يعد التعرق الزائد، الذي يعرف أيضاً باسم فرط التعرق، مشكلة حقيقية تسبب الإحراج للعديد من الأشخاص. ولكن مع تطور العلم، ولحسن الحظ تم تحديد بعض الطرق الفعالة التي تساعد في علاج التعرق الزائد

وسنتناول في هذا المقال علاج التعرق الزائد تحت الابط، وادوية لعلاج التعرق الزائد، وعلاج فرط التعرق بالليزر، بالإضافة إلى علاج فرط التعرق بالاعشاب والطرق الطبيعية.

علاج التعرق الزائد تحت الابط

يتضمن علاج التعرق الزائد تحت الابط أو فرط التعرق الإبطي (بالإنجليزية: Axillary Hyperhidrosis) العديد من الخيارات، ومن أهمها الوسائل التالية:

مضادات التعرق

تعتبر مضادات التعرق خط الدفاع الأول ضد التعرق المفرط في منطقة تحت الإبط، وهي مستحضرات موضعية متوفرة بتراكيز مختلفة تتراوح بين المنتجات العادية التي لا تستلزم وصفة طبية، والمنتجات ذات الفعالية المثبتة سريرياً التي لا تستلزم وصفة طبية، وحتى مضادات التعرق التي تصرف بوصفة طبية. [1] [2] [4]

يوصي معظم الأطباء بأن يبدأ المريض بالمستحضرات العادية التي لا تستلزم وصفة طبية، وإذا لم توفر هذه المنتجات ما يكفي من الراحة لأعراض التعرق، فيمكن الانتقال إلى المنتجات الأقوى. [1] [4]

وتحتوي معظم مضادات التعرق على أملاح الألومنيوم بنسبة 1% أو 2%، حيث تعمل على التقليل من إنتاج العرق عن طريق تحفيز انسداد الغدد العرقية. [2]

وعند تطبيق مضادات التعرق مهما كان نوعها، يجب مراعاة وضعها قبل النوم على بشرة جافة كلياً لتجنب حدوث أي تهيج. [4] 

للمزيد: الفرق بين مزيل العرق ومضادات التعرق

تقنية ميرادراي

إن تقنية ميرادراي (بالإنجليزية: MiraDry) نهج مختلف لعلاج التعرق الزائد تحت الإبط، وقد تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في يناير 2011. وتعتبر هذه التقنية ناجحة في علاج التعرق الزائد تحت الإبط في أكثر من 90٪ من المرضى بعد 12 شهراً من العلاج، بمعدل تقليل العرق 82٪. ومع هذا، فإنه لا يمكن استخدام هذه التقنية في علاج التعرق الزائد في أي منطقة أخرى من الجسم. وتعمل هذه التقنية باستخدام تكنولوجيا الميكروويف أو الطاقة الحرارية، من أجل إحداث تغيير أو تدمير دائم للغدد العرقية تحت الإبط بحيث لا تنمو مرة أخرى. [1] [4]

حقن البوتكس

ويتم اللجوء إلى هذه الطريقة في حال فشل مضادات التعرق بتحقيق النتيجة المطلوبة مع عدم إمكانية استخدام تقنية ميرادراي. ويمكن للطبيب المختص حقن مادة البوتوكس في منطقة تحت الإبط لتقليل التعرق بشكل كبير، حيث تحقق حقن البوتكس انخفاضاً في التعرق بنسبة تزيد عن 50٪ لمدة 201 يوم على الأقل (أي ما يقارب 7 أشهر) لدى البعض، ولمدة تزيد عن عام للبعض الآخر، مع العلم أن 81% من الأشخاص حدث لديهم انخفاض في نسبة التعرق بمقدار 50%. [4]

وإن البوتكس، أو توكسين البوتولينوم أ، عبارة عن سم عصبي يتم حقنه في طبقة الأدمة تحت الجلد موضع التعرق المفرط. ويعمل البوتكس على إيقاف التعرق المفرط، نتيجة سد الأعصاب التي تحفز الغدد العرقية أو منع إطلاق المواد الكيميائية التي تحفز تنشيط الغدد العرقية. وقد تسبب حقن البوتكس بعض الألم خلال عملية الحقن، وقد يشكو البعض من تكلفة العلاج إلا أنه يوفر نسبة عالية من الرضا عند معظم الأشخاص، ويستمر لمدة تتراوح بين 6-9 أشهر تقريباً. [2]

ادوية لعلاج التعرق الزائد

تعد الأدوية الموضعية هي العلاج المفضل للمرضى الذين يعانون من فرط التعرق البؤري الخفيف إلى المتوسط، ومن أهم هذه الأدوية هو سداسي هيدرات كلوريد الألمنيوم الذي يعتبر خط العلاج الأول في حالات فرط التعرق الخفيف إلى المتوسط​​. ويتوفر هذا الدواء على شكل مانع للتعرق بتركيزات تتراوح من 15٪ -25٪، وهو يعمل عن طريق التأثير على الخلايا التي تنتج العرق، ويجب تكرار استخدامه يومياً. ويجب العلم أنه قد يسبب الحساسية والتهيج في منطقة تحت الإبط، وهنا يجب التوقف عن استخدامه مباشرة. [2]

للمزيد: كيف تختار أفضل مزيل عرق يناسبك؟

أما بالنسبة للأدوية المستخدمة لعلاج التعرق الزائد التي يتم تناولها عن طريق الفم فهي مضادات الكولين (بالإنجليزية: Anticholinergic Agent)، والتي تعمل عن طريق تثبيط الناقل العصبي أستيل كولين الذي يعمل على تنشيط الغدد العرقية. [2] 

وتستخدم الأدوية المضادة للكولين لعلاج أنواع معينة من فرط التعرق، بما في ذلك: [2]

  • تعرق الوجه المفرط.
  • فرط التعرق العام (تعرق كامل الجسم).
  • التعرق الذي لا يستجيب إلى خيارات العلاج الأخرى، مثل مضادات التعرق والبوتكس.

وتشمل الأدوية الأخرى التي تستخدم في علاج التعرق الزائد المعمم ما يلي: [2]

  • الأميتريبتيلين.
  • الكلونازيبام.
  • البروبرانولول.
  • الديلتيازيم.
  • الجابابنتين.
  • الإندوميثاسين.

وعلى الرغم من استخدام هذه الأدوية في علاج فرط التعرق العام ، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد فعاليتها في علاج فرط التعرق البؤري.

علاج التعرق الزائد بالارحال الايوني

يعد الإرحال الأيوني (بالإنجليزية: Iontophoresis) إجراء يستخدم في علاج التعرق الزائد، حيث يتم وضع اليدين أو القدمين في وعاء ماء ضحل لمدة 20-30 دقيقة، بينما ينتقل تيار كهربائي منخفض عبر الماء. ويعتقد الخبراء أن هذا الإجراء يمنع التعرق من خلال منع وصول العرق إلى سطح البشرة، أو أن الجزيئات المشحونة في الماء تمنع إفرازات الغدد العرقية. ويجب على المريض تكرار هذا العلاج عدة مرات على الأقل في الأسبوع، قبل أن يتوقف عن التعرق. [1] [2]

ويرتبط الإرحال الأيوني ببعض الآثار الجانبية بما في ذلك الاحمرار، أو الجفاف، أو التقشير وغيرها. وقد يستمر تأثير العلاج 2-4 أسابيع تقريباً، وقد يحتاج بعض الأشخاص 6-10 جلسات قبل الوصول للنتيجة النهائية. [2]

وعلى الرغم من أن الإرحال الأيوني يعتبر آمن، إلا أنه لا ينصح به في حالات الحمل، والأشخاص الذين لديهم أجهزة تنظيم ضربات القلب، أو الغرسات المعدنية (بما في ذلك بدائل المفاصل)، أو مشاكل القلب والأوعية الدموية، أو الصرع. [1]

اعاني من دهون البشرة والرؤوس السوداء بشكل كبير

علاج التعرق الزائد بالجراحة

إن علاج التعرق الزائد بالجراحة هو الخيار الأخير في علاج حالات فرط التعرق للأشخاص الذين يعانون من التعرق الزائد الشديد الذي لم يستجب للعلاجات الأخرى. وأثناء الجراحة، قد يقوم الطبيب بقطع الغدد العرقية، أو كشطها، أو شفطها. [1]

وهناك خيار جراحي آخر هو قطع الأعصاب السمبثاوية بالمنظار (بالإنجليزية: Endoscopic Thoracic Sympathectomy, ETS)، حيث يقوم الجراح بعمل شقوق صغيرة جداً، ثم يقوم بقطع الأعصاب التي تنشط الغدد العرقية بشكل طبيعي في الإبط. ويعد هذا العلاج فعال للغاية، إلا أنه لا يمكن عكس العملية والرجوع للوضع الطبيعي بعد قطع الأعصاب، وقد تترك العملية الجراحية آثار وندوب قد تستمر طويلاً. كما يجب التعامل مع التعرق التعويضي كأثر جانبي للعملية الجراحية، حيث أن التوقف عن التعرق في منطقة معينة، قد يسبب التعرق بصورة أكثر في منطقة أخرى في الجسم. [1] [2]

كما قد تسبب العملية الجراحية بعض الآثار الجانبية الأخرى بما في ذلك التعرق الوهمي، أو الألم العصبي، أو استرواح الصدر وغيرها الكثير من الآثار الجانبية التي يجب مناقشتها مع الطبيب. [2]

للمزيد: طرق التخلص من رائحة العرق

علاج فرط التعرق بالليزر

يمكن علاج فرط التعرق بالليزر حيث يتم تركيز الليزر في شعاع ضيق جداً، مما يمكن الطبيب من استهداف مناطق معينة من الجسم دون إصابة الأنسجة المحيطة. وهذا يجعل العلاج بالليزر أكثر دقة وقوة من خيارات العلاج الأخرى، كما أن حرارة الليزر لها دور في تقليل خطر العدوى، وسد الأوعية الدموية لمنع النزيف. وبالتالي، يكون التعافي بشكل أسرع من طرق العلاج الأخرى، وقد يتم إجراء الليزر في عيادة الطبيب في العيادة الخارجية؛ مما يعني أنه يمكن العودة إلى المنزل أو العمل، بعد فترة قصيرة من انتهاء العلاج. ويرتبط العلاج بالليزر ببعض الآثار الجانبية التي تختفي خلال أسبوعين تقريباً، ومنها التورم وظهور الكدمات والشعور بالخدر والتنميل. [3]

للمزيد: تعرق اليدين ؛ الأسباب والحلول المتوافرة

علاج فرط التعرق بالاعشاب والطرق الطبيعية

تشمل الأعشاب التي تستخدم في علاج التعرق الزائد ما يلي: [2]

  • شاي الأعشاب (مثل المريمية، أو البابونج، أو غيرها).
  • جذور نبات الناردين الطبي.
  • نبتة سانت جون (بالإنجليزية: St. John’s Wort).

ومع هذا، يجب العلم أنه لا يوجد معلومات كافية حول سلامة وفعالية العديد من هذه الأعشاب في علاج التعرق الزائد. وأنه من المهم استشارة الطبيب، قبل استخدام أي نوع من العلاجات العشبية أو الطبيعية.

كما توجد طرق طبيعية أخرى تستخدم في علاج التعرق الزائد، والتي تشمل:

  • صودا الخبز: حيث أن الخواص القلوية لصودا الخبز (بالإنجليزية: Baking Soda) تساعد في تقليل رائحة الجسم وعلاج التعرق الزائد. ويمكن تجربة الطريقة عن طريق خلط صودا الخبز بالماء ثم وضعها بصورة موضعية على الجلد تحت الإبط. لكن، يجب إجراء اختبار الحساسية على منطقة صغيرة من الجلد للتأكد من عدم التعرض لرد فعل تحسسي، قبل استخدام صودا الخبز أو أي علاج موضعي آخر. [2]
  • النظام الغذائي: حيث يجب تجنب الأطعمة التي تسبب التعرق المفرط، خاصة عند الأشخاص المصابين بفرط التعرق. ومن أبرزها الأطعمة الغنية بالتوابل مثل الفلفل الحار (الذي يحتوي على مادة الكابسيسين)، حيث تعمل على تحفيز مستقبلات الأعصاب في الجلد والتعرق، نتيجة رسائل وإشارات من الدماغ بسبب الشعور بالحرارة.  [2]

للمزيد: كيف تصنع مزيل عرق طبيعي في المنزل؟

اقرا ايضاً :

أسباب متعددة لتساقط الشعر لدى النساء