يُعاني المصاب بمتلازمة توريت من حركات أو أصوات لاإرادية تظهر بشكل متكرر ودون تحكّم، وهي حالة تحدث بسبب اضطراب عصبي يؤثّر على طريقة عمل الدماغ والجهاز العصبي. وغالبًا ما تبدأ في مرحلة الطفولة، وتختلف شدّتها وحدّتها من شخص لآخر، وقد تتغيّر مع مرور الوقت. ورغم أنّ متلازمة توريت قد تكون مزعجة أو تؤثّر في الحياة اليومية للمصاب، فإن العلاج المناسب والمتابعة الطبية والدعم النفسي يمكن أن يُساعدوا بشكل كبير على التخفيف من حدّتها، وتحسين قدرة المصاب على أداء مهامه اليومية بشكلٍ طبيعي. في هذا المقال، نسلّط الضوء على التعايش مع متلازمة توريت، ونستعرض كيف يمكن للمصاب فهم حالته والتعامل مع تحدّياتها بثقة ووعي أكبر. [1][2]

نصائح للتعايش مع متلازمة توريت

يستطيع معظم المصابين بمتلازمة توريت أن يعيشوا حياة طبيعية ونشيطة إلى حدٍّ كبير، إذ يمكنهم النجاح دراسيًا ومهنيًا واجتماعيًا دون أن تُشكّل المتلازمة عائقًا حقيقيًا في حياتهم. ويعود ذلك إلى اتباع الاستراتيجيات العلاجية المناسبة، والحصول على الدعم النفسي والاجتماعي، والتعامل الواعي مع التشنّجات اللاإرادية، ما يساعد على التكيّف مع الحالة وتعزيز جودة الحياة على المدى الطويل. [1][2]

ومن النصائح التي تُساعد على التعايش مع هذه المتلازمة الآتي: [1][2]

تقبّل الحالة وفهم طبيعتها الطبية

إنّ تقبّل متلازمة توريت هو الخطوة الأولى والأهم في التعايش معها؛ فهذه المتلازمة ليست سلوكًا متعمّدًا، ولا تحدث بسبب ضعفٍ في الإرادة، بل هي اضطراب عصبي، وفهم طبيعته يُساعد على تخفيف شعور المصاب وأسرته بالذنب أو الإحراج، والتعامل مع أعراضها بذكاء. [4][5]

ويجب إدراك أنّ التشنّجات اللاإرادية (Tics) قد تزداد في فترات التوتر أو القلق، وتخفّ في أوقات الاسترخاء، كما أنّ شدّتها قد تتغيّر مع التقدّم في العمر، وغالبًا ما تتحسّن لدى كثير من الأشخاص في مرحلة البلوغ. لذلك، فإنّ تقبّل الحالة لا يعني الاستسلام لها، بل فهمها كحالة صحية قابلة للإدارة بالعلاج والمتابعة والدعم النفسي. [1][3]

كما يُسهم الاطلاع على معلومات طبية موثوقة، ومناقشة الحالة مع الطبيب المختص، في بناء وعي صحيّ يُمكّن المصاب من شرح حالته للآخرين بثقة، ويُساعده على اتخاذ قرارات واعية تُحسّن جودة حياته اليومية. [4][5]

هل لديك اسئلة متعلقة في هذا الموضوع؟
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
اكتب سؤالك هنا، سينا يجهز الاجابة لك

تعلّم استراتيجيات السيطرة على التشنجات

تختلف استرتيجيات السيطرة على التشنجات اللاإرادية حسب نوعها، ولكنها تشمل الآتي: [4][5]

  • حمل بطاقة تعريفية تشرح متلازمة توريت، وإبلاغ الآخرين بالحالة قدر الإمكان لتقليل الإحراج وسوء الفهم.
  • الانشغال بأنشطة تتطلب تركيزًا يدويًا (كالأشغال اليدوية)، واستخدام الحاسوب عوضًا عن الكتابة اليدوية عند الحاجة.
  • استخدام واقي أسنان أو مضغ العلكة للسيطرة على صرير الأسنان.
  • ممارسة تمارين التمدد والإحماء لتقليل آلام العضلات الناجمة عن التشنج.
  • تجنّب الأماكن المزدحمة عند الإمكان، وتعديل بيئة العمل أو الدراسة بما يوفّر الراحة والأمان.
  • استخدام الكمّادات الدافئة أو جل موضعي مسكّن بعد استشارة الطبيب، والنظر في دعامة للرقبة إذا كانت تشنجات الرأس والرقبة شديدة.
  • تشتيت الذهن بالتفكير بقافية أو جملة بديلة للتعامل مع الألفاظ اللاإرادية.
  • دعم الرقبة أثناء نوبات السعال اللاإرادي، واستشارة الصيدلاني حول أدوية بسيطة لتهدئة الحلق.

إدارة التوتر والقلق لتقليل حدّة الأعراض

يزيد القلق والتوتر من أعراض متلازمة توريت، لهذا السبب يُوصى باتباع النصائح الآتية: [2][4][5]

  • ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل تمارين التنفّس العميق، والتأمل، أو اليوغا، لما لها من دور فعّال في تهدئة التوتر العصبي.
  • الالتزام بروتين يومي منتظم يشمل مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ، فهذا ينعكس إيجابًا على الحالة النفسية.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم؛ فقلّة النوم قد تزيد التشنّجات وتُضعف القدرة على التحكم بها.
  • ممارسة النشاط البدني المعتدل كالمشي أو السباحة، إذ يُسهم في تفريغ التوتر وتحسين المزاج.
  • التحدّث عن المشاعر وعدم كبتها، سواء مع أحد أفراد الأسرة أو مختص نفسي، لتقليل الضغط النفسي.
  • تقليل المحفّزات اليومية مثل الضوضاء الزائدة أو ضغط المهام، وتنظيم الوقت بطريقة واقعية.
  • اللجوء للعلاج النفسي عند الحاجة، خاصة العلاج السلوكي، الذي يُساعد على اكتساب مهارات فعّالة للتعامل مع القلق والتشنّجات.

تنظيم الحياة اليومية في المدرسة والعمل

يُعدّ تنظيم الحياة اليومية في بيئة المدرسة أو العمل عاملًا أساسيًا في التعايش مع متلازمة توريت، إذ يُسهم في تقليل التوتر، وتحسين التركيز، والحدّ من تأثير التشنّجات اللاإرادية على الأداء اليومي. ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع استراتيجيات بسيطة وفعّالة، منها: [4][5]

  • تهيئة البيئة المحيطة عبر اختيار مكان هادئ للدراسة أو العمل قدر الإمكان، وتقليل المشتّتات والضوضاء.
  • إبلاغ المعلّمين أو الزملاء بالحالة عند الحاجة، فالفهم المسبق يُخفف سوء التفسير ويُقلل الضغط النفسي.
  • توفير تسهيلات مناسبة مثل السماح بفترات استراحة قصيرة، أو استخدام الحاسوب بدل الكتابة اليدوية، أو الجلوس في مكان مريح.
  • تنظيم الوقت والمهام من خلال تقسيم الواجبات إلى خطوات صغيرة، وتجنّب ضغط المواعيد قدر الإمكان.
  • الاستفادة من نقاط القوة الشخصية؛ فكثير من المصابين بتوريت يتمتعون بقدرات عالية في التركيز والإبداع عند العمل في بيئة داعمة.
  • تعزيز الدعم النفسي داخل المدرسة أو مكان العمل عبر المرشدين التربويين أو الموارد البشرية.
  • المرونة وتقبّل الأيام الصعبة، فحدّة الأعراض قد تختلف من يوم لآخر، وهذا لا يعكس فشلًا أو تقصيرًا.

sina inread banner image
مساعدك الشخصي من الطبي للاجابة على أسئلتك الصحية
الطبي يطلق سينا، ذكاء اصطناعي لخدمتك الصحية!
اسأل سينا

نصائح أخرى

من النصائح التي تحسّن أيضًا من أعراض متلازمة توريت: [4][5][8]

  • الحرص على تنمية الإبداع، كالاهتمام بالكتابة، أو الرسم، أو العزف، إذ قد تساعد هذه الأنشطة على توجيه التركيز نحو أمور أخرى بعيدًا عن التفكير بالتشنجات أو الأصوات اللّاإرادية.
  • التطوع ومساعدة الأخرين، ممّا يزيد من الثقة بالنفس، إذ تُمكّن متلازمة توريت الأطفال من القدرة على فهم الآخرين، خاصّةً الأشخاص الذين يواجهون تحديات مختلفة.
  • الالتزام بخطة العلاج، سواءً شملت جلسات متابعة مع معالج نفسي أو تناول أدوية معينة، مع مناقشة الطبيب حول أي صعوبات تُعيق التزامه بالعلاج؛ لإيجاد بدائل أو حلول مناسبة.
  • الالتزام بروتين نوم هادئ ومنتظم، مع تجنّب استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
  • المشاركة في مجموعات دعم نفسي تضمّ أفرادًا يواجهون المشكلة ذاتها.

كيفية التعامل مع الشخص المصاب بمتلازمة توريت

نظرًا لأن أعراض متلازمة توريت تظهر على شكل حركات أو أصوات لاإرادية قد يُساء فهمها، فإنّ المصابين بها يكونون أكثر عرضة للتنمر أو السخرية، مما يزيد من شعورهم بالعزلة والقلق، ويُؤثر على ثقتهم بأنفسهم، لذلك يوصي الأطباء باتباع النصائح الآتية عند التعامل مع المصاب بمتلازمة توريت: [2][8]

  • لا تحدق به أثناء ظهور الأعراض؛ فهذا قد يزيد من شعوره بالحرج والعار.
  • كن متفهمًا وتجنب لومه؛ فالتشنّجات اللاإرادية ليست سلوكًا متعمّدًا ولا يمكن التحكم بها.
  • تجنّب السخرية أو التعليق بشكلٍ جارح، ولا تتدخل عند ملاحظة أي سلوك تنمّري، خاصة في المدرسة.
  • تجاهل الأخطاء التي يرتكبها أثناء الحديث بسبب المرض، وتصرف كأنك لا تلاحظها.
  • كن صبورًا وامنحه الوقت الكافي ليتمكن من التعبير عن أفكاره بكل أريحية.
  • تقبله ولا تحاول تغييره فهذا المرض اضطرابٌ عصبي مزمن يستمر طوال الحياة.
  • اقترح عليه تقديم المساعدة بطريقة لبقة دون إحراجه.
  • تجنب مقاطعته أثناء الكلام.
  • دافع عنه، وقم بالتعاون مع المدرسة أو جهة العمل لوضع سياسات داعمة تحمي المصاب من التنمّر وتوفّر له بيئة آمنة.

نصيحة الطبي

متلازمة توريت ليست عائقًا أمام حياة ناجحة ومستقرة، بل حالة عصبية يمكن التعايش معها بوعي ودعم مناسب. تقبّل الحالة، وتفهّم المحيطين، والالتزام بخطة علاجية ونفسية متكاملة، عوامل أساسية تساعد المصاب على تقليل حدّة الأعراض، وتعزيز ثقته بنفسه، والاندماج في الدراسة والعمل والحياة الاجتماعية دون وصمة أو خوف.

اقرا ايضاً :

صداع البطن وأنواع أخرى للصداع النصفي