يفترض بشكل عام أن الانتحار أكثر شيوعًا بين الأطفال البيض في الولايات المتحدة من أقرانهم السود، لكن وكما تظهر الأبحاث الجديدة ليس هذا هو الحال لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 سنة.
وجد الباحثون أن الأطفال السود في تلك الفئة العمرية أكثر عرضة بمرتين لإنهاء حياتهم من الأطفال البيض.
وفقا للباحثين بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، فإن الحالة تكون معكوسة؛ حيث أن المراهقون السود الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة هم أقل عرضة بالنصف للوفاة انتحارًا، على غرار الأطفال البيض الذين بنفس الفئة العمرية.
قال المؤلف الرئيسي للدراسة أن: "نتائجنا تقدم دليلًا إضافيًا على وجود تفاوت عرقي كبير في العمر فيما يتعلق بمعدلات الانتحار في مرحلة الطفولة، ودحض الاعتقاد القديم بأن معدلات الانتحار أعلى بشكل موحد لدى الأطفال البيض بالمقارنة مع الأطفال السود في الولايات المتحدة".
لم يتغير الفارق العرقي المرتبط بالعمر في معدلات الانتحار خلال فترة الدراسة التي دامت 15 عامًا، مما يشير إلى أن السبب خلف ذلك لن يكون الركود العظيم.
حلل الباحثون بيانات من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها لتحديد حالات الانتحار بين الشباب من عام 2001 إلى عام 2015.
أظهرت النتائج أنه من بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا قام حوالي 1660 طفلًا أسودًا بإنهاء حياتهم، مقابل 13300 طفلًا أبيض. بشكل عام، كان معدل الانتحار أقل بحوالي 42% بين الأطفال السود، لكن النتائج أصبحت أكثر دقة عندما بحث فريق الدراسة بمجموعات عمرية محددة.
البحوث الموجودة لا تصف بشكل كاف مدى التفاوتات العرقية المرتبطة بالعمر في انتحار الشباب، وفهم هذه الاختلافات ضروري لخلق جهود مستهدفة للوقاية.
لا يمكن للدراسة تحديد سبب وجود هذه الاختلافات العمرية الظاهرة. ويجب أن تنظر الدراسات المستقبلية إلى ما إذا كانت عوامل الخطر والحماية المرتبطة بالانتحار بين البيض في سن المراهقة لها ارتباط بالانتحار لدى الشباب السود. كما أنه من المهم أيضًا معرفة كيف تتغير هذه العوامل خلال مرحلة الطفولة والمراهقة.