تفقد جميع النساء بعض الدم عند الولادة الطبيعية أو القيصرية، وهو أمر طبيعي لا يدعو للقلق، لكن قد يزيد معدل فقد الدم كثيرًا متحولًا إلى نزيف ما بعد الولادة.

فما هو نزيف ما بعد الولادة، وما هي كميته، وما هي الأعراض المميزة له؟ نعرف في هذا المقال.

نزيف ما بعد الولادة

تعاني نسبة ليست بالصغيرة من النساء من نزيف حاد بعد الولادة، حيث تصل المعدلات إلى ما يتراوح بين 1 و5% من الولادات، ونجد ارتفاعًا في نسب حدوث نزيف ما بعد الولادة القيصرية عنه في الولادة الطبيعية. (1)

متى يحدث نزيف ما بعد الولادة؟ تصاب السيدات بنزيف ما بعد الولادة (بالإنجليزية: Postpartum Hemorrhage or PPH) بعد خروج المشيمة مباشرة، أي بعد الولادة فورًا وخلال 24 ساعة، لكن لا يمنع ذلك من حدوثه لاحقًا في بعض الحالات، حيث قد يتأخر لفترات تصل إلى 12 أسبوعًا.

تفقد السيدات في العادي حوالي 500 مل من الدم نتيجة نزيف ما بعد الولادة الطبيعية، وما يقارب 1000 مل نتيجة نزيف ما بعد الولادة القيصرية، وتعتبر الأم مصابة بنزيف ما بعد الولادة حال فقدت أكثر من 32 أوقية من الدم أيًا كان نوع الولادة، يؤدي اكتشاف النزيف مبكرًا إلى امكانية علاجه والسيطرة عليه، حيث قد يتسبب النزيف غير المعالج في رفع نسب المضاعفات. (1)(2)

للمزيد: لماذا يستمر دم النفاس بعد الأربعين؟

أعراض نزيف ما بعد الولادة

تعرف الأم أنها مصابة بنزيف ما بعد الولادة في حال ملاحظة الأعراض التالية: (3)(4)

  • نزيف دم حاد غير منضبط ولا تقل كميته أو يتوقف، والذي يعد من أخطر أعراض نزيف ما بعد الولادة.
  • قلة عدد خلايا الدم الحمراء.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • شحوب لون الجلد.
  • انخفاض ضغط الدم، ويستدل عليه من العلامات الآتية:
    • الدوار أو الإغماء.
    • الرؤية الضبابية.
    • رطوبة الجلد.
    • الشعور المتواصل بالضعف والنعاس.
    • الارتباك.
    • ارتفاع معدل ضربات القلب.
    • تورم وألم منطقة العجان والمهبل.
    • الرعشة.

تصيب تلك الأعراض النساء بالارتباك فيخلطن بين علامات نزيف ما بعد الولادة وبين حالات طبية أخرى، يوصى بمراجعة الطبيب عند ملاحظة الأعراض خاصة النزيف الحاد للتأكد.

اقرأ ايضًا: اهم نصائح بعد الولادة

حساب موعد الولادة التقريبي(بسيط)

تستعمل هذه الحاسبة لتحديد موعد تقريبي لتاريخ الولادة، وتعتمد في ذلك على عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية.
يتم تحديد عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية عن طريق حساب عدد الأيام المنقضية منذ أول يوم من آخر دورة شهرية، كما يمكن تحديد تاريخ الولادة المتوقع عن طريق إضافة 280 يوم (40 أسبوع) إلى تاريخ اليوم الأول من آخر دورة شهرية.

التاريخ الحالي
تاريخ أول يوم لآخر دورة
×إغلاق

نتائج العملية الحسابية

تاريخ الولادة المتوقع

عمر الحمل التقريبي

تشخيص نزيف ما بعد الولادة

يعتمد الطبيب غالبًا في تشخيص نزيف ما بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية على الأعراض السابقة، بالإضافة إلى الفحص السريري والاطلاع على التاريخ الصحي للسيدة وأسرتها بالتفصيل.

تساعد أيضًا بعض الاختبارات على تحديد كمية الدم المفقود وبالتالي التأكد من الإصابة بنزف ما بعد الولادة، تشمل تلك الاختبارات ما يلي: (1)

  1. تقدير كمية فقد الدم: يجرى ذلك عن طريق إحصاء عدد الفوط الصحية المستخدمة لتلقي الدم، أو وزن الإسفنج المستخدم لامتصاص الدم، يحسب ما وزنه 1 غرام من الدم بما يعادل 1 مل من حجم الدم.
  2. قياس ضغط الدم.
  3. قياس معدل نبض الأم.
  4. إجراء اختبار الهيماتوكريت (بالإنجليزية: Hematocerit) وهو عدد خلايا الدم الحمراء.
  5. قياس عوامل التخثر في الدم.
  6. الموجات فوق الصوتية لتصوير الرحم وباقي الأعضاء التناسلية بوضوح.

للمزيد: أسباب الامساك بعد الولادة وكيفية تخفيفه

مضاعفات نزف ما بعد الولادة

تعد حالات نزيف ما بعد الولادة من الحالات الطبية الخطرة، كونها تتسبب بالعديد من المضاعفات المهددة للحياة، إذا أهمل العلاج وتأخرت الحالة.

تشمل مضاعفات نزيف ما بعد الولادة ارتفاع معدلات التنفس، وزيادة ضربات القلب، وانخفاض في مستوى تدفق الدم، ينتج عن ذلك قلة إمداد الدم إلى الأعضاء الحيوية مثل الكبد، والمخ، والقلب، أو الكلى، منتجًا ما يسمى بالصدمة.

تصاب السيدات في بعض الحالات بمتلازمة شيهان (بالإنجليزية: Sheehan’s Syndrome)، وهو اضطراب يصيب الغدة النخامية نتيجة الإصابة بنزيف ما بعد الولادة. (2)

نصيحة الطبي

تصاب نسبة من السيدات بنزيف ما بعد الولادة القيصرية أو الطبيعية، وتشمل الأعراض الدوار، والقشعريرة، ونزيف الدم غير المنقطع، ينصح دائمًا بسرعة التوجه للطبيب لتلقي علاج نزف ما بعد الولادة، وتفادي المضاعفات الخطرة.

اقرا ايضاً :

حياة المرأة الحامل وما يُرافقها من تغيرات نفسية وفيسيولوجية