يحتوي الفم على العديد من الغدد اللعابية بعضها رئيسي وبعضها ثانوي، وتصنع الغدد اللعابية اللعاب، وهو السائل المزلق الموجود بالفم والحلق، ويحتوي اللعاب على أنزيمات لها دور في عملية هضم الطعام، كما يحتوي اللعاب أيضاً على أجسام مضادة وعدد من المواد التي تقلل التهابات الفم والحلق. وتساعد الغدد اللعابية على ترطيب الفم وتسهيل عملية البلع.

يوجد عدة أنواع من الخلايا في الغدد اللعابية، وقد يتعرض كل نوع منهم لمهاجمة الخلايا السرطانية، وغالباً ما تكون أورام الغدد اللعابية حميدة، ولكنها قد تكون خبيثة في بعض الأحيان. وتمتاز الخلايا السرطانية بتكاثرها بمعدل أسرع من الخلايا الطبيعية وتصبح تنافس الخلايا الصحية على مصادر الجسم الغذائية، مما يصيب الجسم باضطراب وخلل في الجهاز المناعي.

بشكل عام، لا تنتشر أورام الغدد اللعابية الحميدة محلياً أو إلى أجزاء بعيدة من الجسم. ومع ذلك، إن لم يتم علاج أورام الغدد اللعابية الحميدة على نحو مكتمل فقد يصبح الورم الحميدي خبيثاً. وتكون أورام الغدد اللعابية الخبيثة أكثر عدوانية وتزداد فرص انتشارها إلى مناطق أخرى.

تعرف أكثر على سرطان الغدد اللعابية، من حيث الأنواع والمراحل، وما هي أعراض سرطان الغدد اللعابية وطرق العلاج.

انواع الغدد اللعابية التي يصيبها السرطان

إن سرطان الغدد اللعابية قد يصيب الغدد اللعابية الكبرى والصغرى، نوضح فيما يلي كل منهما:

  • الغدد العابية الرئيسية الكبرى

توجد الغدد اللعابية الرئيسية وعددها 3 على كل جانب من جانبي الوجه، وتشمل:

    • الغدد النكفية (بالإنجليزية: Parotid Glands): تعتبر الغدد النكفية أكبر الغدد اللعابية، وتقع أمام كل أذن مباشرة، وتمثل أورام الغدد النكفية حوالي 70% من حالات أورام الغدد اللعابية.
    • الغدد تحت الفك السفلي (بالإنجليزية: Submandibular Glands): تعرف هذه الغدد أيضاً باسم الغدد تحت النكفية، وتقع تحت الفكين السفليين وهي المسؤولة عن إفراز اللعاب تحت اللسان. تبدأ أورام الغدد اللعابية بنسبة 20% من الحالات في هذه الغدد، ويقدر حوالي 50% من أورام الغدد تحت الفك السفلي هي أورام خبيثة سرطانية.
    • الغدد تحت اللسان (بالإنجليزية: Sublingual Glands): تقع هذه الغدد تحت اللسان، وتعتبر أصغر الغدد اللعابية الرئيسية، ومن النادر أن تبدأ أورام الغدد اللعابية في هذه الغدد.

اقرأ أيضاً: معلومات مهمة عن الغدد اللعابية والامراض المرتبطة بها

  • الغدد اللعابية الثانوية الصغرى

يوجد المئات من الغدد اللعابية الصغرى، والتي لا ترى إلا تحت المجهر، وتتواجد الغدد اللعابية الصغرى في الغشاء المبطن للشفاه، واللسان، وسقف الحلق، وداخل الوجنات، والأنف، والجيوب الأنفية، والحنجرة. ويندر أن تصاب الغدد اللعابية الصغرى بالأورام، ولكن إن ظهرت الأورام في الغدد اللعابية الثانوية فإنه من المرجح أن تكون أورام سرطانية خبيثة. وفي حالة حدوث ذلك فإنها غالباً تبدأ في الغدد المتواجدة بسقف الحلق.

اقرأ أيضاً: حصوات الغدد اللعابية

انواع سرطان الغدد اللعابية

يمكن أن تتطور أنواع كثيرة من السرطان في الغدد اللعابية. نوضح فيما يلي أنواع سرطانات الغدد اللعابية:

  • سرطان الغشاء المخاطي الجلدي

سرطان الغشاء المخاطي الجلدي (بالإنجليزية: Mucoepidermoid Carcinoma) هو أكثر أنواع سرطان الغدد اللعابية شيوعاً. ويمثل هذا النوع من سرطان الغدد اللعابية ما يقارب أكثر من 30% من أورام الغدد اللعابية. ويكون سرطان الغشاء المخاطي في الغدد اللعابية بطيء النمو عادة، وتتطور معظم الأورام السرطانية المخاطية في الغدد النكفية، ويمكن أن تتطور في الغدد تحت الفك السفلي والغدد اللعابية الصغيرة.

تشمل الأعراض الشائعة لسرطان الغشاء المخاطي الجلدي في الغدد اللعابية ما يلي:

    • شلل الوجه.
    • الألم.
    • وجود تصريف من الأذن.
    • صعوبة البلع.
    • صعوبة فتح الفم.

  • سرطان الغدة الكيسية

سرطان الكيسي الغدي (بالإنجليزية: Adenoid Cystic Carcinoma) هو سرطان بطيء النمو ولكنه عدواني، وهو سرطان الغدد اللعابية الأكثر شيرعاً في الغدد اللعابية الصغيرة. تنمو سرطانات الغدية الكيسية في الغدد اللعابية على طول الأعصاب، مما يسبب الشلل في الوجه والألم، كما أنه يسبب التورم حول الفم.

  • سرطان الخلايا الغدية

يتطور سرطان الخلايا الغدية (بالإنجليزية: Acinic Cell Carcinoma) في الخلايا المسؤولة عن إنتاج اللعاب. وهو سرطان بطيء النمو ويتطور سرطان الخلايا الغدية غالباً في الغدد النكفية اللعابية.

  • سرطان غدي متعدد الأشكال

يعتبر سرطان الغدد اللعابية الغدية متعدد الأشكل (بالإنجليزية: Polymorphous Adenocarcinoma) نادر جداً وبطيء النمو، وهو ثاني أنواع السرطان شيوعاً في الغدد اللعابية الصغرى بعد سرطان الغدة الكيسية. وتمتاز الأنسجة السرطانية في هذا النوع من سرطانات الغدة اللعابية بأنها متنوعة الأنماط ومختلفة الأشكال عند رؤيتها تحت المجهر.

من الجدير بالذكر أنه في بعض الأحيان يمكن للأطباء الكشف عن سرطان الغدد اللعابية ولكن دون المقدرة على تحديد نوع السرطان. كذلك قد تتطور أنواع أخرى من السرطان في الغدد اللعابية، مثل سرطان الساركوما، وهو سرطان خلايا النسيج الضام، ولكن يعتبر سرطان الساركوما في الغدد اللعابية نادر جداً.

هناك أيضاً سرطان الغدد الليمفاوية غير الهودجكينية (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، وهو سرطان الخلايا المناعية الذي يتطور غالباً لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة شوغرن، وهي حالة مناعية ذاتية تصيب خلايا الغدد اللعابية.

مراحل سرطان الغدد اللعابية

يتم تصنيف مراحل سرطان الغدد اللعابية بناء على حجمه ومدى انتشاره للمناطق المحيطة، وهي كالآتي:

  • المرحلة الأولى: يكون حجم الورم السرطاني 2 سم، ومحصور في الغدة اللعابية.
  • المرحلة الثانية: يتراوح حجم الورم السرطاني من 2 – 4 سم، ولم ينتشر إلى الأنسجة المجاورة بعد.
  • المرحلة الثالثة: يتجاوز حجم الورم السرطاني 4 سم، وقد يصيب العقد الليمفاوية المجاورة للغدد اللعابية.
  • المرحلة الرابعة: ينتشر السرطان إلى الأعصاب، والعظم، والجلد، والعقد الليمفاوية، وأعضاء الجسم الأخرى.

ألم بالجهة اليمين من الوجه وعند الفك عند الضغط يزاد الألم ويصبح مثل ضربات الكهرباء، ولا أستطيع النوم على الجهة اليمنى، ولا أستطيع تحريك الوجه أحيانا

اعراض سرطان الغدد اللعابية

قد لا تظهر أعراض سرطان الغدد اللعابية بوضوح، حيث أن الأعراض قد تتشابه بين سرطان الغدد اللعابية وعدد آخر من الحالات الطبية، مما قد يجعل عملية الكشف عن سرطان الغدد اللعابية أمراً صعباً، وغالباً ما يتعرف عليه الطبيب أثناء الفحص الدوري للأسنان، أو الفحص الجسماني، ويمكن تلخيص هذه الأعراض في النقاط التالية:

  • وجود ألم في مكان وجود الغدة اللعابية المصابة.
  • فقدان لبعض حركات الوجه.
  • انسداد واحتقان في الأنف والجيوب الأنفية.
  • تغيير واضطرابات في النظر.
  • ظهور ورم بالعنق.
  • ظهور ورم غير مؤلم في داخل الفم، وخاصة في الشفة واللهاة.
  • تضخم وتورم على جانبي الوجه.
  • خدر في المنطقة المصابة.
  • ارتخاء في أحد جانبي الوجه أحياناً، أو ما يعرف بالشلل الوجهي (بالإنجليزية: Facial Palsy).

اسباب سرطان الغدد اللعابية

هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدد اللعابية، وتشمل:

  • الوارثة، حيث تلعب الوراثة دوراً في زيادة خطر الإصابة بالسرطان، فقد يصاب الشخص بالسرطان إذا كان أبويه أو أحدهما كان قد أصيب للسرطان. ولكن أيضاً الأشخاص الأصحاء قد يتعرضوا لهذا المرض في حياتهم وإن لم يوجد لديهم عامل الوراثة.
  • العوامل البيئية، مثل المناخ، وأماكن السكن، والملوثات، كلها قد تساعد على إصابة الأشخاص بأنواع مختلفة من السرطان.
  • التدخين، والذي يعد بأنواعه وأشكاله المختلفة من العوامل التي تساعد على زيادة خطر إصابة الإنسان بالسرطان.
  • الإصابة بسرطان الجلد.
  • تناول الخضروات أو الفواكة المحفوظة بالملح.
  • التعرض لبعض المركبات، مثل: الكيروسين، وغبار السيليكا، والنيكل.

علاج سرطان الغدد اللعابية

في البداية، تسحب عينة وخزعة من أنسجة الورم وتفحص في المختبرات الطبية المتخصصة. وفي حال التأكد من وجود مرض السرطان، ينصح بالاستمرار بالفحوصات للتأكد من خلو الجسم من أي انتشار للمرض إلى باقي أعضاء الجسم. فقد يقوم الطبيب بطلب عمل أشعة ضوئية أو مغناطيسية أو مقطعية، لتأكيد التشخيص والتي تظهر الصورة الكاملة لما في داخل الجسم.

غالباً يكون علاج سرطان الغدد اللعابية عن طريق التدخل الجراحي لإزالة الأورام السرطانية أو العلاج الإشعاعي أو عن طريق العلاج الكيميائي، وذلك تبعاً لكل حالة على حدة.

اقرأ أيضاً: طرق علاج سرطان الفم

تتحكم العديد من العوامل بنهج العلاج المتبع مع كل مريض، والفرص المتاحة للشفاء واكتمال التعافي، والقابلية لاستكمال الحياة بصحة، نذكر أهم هذه العوامل فيما يلي:

  • الاكتشاف المبكر، حيث يعتبر الاكتشاف المبكر من أهم عوامل التعافي الكامل، ويتماثل للشفاء الكثير من مرضى السرطان بمختلف أنواعه حين يتم اكتشاف السرطان في مراحله الأولى، ووضع خطة علاجية متكاملة مع فريق الأطباء، واتباع خطوات العلاج والنصائح المصاحبة له.
  • حجم الورم أو الأورام.
  • نوع الغدد اللعابية المصابة بالسرطان.
  • نوع الخلايا السرطانية، وكيف تبدو الخلايا تحت المجهر.
  • عمر المريض وصحته العامة.

اقرأ أيضاً: العلاقة بين الغذاء والسرطان

اقرا ايضاً :

نزيف اللثة