الوسواس القهري (بالإنجليزية: Obsessive Compulsive Disorder) هو مرض من الأمراض النفسية وأمراض القلق والتوتر، يصيب الذكور والإناث بنفس النسبة وعادة ما تبدأ أعراض الإصابة به في أواخر سن المراهقة، إلا أن هناك إمكانية لإصابة كبار السن والأطفال به أيضاً.

والوسواس القهري هو مرض تندرج تحته العديد من الأفكار والهواجس التي قد لا تكون مقبولة في بعض الحالات، بحيث تدفع المريض إلى القيام بأفعال متكررة وغير منطقية، أو قد تفرض عليه تجنب أمور معينة. وقد سمي الوسواس القهري بهذا الإسم، نظراً لكون هذه الوساوس أو الأفعال التي يقوم بها المريض، خارجة عن إرادته ولا يمكنه التخلص منها. وتبقى جميع الأفعال والأفكار ضمن الوضع الطبيعي، ما دامت لا تؤثر سلباً على حياة الشخص ولا تأخذ حيزا كبيراً من وقته وتفكيره، ولكن قد تصل هذه الأفكار والأفعال في مراحل متقدمة إلى درجة تعيق مجرى الحياة اليومية والاجتماعية عند من يعاني منها، مما يولد عنده الشعور الدائم بالقلق والتوتر، والذي قد يصل في حالات شديدة جداً إلى الإصابة بالاكتئاب أو الانتحار.

الوسواس القهري عند الأطفال

يختلف كل طفل عن غيره في طبيعة إدراكه لمرض الوسواس القهري والتعبير عن قلقه وتوتره، إذ يجد الطفل صعوبة بالغة في شرح وتفسير الهواجس والأفكار التي تدور في داخله، بالإضافة إلى أنه لا يستطيع التمييز بين السلوك العقلاني الطبيعي وغيره من السلوكيات. وفي بعض الأحيان يلجأ الطفل لإخفاء هذه السلوكيات والحركات المتكررة عن أهله؛ لشعوره بالحرج منها، مما يصعب من تشخيصه وعلاجه. ولذلك ينصح الأطباء وعلماء النفس الأهل، وخاصةً العائلات التي يوجد لديها تاريخ مرضي للإصابة بهذا المرض، بالحرص على مراقبة الطفل ومتابعته بشكل دائم؛ لتقييم حركاته وتفاعله مع الآخرين، وملاحظة أي سلوكيات غريبة تشير إلى إصابته بالوسواس القهري.

ما هو سبب حدوث الوسواس القهري عند الأطفال؟

لا يزال السبب الرئيسي لإصابة الأطفال بمرض الوسواس القهري غير معروف إلى وقتنا الحالي، ولكن العامل الجيني قد يلعب دوراً مهماً في مثل هذه الحالة، حيث يلاحظ في معظم الحالات انتشار الإصابة بهذا المرض بين الأشخاص ضمن العائلة الواحدة. وعلى الرغم من ذلك فإنه قد يصيب أطفالاً لا توجد في عائلاتهم تاريخاً مرضياً من الوسواس القهري.

ويقترح بعض الباحثين أن يكون الوسواس القهري عبارة عن مشكلة دماغية؛ حيث أن الأطفال الذين يعانون من الوسواس القهري يكون لديهم نقص في مركب السيروتونين في الدماغ.

كما أن إصابة الطفل بعدوى بكتيرية من نوع المكورات العقدية (بالإنجليزية: Streptococcus) قد تحفز حدوث الوسواس القهري أو قد تزيده سوءاً إن كان موجوداً أصلاً.

ما هو السن الممكن حدوث الوسواس القهري فيه عند الأطفال؟

غالباً ما تبدأ أعراض الوسواس القهري عند الأطفال بشكل تدريجي، حيث قد تستمر هذه الأعراض بالظهور على مدى عدة أسابيع أو شهور، وقد يبدأ ظهور هذه الأعراض في أي وقت ما بين سن ارتياد الطفل دور الحضانة وحتى سن البلوغ. وعلى الرغم من أن الوسواس القهري عند الأطفال قد يحصل في أي عمر إلا أن هناك فترتين غالباً ما تظهر أعراض المرض خلالهما وهما:

  • بين عمر ٨ إلى ١٢ سنة.
  • بين أواخر سنوات المراهقة إلى بدايات البلوغ.

هناك أنواع نادرة وفرعية من الوسواس القهري تكون ناتجة عن الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، ينشأ عنها رد فعل مناعي يهاجم الدماغ بدلاً من مهاجمة العدوى نفسها، وتظهر أعراض الوسواس القهري في هذه الحالة بشكل مفاجئ وسريع. يتم تشخيص المرض في هذه الحالة بإجراء بعض الاختبارات الخاصة بالكشف عن وجود البكتيريا والفيروسات، ويلجأ الطبيب إلى صرف بعض المضادات الحيوية والأدوية المناعية للتخلص من هذه الأعراض.

ما هي أعراض إصابة الطفل بالوسواس القهري؟

تظهر أعراض مرض الوسواس القهري لدى الأطفال على شكل هواجس (بالإنجليزية: Obsessions) وهي عبارة عن أفكار او مخاوف لدى الطفل لا يستطيع التحكم بها. كما أن الأعراض قد تظهر على شكل تصرفات (بالإنجليزية: Compulsions) يقوم الطفل بتكرارها بشكل لاإرادي.

وتتضمن الهواجس التي تنتج عن الإصابة بالوسواس القهري ما يلي:

  • هاجس بكون الأشكال والأدوات منظمة بنمط معين.
  • خوف الطفل من فكرة الموت، والمرض سواء لنفسه أو من حوله.
  • القلق وخوف الطفل الدائم من كونه قام بأعمال خاطئة أو فكر بأفكار سيئة أو تفوه بكلمة سيئة.
  • هاجس الطفل الدائم حول فكرة قيامه بكسر قاعدة أو الإتيان بذنب.
  • هاجس حول نظافة الأشياء أو التفكير في كونها متسخة ومليئة بالجراثيم.
  • هاجس الطفل حول شيء ما بكونه جالب للحظ أو سوء الحظ أو كون شيء ما آمن أو ضار.

وتتضمن السلوكيات الغريبة التي يمكن ملاحظتها على الطفل كمؤشرعلى إحتمالية إصابته بالوسواس القهري، ما يلي:

  • لمس الأدوات، وعدها، وترتيبها بشكل متكرر.
  • غسل اليدين والأدوات الشخصية بشكل مبالغ فيه، وقد تصل في بعض الحالات إلى مئة مرة باليوم.
  • التأكد من إغلاق النوافذ والأبواب عدة مرات.
  • التأكد المتكرر من القيام بحل الواجبات وإتمام المهام المختلفة.
  • الحرص على القيام بنفس الروتين اليومي بشكل مبالغ فيه، بحيث يصبح الطفل انسان تقليدي روتيني لا يسمح لأحد بتغيير نظامه.
  • تكرار نفس الجملة ونفس الحركات، وطرح نفس الأسئلة عدة مرات.
  • الاعتذار وتبرير الأخطاء بشكل متكرر ومبالغ فيه.
  • التردد المستمر والتفكير الزائد.
  • تجنب لفظ أو رؤية بعض الأرقام والأشكال.
  • صعوبة في التركيز.
  • عدم الشعور بالفرح عند قيام الطفل باللعب مع أقرانه. 

اقرا ايضاً :

قلق الاختبارات

الوقاية من حدوث مرض الوسواس القهري عند الأطفال

لا يوجد أي إجراءات أو علاجات يمكن أخذها أو اتباعها بهدف وقاية الطفل من الإصابة بالوسواس القهري. ولكن على الأهل فور ملاحظة أي أعراض قد تكون مرتبطة بهذا المرض على الطفل طلب الرعاية الطبية مباشرة. يساعد العلاج المبكر فور اكتشاف الحالة على التخفيف من الأعراض وتعزيز نمو الطفل بشكل طبيعي، إضافة إلى كونه يحسّن من نوعية حياة الطفل. 

ما هو علاج الوسواس القهري عند الأطفال؟

يتم علاج مرض الوسواس القهري عند الأطفال بحسب الأعراض الظاهرة على الطفل، إضافة إلى عمره ووضعه الصحي وشدة الحالة التي يعاني منها. وتتضمن العلاجات خليطاً من:

  • العلاج السلوكي والمعرفي (بالإنجليزية:Cognitive Behavioral Therapy) حيث يلجأ الطبيب إلى شرح طبيعة مرض الوسواس القهري وتوضيح أعراضه وطرق علاجه للمريض ولأهله، ووضع الحلول والأساليب التي يجب اتباعها للتخلص من هذه الأعراض، يحتاج العلاج السلوكي المعرفي إلى أطباء متخصصين في هذا المجال، بالإضافة إلى ضرورة تعاون الأهل، والمدرسين، والأصحاب في استيعاب تصرفات وأفكار المريض ومساعدته على الشفاء. وفي بعض الحالات، يحتاج المريض إلى فريق رعاية خاص من علماء النفس والمعالجين المتخصصين.
  • العلاج الدوائي: يلجأ الطبيب في بعض الحالات إلى صرف مضادات الإكتئاب التي تساعد في التخلص من أعراض الوسواس القهري، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائي (بالإنجليزية: Selective Serotonin Reuptake Inhibitors).
  • المضادات الحيوية؛ وذلك في حال كان الوسواس القهري ناتجاً عن عدوى بكتيرية.

يمكن أن يعبر الطفل عن الأفكار والهواجس، بقوله أن هناك صوت مزعج وخفي داخل رأسه.

وعند ملاحظة أي من أعراض الوسواس القهري على الطفل، يتوجب على الأهل التوجه بأسرع وقت ممكن إلى الطبيب النفسي أو أحد خبراء الصحة النفسية؛ لتشخيص الحالة، وذلك عن طريق إجراء بعض الإختبارات وطرح عدد من الأسئلة على الطفل وعلى الأهل أيضاً.

وفي حال إصابة الطفل بمرض الوسواس القهري وعدم تلقيه للعلاج بالوقت المناسب، فسوف يؤثر المرض بشكل سلبي وكبير على نموه، وعلى بناء شخصيته، وتطوير قدراته.

اقرأ أيضاً: أثر أسلوب التربية على شخصية الطفل الوسواسية

عمري 24 سنة عايشة بالسويد، وهاجرت مرتين بحياتي بحكم أني سورية، لاحظت مؤخراً أني أعاني من كثرة النسيان وبطئ فهم علماً أني غير متزوجة، ولكن هذا الموضوع أتكرر كذا مرة من أول ما هاجرت من سوريا، لدرجة ممكن تخبرني صديقتي حدث هام صار معها البارحة، وأنساه تماماً اليوم، هل هي بدايات زهايمر؟ علما أني شخص قلق