توجد الغدة الدرقية في الرقبة وتشبه الفراشة في شكلها، ولها دور محوري أساسي في تنظيم العديد من وظائف الجسم عبر إفرازها للهرمونات التي تؤثر على العديد من عمليات الجسم الحيوية، مثل: الأيض (أو التمثيل الغذائي)، ومعدل ضربات القلب، ومستويات الطاقة في الجسم بشكل عام. ولكن عندما يقل نشاط الغدة الدرقية، يقل إنتاج تلك الهرمونات، وتُعرف هذه الحالة بـقصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism).
يُمكن أن يظهر قصور الغدة الدرقية خلال فترة الحمل نتيجة الإصابة بمرض مناعي ذاتيّ يُسمى مرض هاشيموتو (Hashimoto's disease)، والذي يحدث عندما يهاجم جهاز المناعة خلايا الغدة الدرقية، فيسبب انخفاض قدرتها على إنتاج هرموناتها، وعندما يقل مستوى هرمونات الدرقية في الجسم؛ فإنّ العديد من وظائف الجسم تسير بشكل أبطأ، مما يشكل خطرًا على الأم الحامل وجنينها.
محتويات المقال
الأعراض والعلامات
غالبًا لا تكون أعراض قصور الغدة الدرقية واضحة، وهي تشبه أعراض الحمل، فنجد أنّ كثيرًا من الحوامل لا يراجعن الطبيب لأجلها، لذا يجب تنبيه الحامل لمراقبة نفسها باستمرار، واستشارة الطبيب عند ظهور أي عرض جديد مقلق، ومن أعراض قصور الغدة الدرقية ما يأتي:
- الشعور بالخمول والتعب الشديد حتى بعد الحصول على راحة كافية.
- صعوبة مستمرة في تحمل درجات الحرارة الباردة نسبيًا.
- ضعف العضلات وتشنجها.
- الإمساك الشديد.
- ضعف الذاكرة والتركيز.
- عدم انتظام الدورة الشهرية (قبل الحمل).
الجدير بالذكر أنّ العديد من هذه الأعراض تتشابه مع أعراض حالات صحية أخرى، لذا من المهم استشارة الطبيب للحصول على التشخيص المُناسب.
اقرأ أيضًا: هل يؤثر نشاط أو خمول الغدة الدرقية على الحمل؟
مضاعفات قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل
يُمكن أن يُسبب قصور الغدة الدرقية مضاعفات ومخاطر على الأم وجنينها إذا تُرك دون علاج، ومن مضاعفات قصور الدرقية على الأم ما يأتي:
- فقر الدم، ويعني نقص كريات الدم الحمراء السليمة، مما يسبب الشعور بالتعب والضعف.
- ارتفاع ضغط الدم الحملي، وهو ارتفاع ضغط الدم الذي يظهر بعد الأسبوع 20 من الحمل، ويختفي عادة بعد الولادة.
- تسمم الحمل (Preeclampsia)، وهي حالة خطيرة تتمثل بارتفاع ضغط الدم، وظهور علامات تدل على وجود خلل في الأعضاء، مثل: الكبد أو الكلى.
- انفصال المشيمة، وهو من المضاعفات الخطيرة، إذ تنفصل المشيمة التي تغذي الجنين عن جدار الرحم قبل الولادة، مما يشكل خطرًا على الأم وجنينها.
- نزيف ما بعد الولادة، وهو نزيف شديد قد يُصيب الأم بعد الولادة، ويُشكل حالة طبية طارئة إذا لم يُعالج بسرعة.
- الوذمة المٌخاطيّة (Myxedema)، وهو من المضاعفات النادرة التي يُسببها قصور الغدة الدرقية إذا لم يُعالج، ولكنّه خطير، إذ يُسبب الغيبوبة وربما الوفاة.
إنّ ترك قصور الغدة الدرقية دون علاج يؤثر على الجنين كذلك، ومن المضاعفات المحتملة عليه:
- مشكلات في النمو والتطور، فقد يُؤثر نقص مستوى هرمونات الغدة الدرقية خلال الحمل على تطوّر الدماغ والجهاز العصبي للجنين، خاصة في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، مما يؤدي إلى إعاقات ذهنية وتأخر في النمو.
- انخفاض وزن الولادة، فيكون الجنين مُعرضًا لأن يولد بوزن منخفض، مما قد يكون له آثارًا صحية سلبية على المدى الطويل.
- الإصابة بمشكلات الغدة الدرقية، والتي قد تظهر عند الجنين في حالات نادرة عند إصابة الأم بمرض هاشيموتو، وانتقال الأجسام المُضادة الناتجة عن المرض عبر المشيمة إلى الجنين أثناء الحمل.
- الإجهاض أو ولادة طفل ميت، إذ تزداد احتمالية فقدان الحمل إما بالإجهاض قبل الأسبوع ال20 من الحمل، أو بولادة طفل ميت بعد ذلك.
لذلك، يجب على الأم أن تكون على دراية كافية يجميع هذه المخاطر، وأن تراقب نفسها وتعمل بتوجيهات الطبيب وتلتزم بالأدوية التي يصفها، لتفادي مضاعفات قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل.
تشخيص قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل
في العادة لا يطلب الأطباء من الحامل إجراء فحوصات للغدة الدرقية، إلا إذا كانت عُرضةً للإصابة بمشكلات الغدة الدرقية، أو كان لديها أعراض تدل على وجود اضطراب في الغدة، وعندها يُمكن تشخيص ذلك بالفحوصات الآتية:
- الفحص السريري، إذ يفحص الطبيب الأم ويقيم الأعراض والعلامات الظاهرة التي قد تدل على وجود اضطراب في الغدة الدرقية.
- فحص الدم، ويتم عن طريقه معرفة مستويات هرمونات الغدة الدرقية (TSH) و (T4) في الدم، فإذا كانت مستوياتها غير طبيعية فذلك يدل على وجود اضطراب في الغدة الدرقية.
- فحص الأجسام المُضادّة، فقد يطلب الطبيب في بعض الحالات إجراء فحص للأجسام المضادة التي تظهر عند الإصابة ببعض الأمراض المناعية مثل: مرض هاشيموتو أو مرض جريفز (Graves' disease).
تُوصى الأمهات الحوامل بإجراء الفحوصات التي يطلبها الطبيب، وإخباره في حال ظهور أي أعراض جديدة أو مزعجة أثناء الحمل، وذلك لضمان الكشف المبكر عن أي مشكلات صحية متعلقة بالغدة الدرقية والتعامل معها بالطريقة المناسبة.
عوامل خطر الإصابة بقصور الغدة الدرقية أثناء الحمل
مع أن فحوصات الغدة الدرقية لا تُجرى عادة لجميع الحوامل، إلا أن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة باضطراب الغدة الدرقية أثناء الحمل، وفي هذه الحالة قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات الغدة لضمان تشخيص أي من حالات الغدة الدرقية، واختيار العلاج اللازم في الوقت المُناسب، وذلك للحوامل اللاتي يتبعن واحدة أو أكثر من الفئات الآتية:
- الإصابة مسبقًا بمشكلات في الغدة الدرقية؛ ففي حالة تشخيص الإصابة قبل الحمل باضطرابات الغدة الدرقية مثل: قصور الغدة أو عقيدات الغدة الدرقية (Thyroid Nodules)، تكون الأم معرضة بشكل أكبر للمضاعفات أثناء الحمل، وتحتاج إلى المراقبة الدقيقة.
- التاريخ العائلي؛ فوجود تاريخ عائلي للإصابة بالأمراض المناعية التي تؤثر على الغدة الدرقية مثل: مرض هاشيموتو، أو مرض جريفز، يُمكن أن يزيد من احتمالية ظهور مشكلات في الغدة الدرقية أثناء الحمل.
- الاضطرابات المناعية؛ إذ تكون الحوامل المصابات بالأمراض المناعية، مثل: مرض السكري من النوع الأول، أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الغدة الدرقية خلال الحمل.
- التعرض للعلاج الإشعاعي: فتعرض منطقة الرقبة لجرعة عالية من العلاج الإشعاعي، أو تلقي علاج باليود المُشع بسبب فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) يجعل الحامل أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الغدة الدرقية.
علاج قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل
يعتمد علاج قصور الغدة الدرقية بشكل عام على تعويض الجسم بهرمون الغدة الدرقية، وذلك لضمان حصول كلٍ من الأم والجنين على كمية كافية منه، وذلك عن طريق تناول دواء ليفوثيروكسين (Levothyroxine) الذي يُعد البديل الصناعي لهرمون الدرقية الطبيعيّ.
ويتم العلاج بحسب تشخيص الحامل الذي يتبع إحدى الحالات الآتية:
- إذا كانت الأم مشخصة مسبقًا بقصور الغدة الدرقية وتتناول علاج ليفوثيروكسين، فيجب إخبار الطبيب فورًا بذلك، لأنها غالبًا ستحتاج إلى زيادة جرعة الدواء لتناسب تزايد الحاجة لمستوى الهرمون خلال الحمل.
- إذا تم تشخيص الأم بقصور الغدة الدرقية أثناء الحمل، سيصف لها الطبيب جرعة مناسبة من دواء ليفوثيروكسين، ويراقب مستويات الهرمون طوال فترة الحمل للتأكد من أن الجرعة مناسبة، وأنّ مستويات الهرمون مقبولة، ويتطلب ذلك إجراء فحص للدم كل 4-6 أسابيع خلال النصف الأول من الحمل، ومرة واحدة على الأقل بعد الأسبوع 30 من الحمل.
ويجب على الحامل الالتزام التام بتناول العلاج، ومراجعة الطبيب بانتظام، وإجراء الفحوصات باستمرار للتأكد من أن مستويات الهرمون طبيعية، لتقليل المخاطر والمضاعفات على صحتها وصحة جنينها.
التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة
قد تُصاب بعض السيدات بالتهاب الغدة الدرقية (Postpartum Thyroiditis) خلال سنة بعد الولادة، وهي حالة مرضية تحدث بسبب اضطراب مناعي ذاتي يُسبب التهاب الغدة الدرقية، ويؤدي إلى خلل مؤقت في مستوى هرمونات الغدة.
عند الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية، قد تصاب الغدة في بداية الأمر بفرط النشاط، فيسبب ذلك ارتفاع مستوى هرمونات الغدة الدرقية في الدم، ويكون مصحوبًا بأعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، مثل: التهيّج، وعدم تحمل درجات الحرارة المرتفعة، والتعب، وعدم انتظام ضربات القلب، وقد يستمر ذلك حتى 3 أشهر.
بعد ذلك، تُصاب الغدة بالقصور، وتقل مستويات هرمون الغدة الدرقية في الدم، وتبدأ أعراض قصور الغدة بالظهور، مثل: التعب، وعدم تحمل درجات الحرارة الباردة، واضطرابات المزاج، وقد تستمر هذه الحالة لمدة تصل إلى عام بعد الولادة.
ليس بالضرورة أن تمر جميع السيدات اللاتي يصبن بالتهاب الغدة الدرقية بعد الولادة بهاتين المرحلتين، فقد تمر بعضهنّ بمرحلة واحدة فقط، وتمرّ أُخرياتٌ بالمرحلتين معًا.
فإذا شعر الطبيب بوجود أعراض تدل على احتمالية الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية بعد الولادة، سيوصي بإجراء فحوصات الدم المُناسبة لفحص مستوى هرمونات الغدة، وفي حال كان قصور الغدة الدرقية شديدًا، فإنّ الطبيب يصف دواء ليفوثيروكسين لتخفيف الأعراض واستعادة المستوى الطبيعي لهرمونات الدرقية.
الرضاعة بوجود قصور في الغدة الدرقية
تشعر الأمهات المصابات بمشكلات الدرقية بالحيرة عند اتخاذ قرار الرضاعة الطبيعية، والحقيقة أنّ معظم أدوية الدرقية لا تمنع الرضاعة الطبيعية، وبالنسبة لحالة قصور الدرقية؛ فإنّ دواء ليفوثيروكسين يُعدّ آمنًا، إذ يصل بكمية قليلة جدًا إلى الرضيع عبر حليب الأم، لذا يمكن الاستمرار في الرضاعة بشكل طبيعي مع الحرص على استشارة الطبيب حول الجرعات الملائمة.
أما إذا كانت الأم مُصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية، وتتناول أدوية مضادة للدرقية، مثل: بروبيل ثيوراسيل (Propylthiouracil OR PTU)، أو الميثيمازول (Methimazole)، فقد تُشكل هذه الأدوية خطرًا على صحة الرضيع أثناء الرضاعة، وغالبًا سيوصي الطبيب بتقليل الجرعة أو ببدائل علاجية أخرى أكثر أمانًا لتقليل الخطر المُحتمل على الرضيع.
لذا يجب على الأم إخبار الطبيب بالأدوية التي تتناولها، وخطة الرضاعة الطبيعية لديها لضمان سلامتها وسلامة طفلها.
الاعتبارات الغذائية
إن للتغذية السليمة دور رئيسي في المحافظة على صحة الغدة الدرقية أثناء الحمل، ويُعد اليود العنصر الرئيس المهم لإنتاج الغدة الدرقية لهرموناتها؛ فخلال فترة الحمل، ترتفع كمية اليود اليومية الموصى بها لتصل إلى 250 ميكروغرام يوميًا.
ومن المصادر الغذائية الغنية باليود:
- منتجات الألبان.
- المأكولات البحرية.
- البيض.
- اللحوم والدواجن.
- الملح المضاف إليه اليود.
وحتى يضمن الأطباء حصول الحوامل على حاجة أجسامهنّ من اليود، فإنّهم يُوصون بأخذ المكملات الغذائية الخاصة بالحمل التي تحتوي على 150 ميكروغرام من اليود، لكن يجب التنويه إلى ضرورة عدم الإفراط في تناول اليود من المكملات الغذائية أو الأعشاب البحرية، لأن ذلك قد يُسبب مشكلات في الغدة الدرقية.
بالإضافة إلى اليود، تُوصى الحوامل باتباع نظام غذائي صحي غنيّ بالحديد، والزنك، والسيلينيوم، وفيتامينات ب، وفيتامين د، لدعم صحة الغدة الدرقية أثناء الحمل بشكل عام.
تعرف أيضًا: أطعمة تنشط الغدة الدرقية
الدعم العاطفي
يمكن أن تشكل مشاكل الغدة الدرقية أثناء الحمل تحديًا عاطفيًا للأم، لذا من المهم الحصول على الدعم النفسي للتعامل مع هذه التحديات بشكل أفضل وضمان رحلة حمل إيجابية، ويُمكن الحصول على هذا الدعم بالطرق الآتية:
- يُمكن لأطباء النسائية أو أخصائي الغدد توفير الدعم اللازم للأم طوال فترة الحمل وبعد الولادة، عن طريق:
- الإجابة عن أسئلة الحامل.
- تقديم المعلومات والشرح الوافي حول مشكلات الغدة الدرقية.
- تقديم حلول للتعامل مع التحديات العاطفية والجسدية المتعلقة بقصور الغدة الدرقية أثناء الحمل.
- يُمكن لمجموعات الدعم المختلفة أن توفر الدعم العاطفي للأم الحامل عن طريق إتاحة الفرصة لها لتتواصل مع أمهات أخريات يعانين من نفس الحالة، فيوفر تبادل الأفكار والخبرات بينهن إحساسًا بالتفاهم، ويقلل من القلق، ويُشعر الأم أنها ليست وحدها التي تعاني من هذه المشكلة.
- يُمكن للعائلة أو الأصدقاء توفير المُساعدة والتشجيع الحامل طوال فترة حملها وبعد الولادة.
إنّ حصول الحامل على الدعم العاطفي يساعدها على تجاوز مشكلات الدرقية والتعامل معها بطريقة صحيحة، لضمان السلامة لها وجنينها.
المتابعة بعد الولادة
تُوصى الحوامل المصابات بمشكلات الدرقية بمتابعة الحالة بعد الولادة؛ فعليهنّ الالتزام بمراجعات الطبيب الدورية وإجراء فحوصات الدرقية اللازمة، وذلك لأنّ مستويات هرمونات الغدة الدرقية تتقلب بشكل كبير في هذه الفترة، الأمر الذي يدفع الطبيب لتعديل جرعات الأدوية، للمحافظة على هرمونات الدرقية ضمن المستوى المطلوب.
إضافة إلى ذلك؛ فإنّ بعض الأطباء يُوصون بإجراء الفحوصات التي تكشف عن التهاب الدرقية لأنّ الأم قد تكون مُعرضة للإصابة به خلال السنة الأولى بعد الولادة؛ إذ يُساعد الكشف المبكر واختيار العلاج المُناسب على تخفيف الأعراض والحد من المضاعفات.
ومن المهم أيضًا أن تكون الأمهات على دراية كافية بالأعراض التي قد تُصاحب مشكلات الغدة الدرقية بعد الولادة، مثل: التعب الزائد، أو اضطرابات المزاج، أو تغيرات في الوزن أو الشهية، وأن يتم إخبار الطبيب بها فورًا للمساعدة على التشخيص المبكر.
الخاتمة
قد تكون الإصابة بمشكلة في الغدة الدرقية أثناء الحمل أمرًا صعبًا، لكنّ التعامل السليم معها يقلل من أثرها على الأم وجنينها، ويجعل رحلة الحمل تسير بسهولة، ويمكن للأم أن تحقق ذلك عن طريق:
- فهم مشكلة الدرقية التي تعاني منها، والمخاطر التي قد تترتب عليها.
- معرفتها للأعراض التي قد ترافق مشكلات الغدة الدرقية ومراقبتها.
- التزامها بخطط العلاج الموصى بها.
- تعاونها وتواصلها مع مقدمي الرعاية الطبية، والتزامها بمواعيد المتابعة طوال فترة الحمل، وبعد الولادة.
- حصولها على الدعم العاطفي، لأن ذلك يساعد على شعورها بالطمأنينة في هذه الفترة الانتقالية من حياتها.
هناك اعتقاد سائد بان المراة لا يمكنها الحمل خلال الرضاعة الطبيعية وهو اعتقاد خاطئ فعلى الرغم من ان الرضاعة الطبيعية ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :