تعهد قادة العالم بتسريع العمل على الفحوصات والأدوية واللقاحات المضادة لفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) ولكن الولايات المتحدة الامريكية لم تشارك في مبادرة منظمة الصحة العالمية.
كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا من بين الذين انضموا للمؤتمر الذي يبث عن بعد والذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه تعاون تاريخي لمكافحة وباء كوفيد-19، وكان الهدف من هذا المؤتمر تسريع تطوير الأدوية والفحوصات واللقاحات الآمنة والفعالة لمنع وتشخيص عدوى فيروس كورونا الجديد وضمان وصول هذه اللقاحات والعلاجات للفقراء والأغنياء.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس في افتتاح الاجتماع " إننا نواجه تهديداً مشتركاً لا يمكن هزيمته إلا باتباع نهج مشترك، وقد أظهرت لنا التجربة أنه حتى عندما تكون الأدوات متوفرة فإنها لا تكون متوفرة للجميع بشكل متساوي، ولا يمكننا السماح بهذا".
خلال جائحة إنفلونزا الخنازير N1H1 في عام 2009 كان هناك انتقاد بأن توزيع اللقاحات لم يكن منصفاً حيث كانت الدول الثرية قادرة على شراء عدد أكبر من اللقاحات، وقد قال بيتر ساندرز رئيس الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا " يجب أن نتأكد من أن الأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج يحصلون عليه، ويجب أن نتعلم دروساً من الإيدز فقد مات الملايين قبل أن تصبح أدوية فيروس الإيدز متوفرة على نطاق واسع". اقرأ أيضاً: نجاح لقاح فيروس كورونا الجديد يعتمد على إيصاله للناس
وقالت مديرة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الهدف من المبادرة التي انطلقت في 4 مايو سيكون جمع 8.10 مليار دولار لتعزيز العمل على الوقاية والتشخيص والعلاج لعدوى فيروس كوفيد-19، وهذه الخطوة تعد خطوة أولى فقط، ولكن ستكون هناك حاجة إلى المزيد من الخطوات في المستقبل.
انضم إلى المؤتمر المرئي قادة من دول آسيا والشرق الأوسط والأمريكتين، لكن العديد من الدول الكبرى لم تشارك بما في ذلك الصين والهند وروسيا، وقد قال المتحدث باسم البعثة الأمريكية لوكالة رويترز للأنباء في وقت سابق بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تشارك، وقد أشار في بريد إلكتروني سابق إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تشارك في المؤتمر إلا أنه لا يوجد شك في تصميمها على قيادة المسائل الصحية العالمية بما في ذلك أزمة جائحة كوفيد-19 الحالية.
وقد انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منظمة الصحة العالمية واعتبرها بطيئة في الرد على تفشي وباء كورونا الجديد، وأن تركيزها تمحور حول الصين وأعلن تعليق التمويل الخاص بمنظمة الصحة العالمية، إلا أن تيدروس دافع بثبات عن منظمة الصحة العالمية وعن التزامها في مكافحة الوباء وإجراء تقييم ما بعد الوباء كما تفعل في جميع الأزمات.
وأعرب ماكرون وميركل ورامافوسا ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن دعمهم القوي لمنظمة الصحة العالمية، وحث ماكرون جميع دول مجموعة السبعة ومجموعة العشرين على دعم المبادرة التي ستطلقها منظمة الصحة العالمية، وأضاف " آمل أن نوفق في جمع أمريكا والصين في هذه المبادرة المشتركة، لأن محاربة عدوى فيروس كوفيد-19 تصب في مصلحة البشرية كاملةً ولا يجب أن يكون هناك انقسام من أجل كسب المعركة".
وقالت ميركل" تتعلق المبادرة بالصالح العام للعالم لإنتاج وتوزيع اللقاح في جميع أنحاء العالم" وحذر رامفوسا رئيس الاتحاد الأفريقي بأن معايير الرعاية الصحية في القارة الأفريقية سيئة بشكل عام، وأن أفريقيا معرضة للضرر نتيجة لجائحة كوفيد-19 وأنها بحاجة للدعم.
وقد قالت ميليندا غيتس الرئيس المشارك لمؤسسة جيتس ثاني أكبر جهة مانحة لمنظمة الصحة العالمية " مع توفر الفحوصات والعلاجات واللقاحات الجديدة سنتحمل مسؤولية توزيعها بشكل منصف، مع الفهم بأن جميع الأرواح متساوية في قيمتها".
وقال الدكتور سيث بيركلي الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI) المشترك بين القطاعين العام والخاص والذي يقود حملات التحصين في البلدان الفقيرة بأنه يجري تطوير أكثر من 100 لقاح محتمل لفيروس كوفيد-19، وقد بدأت التجارب السريرية على 6 لقاحات حتى الآن.