الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma) أو ما تُعرف بالغرَن أو الورم الليفي، هي إحدى السرطانات النادرة التي تصيب الأنسجة الضامة الموجودة لدعم الأعضاء وربطها ببعضها، مثل: العظام، كما تصيب الأنسجة الرخوة الموجودة في الأوعية الدموية، والدهون، والعضلات، وغيرها. ومع اختلاف الأنسجة المتأثرة تنقسم الساركوما إلى نوعين، وهما: ساركوما الانسجة الرخوة، وساركوما العظام.
قد أشارت الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO) أن احتمالية الإصابة بالساركوما لا تتجاوز 1% عند البالغين، والذين عادةً ما يُصابون بساركوما الأنسجة الرخوة، في حين أن نسبة الإصابة بين الأطفال قد تصل إلى 15%، الذين يُشاع إصابتهم بساركوما العظام. [1][2]
اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع
تُصنّف الساركوما من ضمن السرطانات المسببة لنمو الأورام الصلبة، ولها نوعان رئيسان وأكثر من 70 نوعًا فرعيًا، وتختلف الأعراض الناجمة تبعًا لمكان نمو الأورام في كل منها، وفيما يأتي توضيح لنوعيها الرئيسان بالتفصيل: [3]
تتسبّب ساركوما الأنسجة الرخوة بظهور أورام في الأوتار، والعضلات، والأوعية الدموية، والألياف العصبية، والدهون، لذا فهي تضم العديد من الأنواع الفرعية، ومن هذه الأنواع الآتي: [1][3]
تؤثر ساركوما العظام على مختلف العظام الموجودة في الجسم، مثل: عظام اليدين، أو القدمين، أو الحوض، أو أضلاع الصدر، ويعد تشخيصها أسهل نوعًا ما من تشخيص ساركوما الأنسجة الرخوة، إذ إنّ ساركوما العظام عادةً ما تتسبّب بالألم. ويُذكر من أنواعها ما يأتي: [1][4]
تُقسم الساركوما لعدّة مراحل وفق معايير محددة، منها: حجم الورم، ومدى انتشاره، ودرجته التي تُبيّن مقدار التشابه ما بين الخلايا السرطانية والخلايا السليمة عند فحصها تحت المجهر، وتزداد احتمالية انتشار السرطان مستقبلًا مع ازدياد اختلاف الشكل بين الخلايا، وبناءً على ذلك هناك 3 درجات أساسية للسرطان، وهي كالآتي: [6][3]
أمّا عن مراحل الساركوما فهي كالآتي:
تتضمّن مراحل ساركوما الأنسجة الرخوة في الساقين أو تجويف خلف الصفاق، وهو الجزء الخلفي من البطن، الآتي: [6]
تتضمّن مراحل ساركوما العظام الآتي: [6]
لم يتم تحديد السبب الرئيسي للإصابة بالساركوما إلى الآن، ولكن هنالك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بها، ومنها الآتي: [2][5][3]
تختلف أعراض الساركوما حسب نوعها، ومكان نموّ الورم في الجسم، ومدى تطور الحالة أو حجم الورم، وفيما يأتي توضيح لأعراض كل نوع على حدة: تتضمّن أبرز أعراض ساركوما الأنسجة الرخوة ظهور ورم أو كتلة غير مؤلمة في بداية الإصابة بالمرض، يُلاحظ المريض تطورها وتغيّر حجمها خلال عدة أسابيع أو أشهر، وتتميّز بأنها صلبة ولا تتحرك عند لمسها، وتظهر عادةً في الذراع أو القدم، ويمكن ظهورها بمناطق أخرى في الجسم، مثل: الرأس، والرقبة، والبطن. وفي معظم الحالات لا يرافق الكتلة أية أعراض واضحة، إلا مع ازدياد حجمها أو ظهورها في أماكن معينة من الجسم، ولكن في حال تصاحبت مع أعراض فقد يُعاني المريض من الآتي: [3][4] يُعدّ الألم أول الأعراض التي يشعر بها مريض ساركوما العظام، ويظهر في أوقات معينة ويختفي في أوقات أخرى في المراحل المبكّرة من المرض، ولكن مع تفاقم الأمور يُصبح الألم متواصلًا، وغالبًا ما يشتد مع ممارسة الأنشطة البدنية التي ترتكز على العظام المصابة. وقد يتزامن الألم مع الأعراض الآتية: [3][4] تجدر الإشارة إلى وجود تشابه بين الألم الذي يشعر به الطفل نتيجة الإصابة بساركوما العظام والألم المُصاحب لفترات النمو لدى الأطفال أو الألم الناجم عن تعرضهم لإصابة خلال اللعب، وما يُميّز ألم الساركوما عادةً تركّزه في أحد اليدين أو القدمين، وازدياد شدّته خلال فترات الليل. [5]أعراض ساركوما الأنسجة الرخوة
أعراض ساركوما العظام
يُساعد تشخيص الساركوما على تحديد نوعها، وإعداد الخطة العلاجية المناسبة للمريض، وذلك بمعرفة تاريخه المرضي، وتحديد الأعراض التي يشكو منها، ليتم تأكيد أو نفي إصابته بالساركوما بعدها من خلال الفحوصات الآتية: [6][3] تُساعد الطبيب في الكشف عن حالة الأنسجة المُصابة، وفي كثير من الأحيان تكون هذه الفحوصات التصويرية كافية لتأكيد إصابة المريض بالساركوما، وتتم عن طريق واحد أو أكثر ممّا يأتي: تؤخذ الخزعة سواء أكان الورم في العظام أو في الأنسجة الرخوة، إذ تُساعد على تأكيد أو نفي التشخيص بالساركوما، ومعرفة سرعة تطوّر المرض وانتشار السرطان، وذلك بفحص الأنسجة بدقّة تحت المجهر. يُمكن أخذ الخزعة بواسطة إبرة أو بعمل شقّ في الورم لأخذ عينة من الأنسجة المصابة وفحصها، وذلك بإحدى الآليات الآتية:الفحوصات التصويرية
خزعة من الأنسجة المصابة
يتطلّب علاج الساركوما إعداد خطة علاجية مناسبة لكل مريض على حدة، وذلك بالاعتماد على العوامل الآتية: [7][8] وبالاعتماد على المعلومات السابقة يعتمد الطبيب على إحدى الخيارات العلاجية الآتية أو مجموعة منها: تُعدّ الجراحة العلاج الأكثر شيوعًا والخيار الأول الذي عادةً ما يلجأ إليه الأطباء لعلاج الساركوما، وقد تتم إلى جانب العلاج الكيماوي أو العلاج الإشعاعي لتقليل فرص نموّ الخلايا السرطانية مرّة أخرى قدر الإمكان. ويهدف العلاج الجراحي لاستئصال الكتلة أو الأنسجة السرطانية مع جزء من الأنسجة السليمة القريبة منها؛ لإزالة أيّ خلايا سرطانية يُحتمل وجودها حول الكتلة ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ويعتمد العلاج الجراحي على مكان الورم في الجسم، وحجمه، ودرجة السرطان. [8][9] يُعدّ العلاج الكيماوي من الخيارات العلاجية المناسبة في كل من الحالات الآتية: [7][9] يهدف العلاج الإشعاعي إلى التخلّص من الخلايا السرطانية التي لا يُمكن إزالتها جراحيًا وذلك بواسطة حزم إشعاعية ذات طاقة عالية. وللعلاج الإشعاعي عدّة أنواع، منها: [9][8] يهدف العلاج المناعي إلى تنشيط الجهاز المناعي وتحفيزه لمهاجمة الخلايا السرطانية وتثبيط نموّها، لذا فقد يُستخدم لعلاج الساركوما الموجودة في العظام أو الموجودة في الأنسجة الرخوة، ويعتمد العلاج المناعي على استعمال أدوية معينة، مثل: أولاراتوماب (بالإنجليزية: Olaratumab)، ودينوسوماب (بالإنجليزية: Denosumab). [8] يُحسّن العلاج أو الرعاية التلطيفية (بالإنجليزية: Palliative care) من جودة حياة المريض عمومًا، وذلك بالتزامن مع خضوعه للعلاجات والأدوية السابقة، ورغم أنّ هذا العلاج عادةً ما يكون للحالات الخطيرة أو المراحل الأخيرة من المرض، إلا إنّه يمكن أن يُقدّم كذلك للحالات البسيطة والمتوسطة، وهو يهدف لتقديم المساعدة في كل ممّا يأتي: [9][10] اقرأ أيضًا: العلاج التلطيفي.. ضرورة أم رفاهية؟
العلاج الجراحي
العلاج الكيماوي
العلاج الإشعاعي
العلاج المناعي
العلاج التلطيفي
تستجيب معظم أنواع الساركوما للعلاج بشكل ممتاز في معظم الحالات، وتكون الاستجابة ممتازة كذلك في حال التشخيص المبكّر للمرض، وفي حال عدم انتشار الخلايا السرطانية لعدّة أماكن في الجسم، ورغم ذلك فإنّ لكل حالة خصوصيتها وتفاصيلها التي تتحكّم في تطوّر المرض واستجابته للعلاج. وعمومًا فإنّ مُعدّل نجاة مرضى ساركوما الأنسجة الرخوة يصل إلى 83% للحالات التي لم ينتشر فيها المرض، ومُعدّل نجاة مرضى ساركوما العظام يتراوح ما بين 76-91% إن لم تنتشر الخلايا السرطانية لأماكن أُخرى في الجسم. [4][7]
[1] Markus MacGill. What You Should Know About Sarcoma. Retrieved on the 15th of September, 2024. [2] Hopkinsmedicine.org. Sarcoma. Retrieved on the 15th of September, 2024. [3] Rachel Macpherson. What is Sarcoma? Retrieved on the 15th of September, 2024. [4] Ohsu.edu. Understanding Sarcoma. Retrieved on the 15th of September, 2024. [5] Matt McMillen. Sarcoma. Retrieved on the 15th of September, 2024. [6] Pennmedicine.org. Sarcoma Diagnosis. Retrieved on the 15th of September, 2024. [7] Cancer.ie. How is Sarcoma Treated? Retrieved on the 15th of September, 2024. [8] Fredhutch.org. Treatment for Sarcoma. Retrieved on the 15th of September, 2024. [9] Sarcoma.org.uk. Treatment Types. Retrieved on the 15th of September, 2024. [10] Sarcoma.org.uk. Understanding Palliative Care. Retrieved on the 15th of September, 2024.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.