لا يحدث ضعف الانتصاب لأسباب جسدية فقط، بل أحيانًا قد يكون للعامل النفسي دورٌ في ذلك، إذ يحدث ضعف الانتصاب النفسي (بالإنجليزية: Psychological erectile dysfunction) عند فقدان القدرة على الوصول للانتصاب أو الحفاظ عليه نتيجة أسبابٍ كالتوتر، الاكتئاب والخلافات مع الزوجة، ويشكّل حوالي 40% من حالات ضعف الانتصاب. [1]

كيف يُمكن علاج ضعف الانتصاب النفسي؟ وهل يُمكن استخدام الأدوية لعلاجها؟ اقرأ هذا المقال لتعرف الإجابة.

طرق علاج ضعف الانتصاب النفسي

لا تكون الأدوية الخيار الأول لعلاج ضعف الانتصاب النفسي، بل يُركز الطبيب في مثل هذه الحالات على علاج السبب الأساسي لضعف الانتصاب، وذلك من خلال الجلسات العلاجية النفسية، وحل الخلافات بين الشريكين، إجراء تغييرات في نمط الحياة، لكن عند الحاجة قد تُستخدم بعض الأدوية. [2] 

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من أكثر طرق علاج ضعف الانتصاب النفسي فعالية، خاصةً إذا كان مرتبطًا بقلق الأداء الجنسي، أو انخفاض الثقة بالنفس، أو فقدان الرغبة الجنسية. [3]

يعتمد هذا العلاج على فهم العلاقة التي تربط بين الأفكار والمشاعر والأحاسيس الجسدية، حيث يُحدد الأخصائي الأفكار والمشاعر السلبية التي تُسبب ضعف الانتصاب، ويُساعد المريض على تغييرها وتبنّي نظرة أكثر إيجابية وواقعية تجاه العلاقة الجنسية عامةً، بدلًا من التركيز الزائد على مسألة الانتصاب، مما قد يخفف من القلق، ويحسّن الأداء الجنسي بشكل ملحوظ. [3]

ويُمكن حجز جلسات العلاج السلوكي المعرفي عن بعد، كخيارٍ للرجال الذين يفضلون الخصوصية، ويشعرون بالحرج الشديد من التحدث عن هذه الحالة وجهًا لوجه. [3]

الاستشارة الزوجية (Couples counseling)

تقوم العلاقة الجنسية الصحية على الثقة والراحة المتبادلة، لكن أحيانًا قد تضعف الرابطة العاطفية بين الزوجين بسبب قلة التواصل، أو الخلافات أو ضغوط الحياة اليومية، مما قد يُفاقم ضعف الانتصاب. [3]

ويُركز العلاج الزوجي على إعادة بناء هذه الروابط، من خلال تحسين التواصل العاطفي والجسدي، وتعزيز فهم الزوجين لاحتياجات بعضهما البعض، فمن فوائده: [4]

  • خلق مساحة آمنة لمناقشة جميع المخاوف والضغوط المتعلقة بالعلاقة الجنسية.
  • تشجيع الزوجين على العمل معًا لإيجاد طرق تخفف التوتر المرتبط بالعلاقة الجنسية.
  • حل المشكلات والخلافات التي تؤثر على العلاقة.
  • تعزيز الثقة وبناء علاقة أكثر استقرارًا.

العلاج الجنسي (Sex Therapy)

يُركّز هذا العلاج على تحسين تجربة العلاقة الجنسية بشكل مباشر، ويُعد العلاج الجنسي حلًا فعّالًا في حالات ضعف الانتصاب المرتبط بالتوتر أو ضعف التواصل الجنسي بين الزوجين. [3]

عادةً يحتاج الزوجين إلى نحو 20 جلسة مدة كل منها ساعة واحدة تقريبًا، وتتضمن عادةً: [3]

  • نقاش مفتوح حول العلاقة الجنسية: 

يبدأ العلاج بالحديث عن أفكار ومشاعر الطرفين تجاه العلاقة الجنسية، والمشكلات المرتبطة لها، مما يتيح للمعالج تقديم إرشادات مناسبة ومُخصصة.

  • تمارين موجهة: 

يوصي المعالج بتمارين وتقنيات خاصة تُحسّن الأداء الجنسي للزوجين، فمثلًا قد يُوصي بتقنيات الاسترخاء.

  • تعزيز التواصل الجنسي: 

يركز الأخصائي على تحسين مهارات التواصل بين الزوجين؛ ليناقش كل منهما احتياجاته وتوقعاته الجنسية بكل صراحة، مما يُخفف التوتر ويُعزز الشعور بالراحة أثناء العلاقة الزوجية.

تقنيات الاسترخاء

بما أن التوتر والقلق والاكتئاب من العوامل النفسية الشائعة لضعف الانتصاب، فمن المهم أن يتعلم الرجل كيف يسترخي ويتعامل مع هذه الضغوط، مما يُحسّن من صحته النفسية والجنسية. [1]

ومن تقنيات الاسترخاء للتخفيف من التوتر: [1]

  • تمارين التنفس العميق:

فهي تُهدئ الجسم وتزيد الشعور بالاسترخاء:

    • اجلس في مكان هادئ ومريح.
    • ضع إحدى يديك على صدرك والأخرى على بطنك؛ لتتأكد أنك تتنفس من بعمقٍ؛ حيث يجب أن يتحرك بطنك لا صدرك.
    • خذ نفسًا عميقًا وبطيئًا من خلال الأنف لمدة 4-5  ثوانٍ، ويجب أن تشعر بأن بطنك يتمدد مع الهواء الداخل.
    • احبس النفس لمدة 2- 3 ثوانٍ.
    • أخرج الهواء ببطء من خلال الفم أو الأنف لمدة 6- 7 ثوانٍ، وركز على تفريغ البطن بالكامل من الهواء.
    • كرر الخطوات السابقة لمدة 5- 10 دقائق.
  • التأمل (Mindfulness):

يُساعد على تصفية الذهن والتخلص من الأفكار السلبية التي تُزيد التوتر، خاصةً أنّ الشخص يُركز على حاضره بدلًا من التفكير الزائد بالمستقبل أو الماضي، مما يخفف الضغط النفسي، وتتضمن خطواته:

    • اختر مكانًا هادئًا بعيدًا عن الإزعاج.
    • اجلس بوضعية مريحة، لكن حافظ على استقامة ظهرك وأرخ كتفيك.
    • أغلق عينيك.
    • ركّز على عملية التنفس الطبيعية؛ لاحظ يدخل الهواء ويخرج أثناء تنفسك.
    • ركّز على إحساسك بجسمك، الأصوات المحيطة أو حتى ضربات قلبك.
    • خذ نفسًا عميقًا، وافتح عينيك ببطء.
    • امنح نفسك لحظات للاستمتاع بالهدوء قبل متابعة يومك.
  • التمارين الرياضية: 

ممارسة الرياضة الخفيفة يوميًا- مثل المشي لمدة 30 دقيقة- تُخفّف من التوتر والضغط النفسي، وتُعزز الدورة الدموية، مما يحسن الصحة بشكلٍ عام.

  • تمارين استرخاء العضلات:

ويُمكن تطبيقها بشد العضلات وإرخائها بشكلٍ تدريجي وعلى مجموعات، مما يُشعر الجسم بالراحة والهدوء.

  • تخصيص وقت للراحة والترفيه:

إن تخصيص وقت لممارسة الأنشطة الترفيهية، والنوم جيدًا، وبناء روابط اجتماعية قوية يحسن الصحة النفسية ويُقلل القلق.

ماذا يفعل السمك في جسم الرجل؟ وهل تختلف فوائد السمك بين النساء والرجال؟

تغيير نمط الحياة

صحيحٌ أنّه يُجب استشارة أخصائي نفسي عند الإصابة بضعف الانتصاب النفسي، إلا أنه تُوجد بسيطة يُمكن تطبيقها في المنزل لتخفيف الأعراض، ومنها: [1][5]

  • النوم الجيد:

فهذا مهم لتعافي الجسد والعقل والشعور بالراحة، مما يُساعد على دعم الوظائف الجنسية الطبيعية، لذلك يجب تغيير العادات السلبية التي تُقلل جودة النوم، مثل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم أو شرب القهوة بكمياتٍ كبيرة ليلًا.

  • التحدث مع الزوجة:

ويجب أن يكون الرجل صريحًا حول التحديات التي يُواجهها بسبب ضعف الانتصاب، فهذا مهم لتحديد أسباب المشكلة وتقليل الضغط النفسي، وهذا ربما يُشجع الطرفان على العمل معًا لإيجاد حلول تُخفف التوتر أثناء العلاقة الزوجية.

  • اتباع نظام غذائي صحي:

إن تناول وجبات صحية متوازنة غنيّة بالخضروات والفواكه والبروتينات يُحسّن من الصحة الجسدية والنفسية، وفي المقابل يُفضل تجنب الأطعمة المصنعة والغنية بالدهون قدر الإمكان.

  • الإقلاع عن التدخين والكحول:

يُؤثر التدخين وشرب الكحول على الصحة الجسدية والنفسية، كما يُضعفان تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، مما يزيد ضعف الانتصاب سوءًا.

الأدوية

أحيانًا يكون العلاج الدوائي ضروريًا لتحسين ضعف الانتصاب، ومنها: [6]

  • أدوية الانتصاب:

مثل دواء سيلدينافيل (الفياجرا) أو غيره، والتي تُعد الخيار الأول إن كان ضعف الانتصاب مرتبطًا بأسباب جسدية، مثل ارتفاع ضغط الدم أو ضعف تدفق الدم؛ فهي تحسّن تدفق الدم إلى القضيب.

  • الأدوية النفسية:

قد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب أو أدوية للقلق، لتحسين الحالة النفسية، مما ينعكس إيجابًا على العلاقة الزوجية.

طرق أخرى

إلى جانب الطرق السابقة، يُمكن أن يقترح الطبيب علاج ضعف الانتصاب النفسي بـ: [7]

  • الحقن.
  • تحاميل القضيب.
  • بدائل التستوسترون.
  • مضخة القضيب.
  • الجراحة لزراعة القضيب، أو جراحة الأوعية الدموية.

نصيحة من الطبي

ضعف الانتصاب النفسي حالةٌ حساسة تشكل مصدر حرج للكثيرين، لكن يُمكن علاج ضعف الانتصاب النفسي بتلقي جلسات العلاج السلوكي المعرفي، أو الاستشارة الزوجية، أو العلاج الجنسي، كما يُمكنك اتخاذ خطواتٍ بسيطة في المنزل، مثل ممارسة تمارين الاسترخاء أو النوم الجيد.

ويُمكنك الآن حجز جلسة علاج نفسي عن بعد (أونلاين) عبر موقع الطبي؛ ليُساعدك الطبيب على تحديد سبب المشكلة، ويضع لك خطة علاجية تُحسّن صحتك النفسية وأدائك الجنسي، لتستعيد الثقة والراحة في حياتك الحميمة.

اقرا ايضاً :

خصوبة الرجال وسن اليأس الذكوري