مع ظهور وباء كورونا، تحول الكثير من الأشخاص من العمل في مواقع عملهم إلى العمل من منازلهم، والذي عرف بالعمل عن بعد، والذي يعتبر نقلة نوعية في جميع أنحاء العالم.
ومعظم الآباء والأمهات الذين أصبحوا يعملون عن بعد لديهم أطفال، وقد شاهدوا آبائهم يعملون من المنزل مما أثار فضولهم والتساؤل حول كيفية هذا العمل الذي يتم عن بعد.
يقول كيمبرلي أ.س. هوارد، أستاذ مساعد في علم النفس الإرشادي والتنمية البشرية التطبيقية بجامعة بوسطن أن الأطفال في سن الرابعة، يمكن أن يبدأو بتكوين أفكار حول المهن المختلفة، وفي حال كان العمل في المنزل، فقد يكون العمل أكثر وضوحاً بالنسبة للأطفال، ويمكن للآباء ومقدمي الرعاية البالغين إجراء محادثات حقيقية حول عملهم، مما قد يمكن الأطفال من تطبيق أفكار عمل ذويهم على وظائف أخرى.
وأضاف هوارد أن الأطفال في سن صغيرة يركزون على الفعل الجسدي، مثلاً لمس لوحة المفاتيح، لكن لا يدركون ما الذي يقدمه الآباء، إذ لم يبدأو بفهم ما تمثله هذه الخطوات الملموسة.
لكن مع الوقت يبدأ الطفل بإدراك وفهم ما يدور حوله.
قبل جائحة كورونا كان الأطفال يرون ذويهم يخرجون إلى العمل من المنزل دون فهم آلية هذا العمل، لكن مع الجائحة وبدء العمل من المنزل أدرك الأطفال أن ذويهم جزء من سلسلة تتكون من عدة أشخاص يؤدي كل شخص فيها مهمة معينة.
لكن يجب القول أن بعض الأطفال قد خاب أملهم عن خيالهم وتصوراتهم تجاه وظائف آبائهم، فمثلاً أحد الأطفال ممن يعمل والده في وكالة فضاء كان يخيل إليه ان والده رائد فضاء، لكن عند بدء والده بالعمل عن بعد كانت خيبة أمل له.
ويقول أحد الأطفال البالع 16 من العمر، أنه كان معجب بوظيفة والده كمنتج فيديو للشركة، لكنه يعترف بأن الأمر لم يكن رائعاً مؤخراً، في السابق، كان والده يسافر حول العالم ويصنع مقاطع فيديو، لكنه الآن في مكتب غرفة المعيشة، وتشاركه أخته الرأي بقولها أن وظيفة والدها تبدو أقل بريقاً مؤخراً لأنه لا يذهب إلى أي مكان، وكان يرتدي ملابس أنيقة عند الذهاب للمكتب، لكنه الآن يرتدي بنطالاً رياضياً، وحذاء منزلي.