حمى الوادي المتصدع هو مرض ينتشر من خلال لدغات بعض أنواع البعوض التي تلدغ الحيوانات في الأساس، ولكن قد تلدغ الإنسان أيضاً. ينتقل المرض إلى الإنسان عن طريق الإتصال المباشر أو غير المباشر مع دم أو أعضاء الحيوانات. يزيد خطر الإصابة بهذا المرض لدى الرعاة، والمزارعين، والعاملين في المسالخ، والأطباء البيطريين.
خلال شهر أكتوبر من هذا العام، أبلغت الجهات المسؤولة في السودان منظمة الصحة العالمية أن هناك اشتباه بإصابة 47 حالة بمرض حمى الوادي المتصدِّع (بالإنجليزية: Rift Valley Fever) من بينهم وفاتان من منطقة أربعات في قرية توشان من ولاية البحر الأحمر شمال شرقي البلاد.
تم تشخيص أول حالة مشتبه بها في (19|9|2019)، ومنذ ذلك الحين وحتى (11\11\2019) تم الاشتباه بإصابة 293 حالة بمرض حمى الوادي المتصدع في مناطق مختلفة من السودان، مثل ولاية البحر الأحمر (120 حالة)، وولاية نهر النيل (168 حالة)، وولاية كسلا (2 حالة)، وولاية النيل الأبيض (حالة واحدة)، وولاية الخرطوم ( حالة واحدة)، وولاية القضارف (حالة واحدة).
غالبية الحالات كانت في الأعمار ما بين 15-45 سنة من الذكور، وكانت نسبة 37.5% من الحالات المصابة من المزارعين.
وقد سُجلت حالات للإصابة بمرض حمى الوادي المتصدع بين الحيوانات أيضاً من الماعز والأغنام في نفس الولايات.
تشمل الأعراض التي عانت منها الحالات المشتبه بها ارتفاع درجة حرارة الجسم، والصداع، وآلام المفاصل، والقيء. ولم تعاني أي من هذه الحالات من النزيف.
قامت وزارة الصحة الحكومية في السودان بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بتفعيل لجان مختصة بمرض حمى الوادي المتصدع، وتم طباعة ونشر الإرشادات العامة حول التعامل مع المرض، وتمت المراقبة والإحصاء اليومي للحالات التي تصاب بالمرض، وتم التأكد من سلامة العديد من الأُسر من خلال عمليات تفتيش متنوعة في كل من ولاية البحر الأحمر وولاية نهر النيل.
بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء مركزين صحيين ومستوصف للتعامل مع الحالات المصابة في بعض القرى المتضررة في ولاية البحر الأحمر.
وقامت إدارة الأوبئة البيطرية التابعة لوزارة الموارد الحيوانية بمكافحة البعوض الذي قد ينقل المرض في 4 أماكن للحيوانات في القرى المتأثرة في ولاية البحر الأحمر وولاية نهر النيل.
ويعتبر مرض حمى الوادي المتصدع من الأوبئة المتوطنة في السودان، حيث تم انتشار هذا المرض في السودان ثلاثة مرات قبل ذلك؛ في سنة 1973، وسنة 1976، وسنة 2008. ويفترض أن المرض قد عاد للانتشار الآن بسبب الفيضانات التي اجتاحت البلاد في شهر أغسطس من العام الحالي، بعد هطول أمطار غزيرة في تلك الفترة.
يساعد تنقل الحيوانات بشكل غير مسيطر عليه في البلاد على تفشي المرض بشكل أكبر، ويسبب انتشار المرض بين الحيوانات خسائر اقتصادية كبيرة بسبب القيود التي تفرض تجارة الماشية وارتفاع معدل الوفيات والإجهاض بين الحيوانات المصابة.
تشمل بعض النصائح التي يمكن اتباعها للوقاية من الإصابة بمرض حُمى الوادي المتصدع ما يلي:
- العمل علىى ذبح الحيوانات بطرق سليمة وآمنة.
- المحافظة على نظافة اليدين وارتداء القفازات وغيرها من المعدات عند التعامل مع الحيوانات المريضة أو أنسجتها أو عند ذبح الحيوانات.
- الطهي الجيد لجميع المنتجات الحيوانية قبل تناولها والحد من استهلاك الحليب الخام، أو الغير مبستر، أو الأنسجة الحيوانية في المناطق الموبوءة.
- الحد من مخاطر لدغات البعوض من خلال رش المبيدات الحشرية، واستخدام مبيدات اليرقات للحد من مواقع تكاثر البعوض، واستخدام الناموسيات وطاردات البعوض المحتوية على المبيدات الحشرية، ولبس الملابس ذات الألوان الفاتحة والأكمام الطويلة.
- الحد أو التقييد من حركة الماشية لمنع انتشار الفيروس من المناطق المصابة إلى المناطق غير المصابة.
- التطعيم الروتيني للحيوانات لمنع تفشي حمى الوادي المتصدِّع. لا ينصح بحملات التطعيم أثناء تفشي المرض لأنها قد تكثف انتقال العدوى بين القطيع.
- المراقبة الدورية لصحة الحيوان أمر أساسي لتوفير الوقاية المبكرة للإنسان، لأن إصابات الحيوانات تتم قبل إصابات الإنسان.
اقرأ أيضاً: بدء التطعيم ضد وباء الكوليرا في السودان