يشكل حليب الأم درعاً واقياً يحمي الطفل من الإصابة بالعديد من الأمراض، لاحتوائه على نسبة عالية من الأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibodies)، كما يمده بالعناصر الغذائية الضرورية لبناء وتقوية الجسم.
قد تجد الأم صعوبة في إرضاع الطفل في الشهور الأولى -خاصةً إن كان طفلها الأول- فلا تعلم كم عدد رضعات الطفل أو مدة الرضاعة المناسبة، الأمر الذي قد يصيبها بالتخبط والحيرة.
نتعرف سوياً في هذا المقال على مدة الرضاعة الطبيعية في الشهر الثاني والثالث، وما هي أهم النصائح لتنظيم الرضاعة الطبيعية في الشهور الأولى للطفل.
اهمية الرضاعة الطبيعية في الشهر الثاني والثالث
يعتمد الطفل على الرضاعة كلياً كمصدر لغذائه في الشهور الثلاثة الأولى، وليس هناك أفضل من الرضاعة الطبيعية (بالإنجليزية: Breastfeeding) لتنشئة طفل ذو بنيان قوي ومقاوم للعديد من الأمراض.
ليس هذا وحسب، بل تساعد على بناء مشاعر ومحبة بالغة بين الأم والطفل، ينعكس تأثيرها على الحالة النفسية للأم والرضيع.
اقرأ أيضاً: الرضاعة الطبيعية تكون شخصية الطفل
مدة الرضاعة الطبيعية في الشهر الثاني والثالث
منذ أن يبدأ الثدي في إدرار الحليب، تشعر الأم ببعض القلق والتوتر حيال مدة الرضاعة، وعدد المرات، وكيف يمكنها التأكد من أن الرضيع قد حصل على كمية كافية، ويزداد القلق تدريجياً مع بلوغ الطفل الشهر الثاني والثالث، إذ يحتاج الرضيع إلى كميات أكبر من الحليب.
تصل مدة الرضاعة الطبيعية في الشهر الثالث والثاني إلى 5- 10 دقائق فقط لكل ثدي، وتعتمد المدة على عدة عوامل أهمها:
- سرعة تدفق الحليب في ثدي الأم.
- قدرة الرضيع على إحكام الفم حول حلمة الثدي ومدى تمكنه من المص.
- مدى انتباه الرضيع أثناء الرضاعة.
- سرعة الرضيع في التقاط حلمة الثدي.
يوصى ألا تركز الأم أثناء الرضاعة على أحد الثديين فقط، حتى لا يمتلأ أحدهما بالحليب مسبباً الألم، بالإضافة إلى احتمالية عدم حصول الطفل على ما يكفيه من الثدي الآخر.
ولتفادي تلك المشكلة يمكن للأم تسجيل الجهة التي استخدمها الرضيع، والتبديل بينهما بين رضعة وأخرى، وذلك أفضل من التبديل بين الثديين في نفس الرضعة، إذ يدر الثدي نوعين من الحليب كما يلي:
- الجزء الأول هو حليب الصدارة (بالإنجليزية: Fore Milk) الغني بالبروتينات والسكريات والمعادن.
- لبن آخر الرضعة (بالإنجليزية: Hind Milk) يحتوي على نسبة عالية من الدهون والمكونات الغذائية الضرورية لنمو الجنين وشعوره بالشبع.
للمزيد: ما هي كمية الحليب للطفل الرضيع ومدة الرضاعة
كم عدد رضعات الطفل في الشهر الثاني والثالث؟
تبحث كل أم عن جدول الرضاعة الطبيعية في الشهر الثاني والثالث؛ خوفاً من إرضاع الطفل كمية زائدة أو منخفضة.
وبشكل عام، تتغير عادات الرضاعة الطبيعية في الشهر الثالث والثاني للرضيع قليلاً، مقارنة بما قبلها، ففي الأسابيع الأولى من الولادة يبدأ الطفل في تعلم الرضاعة، ويحصل على كمية قليلة من الحليب في كل مرة، الأمر الذي يضطر الأم إلى إرضاعه عدة مرات قد تتعدى 12 مرة.
بينما تختلف عدد مرات الرضاعة الطبيعية في الشهر الثاني والثالث، إذ يصبح الطفل قادراً على إحكام فمه حول حلمة الثدي (بالإنجليزية: Nipple)، الأمر الذي يساعده على مص كمية أكبر من الحليب في المرة الواحدة، وبالتالي تقل عدد مرات الرضاعة إلى 7- 9 مرات فقط خلال اليوم، بفاصل زمني لا يتعدى 3 إلى 4 ساعات يومياً.
يشهد جسم الرضيع طفرة في النمو (بالإنجليزية: Growth Spurt) خلال بعض الأسابيع، إذ يزداد حجمه بصورة ملحوظة كما في نهاية الشهر الثاني؛ مما يزيد من احتياج الطفل إلى كميات أكبر وعدد أكثر من مرات الرضاعة.
نصائح للرضاعة الطبيعية في الشهر الثاني والثالث
تتلقى الأم العديد من النصائح منذ الولادة، ولكنها قد تصاب بالحيرة وتتساءل عن مدى صحة تلك النصائح، وهل حقاً ستكون لها عوناً في رحلتها مع الرضاعة الطبيعية وخاصة في الشهور الأولى لحديثي الولادة.
نوضح فيما يلي أهم النصائح للرضاعة الطبيعية في الشهر الثاني والثالث:
- إرضاع الطفل كل 2- 3 ساعات على الأكثر خلال اليوم، وكل 4 ساعات ليلاً.
- بكاء الطفل هو المرحلة الأخيرة من علامات الجوع، لذا ينبغي الانتباه إلى بعض الإشارات المبكرة، مثل مص الشفاه أو دوران الرأس باستمرار بحثاً عن الثدي.
- عدم إجبار الطفل على الرضاعة إذا شعر بالامتلاء، ومن أهم علامات شبع الرضيع سحب الرضيع رأسه بعيداً عن الثدي أو محاولة دفعه.
في ختام المقال، تمنح الرضاعة الطبيعية في الشهر الثاني والثالث طفلك شعور الأمان، وتساعده في التعرف عليك والثقة بك، بالإضافة إلى الغذاء الذي يحتاجه. لذا من المهم محاولة الحفاظ على الرضاعة الطبيعية في الشهور الأولى ما لم يوجد مانع صحي لدى الأم.
اقرأ ايضاً: فوائد الرضاعة الطبيعية
الدورات التحضيرية للولادة هي دورات تعقد خلال فترة الحمل لاخذ لمحة وفكرة عامة عن ما سيحدث وما هو متوقع عند ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :