يُحدد الطبيب الطريقة الأكثر فعالية لعلاج القلق حسب شدة الأعراض؛ فقد يلجأ للعلاج النفسي، أو العلاج الدوائي أو كليهما معًا، ولكن عادةً ما يكون العلاج السلوكي المعرفي (وهو أحد أنواع العلاج النفسي) خيار الطبيب الأول لعلاج القلق. [6][8]

فما هو العلاج السلوكي المعرفي للقلق؟ وكيف يُفيد مرضى القلق؟ تعرف على الإجابة في هذا المقال.

ما هو العلاج السلوكي المعرفي للقلق؟

يُعد العلاج السلوكي المعرفي أحد أنواع العلاج النفسي، ويُركز على تحديد الأفكار والسلوكيات السلبية التي تزيد التوتر والقلق، وتغييرها إلى أفكار وسلوكيات أكثر إيجابية؛ وذلك لتحسين قدرة المريض على التعامل مع الضغط النفسي. [5][6]

ويُستخدم العلاج السلوكي المعرفي لعلاج أنواعٍ عديدة من اضطرابات القلق، مثل: [2]

  • اضطراب القلق العام.
  • اضطراب القلق الاجتماعي.
  • نوبات الهلع.
  • الرهاب المحدد.
  • القلق المرتبط بالخوف من الضوضاء أو الأصوات العالية.

وعادةً ما تتراوح مدة جلسة العلاج السلوكي المعرفي بين 45- 60 دقيقة، ويحدد الطبيب عدد الجلسات حسب شدة اضطراب القلق ونوعه. [5]

فوائد العلاج السلوكي المعرفي للقلق

من الفوائد التي يُقدمها العلاج السلوكي المعرفي للقلق:

  • يُحسّن حالة مريض القلق النفسية، ويُساعده على التخلص من الأفكار والسلوكيات السلبية، مثل توقع الأسوأ. [2][5]
  • يُشجع المريض على تبني السلوكيات والعادات الصحية التي تُحسّن قدرته على التعامل مع الضغط النفسي، مثل تقنيات الاسترخاء ومهارة حل المشكلات. [5]
  • يُعطي نتائج خلال وقتٍ قصيرٍ نسبيًا مقارنةً بطرق علاج القلق الأخرى؛ حيث قد يظهر التحسن بعد الخضوع لـ 8 جلسات مكثفة فقط. [2][7]
  • قد يغني عن استخدام الأدوية المضادة للقلق في الحالات غير الشديدة. [10]
  • يمكن إجراء جلسات العلاج المعرفي السلوكي وجهًا لوجه أو عن طريق الإنترنت (أونلاين). [4]
  • لا يُسبب أي آثار جانبية مقارنةً بالأدوية. [9]

تقنيات العلاج السلوكي المعرفي لعلاج القلق

يختار الطبيب تقنيات العلاج الأكثر فعالية حسب حالة المريض، وشدة أعراضه ومدى استجابته للعلاج السلوكي المعرفي للقلق، [2] ومن أهمها الآتي:

التثقيف النفسي حول القلق

في بداية الجلسة الأولى يتعلم المريض المزيد من المعلومات حول القلق وأعراضه، مما يزيد من شعوره بالراحة والأمل، خاصةً عندما يسمع عن تجارب الآخرين والطرق التي ساعدتهم على تخطي القلق. [3]

إعادة الصياغة المعرفية

وتُعرف أيضًا باسم إعادة البناء الإدراكي (Cognitive restructuring)، وتُركز هذه التقنية على تحديد أنماط التفكير والسلوكيات السلبية التي تزيد من الشعور بالقلق والتوتر، مثل التفكير الزائد بتفاصيل صغيرة غير مهمة، أو التشاؤم وتوقع حدوث الأسوأ دائمًا. [4]

وبعدها يبدأ المعالج النفسي بتغيير هذه الأنماط واستبدالها بسلوكيات وأنماط تفكير أكثر فائدة وإيجابية، مما يُخفف من شعور المريض بالقلق، ويُساعده على التحكم بمشاعره وردود أفعاله بصورة أفضل. [4]

تتبع أنماط التفكير والسلوكيات السلبية

تُكمل هذه التقنية التقنية السابقة؛ حيث يتعلم المريض كيف يميز ويتتبع الصفات والسلوكيات السلبية التي تُحفز شعوره بالقلق؛ ليُحاول تغييرها قدر الإمكان، ومن الأمثلة على ذلك: [2]

  • تتبع الأفكار، خاصة التي تظهر عندما يشعر المصاب بالقلق.
  • تسجيل المشاعر والعواطف وتحديد شدتها، فمثلًا يجب أن يحدد المريض إن كان يُعاني من قلقٍ بسيط أم من نوبة شديدة من الهلع.
  • تتبع سلوكياته عند الشعور بالقلق، ويجب أن يُحدد آثار هذه السلوكيات على المدى البعيد، فمثلًا هل يشعر بالراحة مؤقتًا عند القيام بهذه التصرفات؟
  • فهم العوامل الداخلية والخارجية التي تُسبب التوتر، فمثلًا قد يرتبط القلق بعوامل خارجية مثل المشاركة في المناسبات الاجتماعية، أو ربما يكون ناجمًا عن عوامل داخلية كالتفكير الزائد بالمستقبل.

تحدي الأفكار والمخاوف

يتعلم المريض كيف يُقيّم أفكاره ومخاوفه بالأدلة والبراهين بشكلٍ منطقي وعقلاني؛ ليعرف أنّها قد تكون خاطئة وغير منطقية، مما قد يمنعه من اتخاذ قرارات متهورة أو غير عقلانية عند شعوره بالقلق أو التوتر. [2][4]

فعلى سبيل المثال لو كان الشخص يعتقد أنه فاشل، فإن الطبيب يطلب منه تسجيل جميع الأدلة التي تدعم هذه الفكرة، وتلك التي تُعارضها؛ ليكتشف المريض أنّ هذه الفكرة خاطئة وغير صحيحة، وأنّ القلق أثر كثيرًا على تقديره لذاته. [2][4]

التنشيط السلوكي

عادةً ما يحاول مريض القلق التهرب من المواقف التي تزيد أعراضه، فمثلًا إذا كان يشعر بالقلق عند التحدث مع الآخرين، فقد يتجنب المشاركة في المناسبات الاجتماعية. [2][4]

لذا يحدد الطبيب جميع الأنشطة والفعاليات التي تخيف المريض أو تزيد من شعوره بالقلق، ثم يطلب من المريض القيام بها؛ فهذا يُساعد على التخلص من القلق، ويكسر حاجز الخوف لديه. [2][4]

عندما أتحدث مع شخص وأنهى الكلام بعد ذلك أسمع أنه قال شيء أسأله هل عندما كنت أتحدث معك قلت كذا يقول لا أو أشخاص معينين يقولون كلام واسمعهم، ولكنهم لم يتحدثوا أصلا وأنا أراهم لم يتحدثوا فكيف سمعت أنهم قالوا شيء فما هذا؟ كل شيء طبيعي أم ماذا؟

مهارة حل المشكلات

تركز هذه التقنية على تعليم المريض مهارة التفكير بحلولٍ دائمًا وناجحة على المدى الطويل، بدلًا من الحلول قصيرة المدى، فمثلًا قد يشعر المريض بالراحة وربما تخف أعراض القلق لديه عندما يتجنب الآخرين أو يعتذر عن المشاركة في المناسبات الاجتماعية، إلا أنّ ذلك قد يُسبب له الوحدة والعزلة على المدى الطويل، وقد يزيد من أعراض الاكتئاب والقلق لديه. [2]

كتابة اليوميات

يُساعد تسجيل الأفكار والسلوكيات -خاصةً تلك المرتبطة بالقلق- على فهم الذات وتغيير السلوكيات نحو الأفضل، كما قد يستفيد الطبيب من هذه المعلومات في تحديد مدى استجابة المريض لتقنيات العلاج السلوكي المعرفي للقلق، واختيار أكثرها فعالية. [2]

تقنيات الاسترخاء

يُعد تعلم طرق الاسترخاء جزءًا مهمًا من علاج القلق، فمع أنها لا تمنعه بشكلٍ تام، إلَّا أنَّها تُسهل التعامل معه عند التعرض لمواقف تُسبب الضغط النفسي.[3]

ومن الأمثلة على تقنيات الاسترخاء: [3]

  • التنفس العميق، حيث يُركز المريض وعيه على عملية التنفس، ثم يبدأ بالتنفس بعمقٍ وبشكلٍ بطيء.
  • استرخاء العضلات التدريجي، وتركز هذه التقنية على شد وإرخاء مجموعة من العضلات بشكلٍ منظّم وتدريجي.
  • استراتيجيات أخرى، مثل التأمل، والتدليك وممارسة اليوغا.

نصيحة الطبي

يُركز العلاج السلوكي المعرفي للقلق على تحديد الأفكار والسلوكيات السلبية المرتبطة بالقلق وتغييرها، ويتضمن هذا العلاج عددًا من التقنيات مثل مواجهة المخاوف والأفكار، وتعلم مهارة حل المشكلات وتقنيات الاسترخاء، ويختار الطبيب أفضلها حسب حالتك والأعراض التي تُعاني منها.

يُمكنك الآن حجز جلسة علاج نفسي عن بعد (أونلاين) عبر موقع الطبي؛ ليُساعدك الطبيب على اتخاذ خطواتٍ تُحسّن صحتك النفسية وتُقلل الأعراض التي تُعاني منها.

اقرا ايضاً :

(Paroxysmal sleep - نوم انتيابي)