المرضية

قد تُسبب بعض المشكلات المرضية نقصًا في مستويات حمض الهيدروكلوريك، منها ما يأتي: [2][8]

• التهاب المعدة الضموري (بالإنجليزية: Atrophic Gastritis)، هو مرض ناتج عن التهاب طويل الأمد في المعدة، إذ يُسبب تغيرات في بطانة المعدة المخاطية، منها: تعطل الخلايا المنتجة لحمض المعدة، وهذا يحدث نتيجة لأسباب عديدة، أبرزها: اضطرابات المناعة الذاتية، والعدوى الناجمة عن البكتيريا الملوية البوابية، وشرب الكحول.
• بعض اضطرابات المناعة الذاتية، مثل: التهاب المعدة المناعي الذاتي (بالإنجليزية: Autoimmune Gastritis)، هي حالة يُهاجم فيها الجهاز المناعي الخلايا المسؤولة عن إفراز حمض المعدة، ويُمكن لهذا الاضطراب أن يُسبب مشكلات صحية أخرى، منها: فقر الدم الخبيث (بالإنجليزية: Pernicious Anemia).
• اضطرابات الغدة الدرقية، قد يُسبب كلا من كسل الغدة الدرقية وفرط نشاطها انخفاضًا في مستويات حمض المعدة.

الإجراءات الجراحية

يُمكن أن تؤثر بعض الإجراءات الجراحية على قدرة المعدة على إفراز حمض الهيدروكلوريك، ومنها التالي: [5][8]

• جراحة استئصال جزء من المعدة (بالإنجليزية: Gastric Resection)، كما هو الحال في عمليات الاستئصال الخاصة بسرطان المعدة.
• جراحات علاج السمنة، مثل: عملية تحويل مسار المعدة (بالإنجليزية: Gastric Bypass Surgery).

قد يُسبب انخفاض إنتاج حمض المعدة أعراضًا هضمية وأعراضًا أخرى تتعلق بصحة الجسم العامة، وهي مفصلة كما يأتي:

الأعراض الهضمية

يُسهم حمض المعدة في تعزيز عمل الجهاز الهضمي، وبالتالي فإنَّ نقص مستوياته عن الطبيعي يُسبب ظهور بعض الأعراض الهضمية بعد ساعات قليلة من تناول الطعام، وتشمل ما يأتي: [5]

• الشعور بالجوع حتى بعد تناول الطعام، أو الشعور بالامتلاء لفترات أطول من المعتاد.
• التجشؤ.
• الغثيان.
• فقدان الشهية.
• عسر الهضم، والهضم البطيء.
• الإمساك أو الإسهال.
• رائحة الفم الكريهة.
• حكة حول المستقيم.
• وجود طعام غير مهضوم في البراز.
• الغازات، خاصة بعد تناول الطعام مُباشرة.
• انتفاخ البطن، خاصة بعد تناول البروتين الحيواني.

أعراض متعلقة بالامتصاص

نظرًا إلى أنَّ حمض المعدة يُساعد الجسم على امتصاص العناصر الغذائية فإنَّ نقص مستويات بعض المعادن، مثل: فيتامين ب12، وفيتامين د، والكالسيوم، والمغنيسيوم يُسبب ظهور بعض الأعراض، منها الآتي: [4][6]

• الصداع.
• حب الشباب.
• شحوب الجلد.
• التعب.
• نقص البروتين.
• مشاكل في الذاكرة.
• تساقط الشعر.
• فقر الدم.
• هشاشة الأظافر، وتشققها، وسهولة تكسرها.
• الشعور بالوخز أو التنميل في اليدين والقدمين.

يتم اللجوء إلى عدَّة طرق تشخيصية للكشف عن نقص الهيدروكلورية، وفي البداية يقوم الطبيب بأخذ التاريخ الطبي للمريض وإجراء فحص جسدي له، ولكن لا يتم الاعتماد على الأعراض المرافقة فقط في التشخيص؛ لأنَّها قد تتشابه مع أعراض بعض المشكلات الهضمية الأخرى، مثل: متلازمة القولون العصبي، وعسر الهضم، وخزل المعدة (بالإنجليزية: Gastroparesis). [1][2]

تشمل أبرز طرق التشخيص ما يأتي:

اختبار الرقم الهيدروجيني للمعدة

يُعد أحد الإجراءات الآمنة والشائعة في تشخيص حالات مرضية عديدة بما فيها نقص الهيدروكلورية، ويستغرق عادةً فترة زمنية تتراوح بين 60-90 دقيقة، ويتم التحضير لهذا الاختبار وإجراؤه كما في التالي: [3][12]

1. قد يُوصي الطبيب بإيقاف بعض الأدوية قبل الخضوع للاختبار، خاصةً الأدوية التي تقلل من حمض المعدة.
2. يبلع المريض كبسولة صغيرة تحتوي على جهاز إرسال عالي التردد، والذي يعمل على تتبع الرقم الهيدروجيني للمعدة. قد تكون الكبسولة مربوطة بخيط يُساعد الأخصائيين على التحكم بموقع الكبسولة في المعدة، وبالتالي تتبع الرقم الهيدروجيني بصورة أفضل.
3. يتم تحديد الرقم الهيدروجيني في المعدة خلال فترة الاختبار، والذي قد يُشير إلى ما يأتي:
   • يُشير الرقم الهيدروجيني أقل من 3 إلى مستويات طبيعية لحمض المعدة.
   • يُشير الرقم الهيدروجيني الذي يتراوح بين 3-5 إلى نقص الهيدروكلورية.
   • يُشير الرقم الهيدروجيني الأكبر من 5 إلى اللاكلوريدية (بالإنجليزية: Achlorhydria)، وهي حالة يحدث فيها غياب كامل لحمض الهيدروكلوريك في المعدة.
4. يختار المريض الطريقة التي يُفضلها للتخلص من الكبسولة مع انتهاء مدة الاختبار، إذ يمكن التخلص منها عبر الامعاء وخروجها مع البراز، أو سحب الخيط وخروج الكبسولة من الفم.

اختبار حمض المعدة

يُعد أحد الإجراءات الطبية المُستخدمة لتقييم كمية الحمض الذي تنتجه المعدة، ويتم الفحص بالطريقة التالية: [9]

1. يتم التحضير للفحص بالصيام قبل موعد الفحص وفقًا للمدة التي يُقررها الطبيب، وينبغي استشارة الطبيب حول الأدوية المستخدمة وإمكانية الاستمرار بتناولها أو إيقافها.
2. يتم دخال أنبوب رفيع عبر الأنف مرورًا بالمريء ووصولًا إلى المعدة، ويُمكن استخدام مُخدر موضعي لتخدير منطقة الأنف والحلق لتسهيل مرور الأنبوب.
3. يُعطى المريض مشروب غني بالمغذيات لتحفيز إفراز الحمض.
4. يُترك الأنبوب لمدَّة ساعتين، وبعد انقضاء هذه المدَّة يتم جمع المعلومات حول كمية حمض المعدة المنتجة.

فحوصات لتشخيص نقص الهيدروكلورية تبعًا للمسبب

قد يتم اللجوء إلى بعض أنواع الفحوصات التالية لتحديد الأسباب المرتبطة بنقص الهيدروكلورية: [8]

• فحوصات الدم، مثل:
  • اختبار الأجسام المضادة ضد العامل الداخلي (Anti-intrinsic Factor Antibodies).
  • اختبارات للكشف عن مستويات المواد المرتبطة بحمض المعدة، مثل: هرمون الغاسترين (بالإنجليزية: Gastrin)، وإنزيم الببسينوجين (بالإنجليزية: Pepsinogen).
  • اختبارات الكشف عن مستويات هرمونات الغدة الدرقية.
• اختبار التنفس، يًساعد في الكشف عن حالة فرط النمو البكتيري في الأمعاء (بالإنجليزية: Small Intestinal Bacterial Overgrowth).
• تحليل البراز، يساعد في الكشف عن أنواع البكتيريا المُسببة لنقص الهيدروكلورية.
• الاختبارات التصويرية، قد يتم اللجوء إلى التصوير المقطعي المحوسب للبطن لاستبعاد بعض الحالات المرضية أو التأكد منها.

تتضمن الخيارات العلاجية لحالة نقص الهيدروكلورية ما يأتي:

علاج المُسبب

يقوم الطبيب باللجوء إلى عدد من الطرق العلاجية بناءً على المُسبب الأساسي لنقص الهيدروكلورية، وذلك كالتالي: [1][10][11]

• تعديل الأدوية التي يتناولها المريض، إمَّا بتغيير الأدوية المُسببة لانخفاض حمض المعدة أو إيقافها.
• صرف المضادات الحيوية في حال وجود العدوى البكتيرية، فعلى سبيل المثال يتم علاج البكتيريا الملوية البوابية باستخدام مضادين حيويين أو أكثر، ويتم التأكد من فعالية العلاج بعد 4 أسابيع من انتهاؤه، وفي حال فشل العلاج يتم اللجوء إلى مجموعة أدوية أخرى يُقررها الطبيب.
• علاج الاضطرابات المناعية وفقًا للمسبب، وعادةً ما يصرف الطبيب المضادات الحيوية، وفي بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى تناول مكملات الحديد أو مكملات فيتامين ب12.
• وصف العلاج الهرموني في حالات كسل الغدة الدرقية، أمَّا في حالات فرط نشاط الغدة الدرقية يلجأ الطبيب الأدوية المضادة للغدة الدرقية، أو اليود المشع، أو الجراحة، هذا بناءً على حالة المريض ومدى استجابته للعلاج.

المكملات الغذائية

قد يلجأ الطبيب لصرف بعض المكملات الغذائية التي تزيد من إفراز حمض المعدة وتحسّن من الرقم الهيدروجيني لها، منها التالي: [1][3][4]

• مكملات حمض الهيدروكلوريك مثل: بيتين الهيدروكلوريك (بالإنجليزية: Betaine Hydrochloride).
• المكملات المحتوية على الإنزيمات الهاضمة، مثل: إنزيم البيبسين، وقد يتم دمجه مع مكملات حمض الهيدروكلوريك في بعض الحالات، ويُعد هذا الخيار العلاجي مناسب لدى كبار السن الذين تناقصت كميات الحمض لديهم بشكل طبيعي نتيجة التقدم في العمر.
• مكملات الإنزيمات الهاضمة الطبيعية، مثل: مستخلص الأناناس أو البابايا، إذ إنها تُحفز من إفراز حمض المعدة.
• المكملات الغذائية لتعويض نقص بعض الفيتامينات والعناصر المرتبطة بنقص الهيدروكلورية، مثل: الحديد، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والزنك، ومجموعة فيتامينات ب.

نصائح عامة

يُمكن أن يُساعد اتباع نمط حياة صحي على التخفيف من الأعراض المرتبطة بانخفاض حمض المعدة أو علاجها، وتشمل أهم التغيرات التي يُمكنك اتباعها ما يأتي: [1][3][8]

• التقليل من مستويات التوتر، ومن أهم الطرق الفعالة لتحقيق ذلك:
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • تطبيق تقنيات التنفس العميق.
  • ممارسة تقنيات التأمل.
  • ممارسة اليوغا.
  • تقليل التعرض لمُسببات التوتر.
• اتبع نظام غذائي صحي وتجنب العادات التي تُفاقم حالة نقص الهيدروكلورية، ومن أهم ما يُمكن تطبيقه التالي:
  • تناول كمية كافية من البروتين.
  • تجنب تناول الأطعمة التي يصعب هضمها، مثل: الأطعمة المقلية أو الدهنية.
  • مضغ الطعام جيدًا في الفم، إذ يُساعد على هضمه في المعدة بصورة أسهل.
  • تقسيم الوجبات الكبيرة إلى وجبات صغيرة مُتكررة لتعزيز عمل حمض الهيدروكلوريك والإنزيمات الهاضمة بفعالية أكبر.
• الإقلاع عن التدخين.
• تجنب شرب الكحول.

[1] Jayne Leonard. What is Hypochlorhydria? Retrieved on the 19th of September, 2024.

[2] Jordan Haworth. Low Stomach Acid – Everything You Need to Know. Retrieved on the 19th of September, 2024.

[3] WebMd.com. What Is Hypochlorhydria? Retrieved on the 19th of September, 2024.

[4] Megan Dix. What Is Hypochlorhydria (Low Stomach Acid)? Retrieved on the 19th of September, 2024.

[5] ND Health Facts. Hypochlorhydria (Low Stomach Acid). Retrieved on the 19th of September, 2024.

[6] Juhi Modi. Low Stomach Acid Symptoms. Retrieved on the 19th of September, 2024.

[7] Debbie Lambert. What are the Signs of Hypochlorhydria, or Low Stomach Acid? Retrieved on the 19th of September, 2024.

[8] Kate Kresge. Hypochlorhydria (Low Stomach Acid) Symptoms, Diagnosis, & Treatment. Retrieved on the 19th of September, 2024.

[9] Thefunctionalgutclinic.com. Gastric acid output test. Retrieved on the 19th of September, 2024.

[10] Jenna Fletcher. What to Know about Atrophic Gastritis. Retrieved on the 19th of September, 2024.

[11] WebMD.com. Thyroid Problems. Retrieved on the 19th of September, 2024.

[12] Heidelbergtest.com. Heidelberg Test Q & A. Retrieved on the 19th of September, 2024.