يُعرَّف مرض كرون (بالإنجليزية: Crohn’s Disease) بأنَّه أحد الأمراض المزمنة التي تسبب التهاب وتقرح الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة، والقولون، وأجزاء أخرى من الجهاز الهضمي كالمريء، والمعدة، والفم. وقد يصيب هذا المرض أي عمر لكنه يصبح أكثر شيوعاً بين الأعمار من 15 إلى 30 سنة.
- هل من الممكن حدوث الحمل في حال الإصابة بمرض كرون؟
- هل يمكن للجنين أن يرث مرض كرون؟
- ما هي الأمور التي يجب أخذها في عين الاعتبار عند الحمل والإصابة بمرض كرون؟
- ما هي الأدوية التي يمكن إعطاؤها لعلاج مرض كرون خلال الحمل؟
- ما هي الإجراءات المنزلية التي تحد من أعراض كرون؟
- ما تأثير الإصابة بمرض كرون في الحمل؟
ويعاني المصابون بمرض كرون من عدة أعراض تشتد لفترة زمنية معينة، ثم تغيب لعدة أسابيع أو أشهر، وتختلف شدتها من شخص إلى آخر حسب مكان الإصابة، ومن أعراضها الإسهال المزمن، والنزيف الشرجي، وفقدان الوزن، والحمى، وألم البطن، والشعور بالامتلاء خاصة في الجزء الأيمن السفلي من البطن.
وتجدر الإشارة إلى عدم وجود علاج نهائي لمرض كرون، بل يهدف العلاج إلى التحكم في الأعراض، وبقاء المصاب في حالة الهداة (بالإنجليزية: Remission) لأطول فترة ممكنة، والتقليل من الانتكاسات (بالإنجليزية: Flare ups).
هل من الممكن حدوث الحمل في حال الإصابة بمرض كرون؟
يمكن للمصابين بمرض كرون أن يخططوا للحمل وأن يصبحوا أباء وأمهات في معظم الأوقات. ولكن توجد بعض الأمور التي قد تقلل من فرص الحمل أو استمراره، نذكر بعضًا منها فيما يأتي:
- نشاط المرض والمعاناة من أعراضه: يؤثر نشاط المرض سلباً في عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل، كما قد يزيد من احتمال الإجهاض، أو الولادة المبكرة، أو ولادة مولود بوزن قليل بسبب استمرار الأعراض طوال فترة الحمل لدى المرأة.
- إجراء المرأة للجراحة: قد تقلل جراحة مفاغرة الجيبة اللفائفية الشرجية (بالإنجليزية: Ileal Pouch with Anal Anastomosis) من فرص الحمل بسبب تأثير الندب الداخلية حول قناة فالوب. كما يُنصح بانتظار فترة سنة على الأقل قبل المحاولة لتقليل خطر انسداد الفغرة أو الفتحة اللفائفية من الانسداد أو الوقوع أثناء الحمل. وتجدر الإشارة إلى أنَّ استئصال الأمعاء (بالإنجليزية: bowel resections) لا يُسبب أي مشاكل صحية أثناء الحمل.
- تناول بعض الأدوية: يقلل تناول دواء سلفاسالازين (بالإنجليزية: Sulfasalazine) والميثوتركسيت (بالإنجليزية: (Methotrexate) من الحيوانات المنوية لدى الرجل، كما يزيد دواء الميثوتركسيت من خطورة الإصابة بالإجهاض أو التشوهات الجنينة.
هل يمكن للجنين أن يرث مرض كرون؟
تؤثر الجينات في انتقال مرض كرون بنسبة قليلة للأجنة، فمثلاً إذا كان أحد الوالدين مصاباً تكون نسبة انتقال المرض إلى الجنين من 2%-9%، أما إذا كان كلا الوالدين مصاباً بمرض كرون فتكون احتمالية إصابة الجنين بنسبة 36%.
اقرأ أيضاً: انتقال الصفات وراثياً
ما هي الأمور التي يجب أخذها في عين الاعتبار عند الحمل والإصابة بمرض كرون؟
عندما يرغب الزوجان بالحمل يجب أخذ عدة أمور في عين الاعتبار للحصول على حمل صحي وخالي من المشاكل الطبية، ومن أهم هذه الأمور:
- اختيار التوقيت المناسب للحمل: يجب ألا تعاني السيدة أو الرجل من أعراض مرض كرون من ثلاثة إلى ستة أشهر قبل الحمل، كما يجب استشارة الطبيب لتعديل العلاجات مثل:
- إيقاف تناول الرجل لدواء سلفاسالازين لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر قبل الحمل.
- إيقاف دواء الميثوتركسات للرجل والمرأة.
- تعديل جرعة أدوية الكورتيكوستيرويد مثل البريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone) أو مراقبتها.
- التغذية: يجب على السيدة الحامل تناول غذاء صحي ومتوازن غني بالفيتامينات. وتجدر الإشارة إلى أنَّ تناول علاج سلفاسلازين لتخفيف التهاب القولون قد يقلل من امتصاص حمض الفوليك أسيد، لذلك يجب أن تتضاعف كمية حمض الفوليك التي يتم تناولها إما بزيادة محتوى المكملات الغذائية أو تناول المأكولات الغنية فيه كالبقوليات، والبروكلي، والسبانخ، الحمضيات.
- الفحوصات الدورية: يمكن للسيدة إجراء عدة فحوصات خلال فترة الحمل في حال الضرورة مثل تنظير المعي السيني، والتنظير العلوي والسفلي، وأخذ خزعة من الشرج، والتصوير التلفزيوني للبطن. وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنب التصوير الطبقي أو الأشعة السينية إلا في حال الحالات الطارئة.
- الولادة: يمكن أن تلد السيدة المصابة بمرض كرون ولادة طبيعية حتى في حال إجراء عمليات جراحية سابقة لعلاج مرض كرون كاستئصال القولون أو الأمعاء، ولكن قد يُلجأ إلى الولادات القيصرية أحياناً في حال:
- كانت أعراض مرض كرون نشطة.
- أجرت جراحة الجراب الشرجي سابقاً.
- وجود تندبات حول منطقة العِجان.
- الإصابة بالنواسير بالقرب من فتحة الشرج أو المهبل.
- الرضاعة: ينصح السيدات المصابات بكرون بالرضاعة الطبيعية؛ إذ إنها تساعد على منع احتدام الأعراض خلال السنة الأولى بعد الولادة، ولكن يجب استشارة الطبيب حول الأدوية الآمنة للاستخدام خلال فترة الرضاعة الطبيعية.
اقرأ أيضاً: التخطيط للحمل
ما هي الأدوية التي يمكن إعطاؤها لعلاج مرض كرون خلال الحمل؟
يجب على السيدة الاستمرار بتناول أدويتها الخاصة بمرض كرون خلال فترة الحمل ولكن مع إجراء بعد التعديلات بعد استشارة الطبيب أو الصيدلاني، ومن أهم علاجات كرون:
- الأدوية المناعية: تعد هذه الأدوية آمنة للاستخدام خلال الحمل باستثاء دواء الميثوتركسيت، لأنه قد يسبب التشوهات الخلقية أو موت الجنين.
- أدوية الأمينوساليسيلات: تُعرَف اختصاراً باسم5-ASA مثل بالسالازيد (بالإنجليزية: Balsalazide) أو الميسالامين (بالإنجليزية: Mesalazine) أو الأولسالازين (بالإنجليزية: Olsalazine) أو السلفاسالازين. وتعد هذه الأدوية آمنة للاستخدام خلال الحمل والرضاعة.
- الأدوية البيولوجية: تعد هذه الأدوية آمنة للاستخدام خلال الحمل والرضاعة، ومنها أداليموماب (بالإنجليزية: Adalimumab)، إنفليكسيماب (بالإنجليزية: Infliximab).وتجدر الإشارة إلى تجنب تناول المضادات الحيوية وأدوية الكورتيكوستيرويد إلا بعد استشارة الطبيب.
اقرأ أيضاً: استخدام الأدوية خلال فترة الحمل
ما هي الإجراءات المنزلية التي تحد من أعراض كرون؟
يمكن اتباع النصائح والإجراءات التالية لتقليل الألم وعدم الراحة عند المصابين بمرض كرون:
- تناول وجبات صغيرة متعددة بدلاً من وجبات كبيرة قليلة.
- تقليل تناول الألياف خاصة عند الإصابة بالإسهال أو الإستفراغ والتركيز على الخبز الأبيض والأرز والمعكرونة والخضراوات المطبوخة.
- تجنب الخضراوات صعبة الهضم والتي تسبب الغازات مثل العدس، البقوليات، الملفوف، البروكلي، والبصل.
- تقليل تناول المكسرات، الفشار، الفراولة، البطيخ، الفراولة، والعنب، وكذلك الحمضيات.
- الموز من أفضل الفواكه المناسبة لمرضى كرون.
- تناول الأغذية الغنية بالدهون غير المشبعة وبالأوميغا3 مثل الأسماك، الجوز، الزيتون، والزبدة.
- تناول كميات كافية من السوائل، مع مراعاة تجنب الحمضيات والمشروبات الغازية والكافيين والمشروبات الكحولية.
- تناول اللحوم الخالية من الدهون، وتجنب الأطعمة الدهنية.
- التأكد من الحصول على ما يحتاجه الجسم من فيتامين د، ويمكن الحصول عليه عند التعرض للشمس بأوقات معتدلة وتناول أطعمة مثل الكبدة، الأسماك، والبيض.
- تجنب البهارات التي تهيج الأمعاء مثل الزنجبيل، الفلفل الأسود، الفجل الحار، الشطة، والخردل.
ما تأثير الإصابة بمرض كرون في الحمل؟
يُعتقد بتأثير الحمل إيجاباً في الإصابة بمرض كرون، إذ لوحظ أنَّ أعراض المرض تقل أثناء الحمل، وذلك لأنَّ الحمل بحد ذاته يُثبط من جهاز المناعة كي لا يرفض الجسم الحمل. كما يُعتقد بأنَّ الحمل قد يُقلل من انتكاسات مرض كرون، من الحاجة إلى العمليات الجراحية في المستقبل نتيجة تأثير هرمون ريلاكسن المفرز أثناء الحمل، إذ يُقلل هذا الهرمون من ظهور الأنسجة التندبية.
يصعب على المراة التنبؤ بنمط حياتها بعد ولادة طفل جديد فعلى الرغم من انه يبعث السعادة بالمنزل ولكن يصاحب هذا ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :